تختلف الأجواء، وتتغير الأماكن، وتتبدل الأحداث، ويبقي نواب البرلمان علي عهدهم دائمًا، مثيرين للخلافات، ومبتكرين في طرق الاختلاف حتي فيما بينهم. لم يُبال نواب الشعب المبجلون بالحدث الأهم الذي سافروا من أجله إلي نيويورك، فقطعوا آلاف الأميال بعيدًا عن مصر، ليس فقط للمشاركة في الحدث التاريخي الهام بمشاركة مصر في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإنما أيضًا للتشاجر كالعادة، والتلاسن بالكلمات. »آخرساعة» تنشر كواليس ما دار بين أعضاء الوفد البرلماني، الذي سافر إلي نيويورك. علي سبيل المثال لا الحصر، حدثت واقعة اشتباك لفظي عنيفة كان أبطالها النائب خالد يوسف، عضو ائتلاف »25-30».. والنائبة سولاف درويش، عضو لجنة الشئون العربية، والنائب صلاح حسب الله، عضو ائتلاف دعم مصر صاحب الأكثرية تحت قبة البرلمان، داخل الأتوبيس الذي كان يقل النواب وعددا من الإعلاميين من الفندق إلي مطار نيويورك، حيث دب نقاش حاد بين النائبة سولاف درويش، والنائب خالد يوسف، حول قانون القيمة المضافة، الذي وافق عليه البرلمان مؤخرًا. وبعد دقائق من بداية النقاش الحاد، تدخل النائب صلاح حسب الله، ليدافع عن موقف زميلته، وموقف البرلمان من الموافقة علي القيمة المضافة، وخلال نقاش لفظي حاد هاجم بشدة النائب خالد يوسف القانون، قائلًا: »الحكومة قامت باستهداف الفقراء لحساب الأغنياء، وكان عليها أن تتجه لتطبيق القوانين الضريبية المباشرة علي الدخل والأرباح الرأسمالية، بدلاً من فرض القيمة المضافة علي الجميع»، مؤكداً أن الضرائب المباشرة ستدر أكثر من 50 مليار جنيه للدولة سنويًا. هنا تعالت أصوات النواب في الأتوبيس، قبل أن يتدخل حسب الله متعمدًا إحراج خالد يوسف، حيث قال له: »لماذا لم تتقدم بهذه المقترحات للحكومة؟»، فرد يوسف مؤكدًا أنه قدم اعتراضاته ومقترحاته لكن لم يؤخذ بها.. فجأة، تحول الأتوبيس إلي قاعة برلمانية مصغرة، حيث عرض يوسف وجهة نظره باستفاضة، موضحًا أن الحكومة يمكنها توفير تريليون جنيه من الأغنياء، قائلاً: »في مصر أغني طبقة وأفقر شعب، ومتجيش علي أفقر شعب وتفرض ضرائب في وقت عمال تزود الكهرباء والمياه، هو مش لاقي، وأنت مش موفر له حياة كريمة، هيجيب منين؟، اعمل ضرائب بس علي الأغنياء».. وبطريقته المعهودة في تسخين الأجواء إزاء أي نقاش عادي، شارك الإعلامي وائل الإبراشي، في إشعال الموقف بين النواب داخل الأتوبيس، قبل أن يعاود حسب الله، التدخل مجددًا، لتتعالي الأصوات بين يوسف وحسب الله، وتصل لحد الاشتباك اللفظي داخل الأتوبيس. لم تكن واقعة »يوسف وسولاف وحسب الله»، هي الوحيدة حيث حدثت واقعة أخري، لكن هذه المرة كانت واقعة علي سبيل الدعابة، وبطلها أيضًا النائب خالد يوسف، إضافة إلي النائب هشام الشطوري، وطبعًا الإعلامي وائل الإبراشي. وبدأ النقاش الذي سيطرت عليه روح الدعابة، عندما قال النائب خالد يوسف للنائب هشام الشطوري: »إنت اتصلت ب»مُزة»، وكنت بتتكلم معاها طول الليل، وحتي وإحنا في الطريق»، ووسط الدعابة اعترض الشطوري علي خالد يوسف، قائلًا: »والنعمة هي اللي اتصلت»، فرد عليه خالد يوسف، قائلًا: »عليِ الطلاق إنت اللي اتصلت بيها»، فرد هشام قائلًا: »أنا غلبان هو أنا مخرج سينمائي، وال»مُزز» هتجري ورايا، أنا غلبان»، فرد عليه يوسف، قائلًا: »وال»مُزز» غلابة برده». وبينما يتساءل النواب عن هذا الحوار الذي يدور بين خالد يوسف وهشام الشطوري، دس الإبراشي أنفه، متداخلًا بصوت عال: »ده كلام عن مكالمات ليلية بين سيادة النائب والحسناوات»، فتدخلت إحدي النائبات وداعبتهم جميعًا قائلة: »حد يقول للنواب »اجلس»، وكانت بالطبع تُشير إلي طريقة الدكتور علي عبد العال، رئيس النواب، المُعتادة لتهدئة النواب تحت القبة.