سامية: مش مصدقة عنيا..بخيتة: أخيرا هعيش يومين حلوين جيهان: اطمنت علي ولادي .. حمدي: الشقق حاجة تانية خالص إحسان: انتقلنا لحياة آدمية.. العربي: نعيش بعيداً عن مشاكل العشوائيات حياة جديدة مشرقة وزغاريد ترج المكان.. أخيرا تحقق الحلم الذي طالما راودهم وها هي بشائر الخير تطل علي مئات الأسر لتنقلهم من حياة صعبة أسفل عقارات لا تحميهم من برد الشتاء أو حر الصيف إلي شقق مجهزة. »الأخبار» كانت معهم طوال فترة الإنشاء وعندما كانت الفكرة مجرد حلم يداعب خيالهم من وقت لآخر. بعد ان تسلموا عقود الشقق الجديدة.. » هنعيش يومين حلوين قبل ما نموت»: قالتها الحاجة بخيتة علي محمد والتي تبلغ من العمر 70 عاما، بينما تترقرق في عيونها الدموع غير مصدقة بأنها بالفعل انتقلت إلي الشقق الجديدة. تضيف السيدة العجوز بعد أن جلست علي أرضية مدخل العقار الجديد الذي ستقيم فيه بعد أن أنهكها السير في أرجاء المنطقة الجديدة لتملأ عيناها بالمناظر الجميلة »الحمد لله أخيرا هنعيش يومين في الحياة النظيفة دي.. أنا مش مصدقة عنيا خلاص معقول هسكن في البيت دا». تصمت السيدة قليلا ثم تواصل:» كان نفسي أشوفه أنا كنت موجودة بس معرفتش أقرب منه وأسلم عليه.. ربنا يخلي الريس اللي نقل حياتنا كدا»، مشيرة إلي أنها كانت تقطن في منزل قديم أغلبه مبني من الخشب لا يحميها من برد شتاء». أما الحاجة سامية عبد الحميد أحمد، كانت بداخل شقتها ترتب ملابس أبنائها وفي انتظار عودتهم من العمل لأول مرة منذ 27 عاما لمنزل جديد. بمجرد فتح باب الشقة قابلتنا بالزغاريد الفرحة تغمرها قائلة: »ألف حمد وشكر ليك يا رب.. أنا مش مصدقة أننا خلاص في المكان دا»، كنت أنوي احضار فرش منزلي القديم ولكن بمجرد رؤيتي الشقة والأثاث الجديد قلت لا أريد فلا ينقص الشقة الجديدة شيئا. وتابعت:» مفيش مقارنة بين بيوتنا القديمة والحياة الجديدة في بشائر الخير فأنا الان سأعيش حياة كريمة بعيدة عن العشوائية فلدي ولدان وبنت وزوجي متوفي وأنا في إنتظار أولادي للعودة من العمل في مسكنهم الجديد». علي أبواب كل عمارة في المساكن الجديدة وقف رجال القوات المسلحة لتسليم الأهالي عقود شققهم الجديدة.. أحمد حسن لم يستلم بعد عقده ولكن فرحته جاءت به إلي المسكن ليراه ثم يعود مسرعا لإنهاء الإجراءات. وعبر عن سعادته الغامرة بالإنتقال في الحياة الجديدة، مشيرا إلي أنه لديه 3 أولاد وبنتان وسيكون مطمئنا عليهم في شققهم الجديدة بعيدا عن الزحام ففي المساكن الجديدة ملاعب ومستشفي وورش وكذلك منطقة تجارية فلم يكن يحلم بهذه الحياة بحسب حديثه. أما حمدي محمد، 60 سنة، فكان منهمكا في إنهاء النقل حتي يقطن شقته الجديدة في أقرب وقت أوقفناه وسألناه عن شعوره بعد افتتاح الرئيس للمشروع فكان رده:» الحمد لله مفيش كلام يتقال أنا كنت ساكن في منزل تمليك في المنطقة القديمة ولكن الشقق الجديدة حاجة تانية خالص ». يواصل حديثه: »مين يكره أنه يعيش في النظافة دي إحنا مكناش نحلم بالحياة دي ولا بالنظافة دي»، مبينا أنه لديه أولاده وسعيد أنهم سعداء لاستكمال حياتهم في هذه المنطقة. كانت بجواره الحاجة إحسان جابر أحمد، سيدة في السبعين من عمرها تسير ببطء وبمجرد رؤيتنا توقفت وقالت أريد أن أتحدث إليكم فأنا في سعادة بالغة فالحمد لله بعد 40 سنة من الحياة في المساكن القديمة أخيرا سننتقل إلي الحياة الأدمية التي أشعرتنا أن الدولة ترانا وتنظر إلينا. في غضون ثلاثة أيام ستنتهي كل عمليات التسكين هكذا أخبرونا بعد زيارة الرئيس لنا بهذه الكلمة بدأ محمد العربي حديثه معنا موضحا أنه يعمل كهربائي وأنه لم يكن مصدقا أنه سيكون من ضمن سكان المساكن الجديدة. وأضاف:» الحمد لله فضل من ربنا أننا هنعيش هنا خلاص المعاناة ستنتهي وسيستطيع أبنائي أن يعيشوا في حياة كريمة وسيمارسون حياتهم بعيدا عن حياة العشوائيات بما فيها من مشاكل. تتدخل جيهان رجب أحمد في الحديث معبرة عن سعادتها قائلة:» ابني مهدي وشقيقته هاجر وزوجي سيعيشون هنا في هذه المدينة الجميلة».. موضحة أنهم كانوا يقطنون في منزل قديم وأن حياتهم ستتغير في هذه المنطقة وأبناؤها سيستطيعون اللعب دون أن ينتابها القلق بمجرد نزولهم من المنزل. في الجانب الأخر من بشائر الخير كانت باقي الاسر تخلي منازلها استعدادا للإنتقال فالمنطقة تحولت إلي ما يشبه بخلية النحل فالمواطنون في كل مكان ينتظرون اللحظة التي طالما حلموا بها، بينما بدأت أعمال هدم المنازل القديمة لتطوي صفحة معاناة سكانها طول السنين الماضية.