حالة فنية خاصة استطاع في فترة قصيرة أن يحجز لنفسه مكاناً علي الساحة الفنية، ساعده في ذلك موهبته وخفة ظلة التي كانت جواز مروره إلي قلب الجمهور، استند إلي الكوميديا في بداية حياته ولكنه قرر أن يتنوع في اختياراته وأدواره حتي لا يحصر نفسه في منطقة واحدة. الفنان خالد سرحان الذي قرر أن يأخذ إجازة طويلة بالساحل الشمالي ليقضي وقتاً للراحة والاستجمام بعد انتهاء عرض العملين الذين شارك بهما في رمضان، وهما »مأمون وشركاه» و»يوميات زوجه مفروسة» الجزء الثاني. الكوميديا لا تستهويني.. وأبحث دائمًا عن التنوع ماراثون طويل بالفعل هذا الموسم كان صعباً وطويلاً لأنني كنت بدأت التصوير مبكراً من خلال »يوميات زوجة مفروسة» ثم تلاه علي الفور مسلسل »مأمون وشركاه»، ووصل بنا الأمر إلي مد فترة التصوير إلي أكثر من 17 ساعة يوميا، وفي بعض الأحيان وصلت معدلات التصوير إلي 20 ساعة يومياً، وشعرت بالإرهاق الشديد وجاءت الفرصة للاستجمام والراحة. الإجازة كانت أهم شيء بعد عناء التصوير، وفرصتي الحقيقية للاستجمام والراحة، فقررت أن أذهب إلي الساحل الشمالي لكي أقضي إجازة طويلة وأغسل همومي في ماء البحر، وأقوم بتهدئة أعصابي لكي أستعيد نشاطي الفني مرة أخري وأبدأ في اختيار الورق المناسب للعام المقبل. الزعيم والله بالصدفة ولم يكن مقصوداً التعامل المستمر معه، وهي مجرد ترشيحات في البداية للأدوار وفي النهاية يستقر المخرج علي الفنان المناسب الذي يلعب الدور، وهنا يأتي دوري في الموافقة أو الرفض، وبلا شك من الصعب أن أرفض العمل مع الزعيم فالعمل معه متعة حقيقية بكل المقاييس إلي جانب اكتساب خبرات أثناء التصوير معه أو حتي في الكواليس. يوسف مأمون من أصعب الأدوار التي قدمتها في حياتي، لأن الدور تطلب استعدادات خاصة، مثل إنقاص وزني 12 كيلوجراماً في وقت قياسي حتي يتناسب مع الشخصية، إلي جانب دراستي للغة الإيطالية والتي أخذت مني وقتاً طويلاً، بالإضافة إلي الصراعات المستمرة داخل الأحداث. البخل عادة سيئة ونهايتها مأساوية ومعروفة، وعمري ما بخلت علي نفسي والدليل »إني مبعرفش أحوش واللي جاي علي قد اللي رايح»، وحاولنا في مسلسل مأمون أن نلقي الضوء علي هذه الآفة وآثارها الخطيرة علي الإنسان ذاته وقد تنعكس علي من حوله، وكانت تجربة جديدة من الزعيم أن يجازف ويغامر بشخصية الرجل البخيل علي أولاده وأسرته وعلي كل من حوله في منطقته، واختياره لهذه الشخصية في حد ذاتها يحسب له في تاريخه ومشواره الفني لأنه تناولها بكل صدق وحققت نجاحاً كبيراً ولاقت استحسان الجميع. التطبيع المسلسل ليس له علاقة بمسألة التطبيع، والأحداث هدفها التسلية وكل ما دار في الحلقات لم يتناول أو يتبني مثل هذه الفكرة، سواء من قريب أو من بعيد، وما تردد كان غرضه الإساءة للمسلسل فقط دون أن يحتكم لأساس معين، وكان محور أحداث المسلسل هو مناقشة موضوع البخل وإلقاء الضوء عليه. المنافسة بعملين لم تكن محسوبة أو حتي مقصودة وكلها جاءت بالصدفة، فكنت بدأت تصوير »يوميات زوجة» قبل شهر رمضان بفترة طويلة، وجاء بعده مسلسل »مأمون وشركاه» فلم يكن في حساباتي أن أشارك بهما في وقت واحد. التنسيق ساعدني في موضوع التنسيق وتنظيم الوقت بين المسلسلين المخرجين المنفذين لهذه الأعمال، إلي جانب أن مواعيد التصوير كانت متباعدة عن بعضها نوعا ما، خاصة أن مأمون تطلب السفر إلي إيطاليا أكثر من مرة، فكان لابد من مسألة التنظيم هذه حتي لا تتعارض ولو بالصدفة مع بعضها. الريجيم هحاول أن أحافظ علي وزني الحالي، لأنه مناسب بشكل كبير معي ولكن أعتقد مع هذه الإجازة الطويلة سوف يزيد وزني مرة أخري، والمشكلة دائماً صعوبة الحفاظ علي الريجيم، لأنه محتاج إلي نظام معين وقد يصعب علينا في بعض الأحيان إلي الاستمرار علي هذا الوزن، فقد تتطلب بعض الأدوار زيادة أو نقصان في الوزن. علي أرهقني وتعبني جداً أيضاً بسبب الصراع الدائر بينه وبين زوجته.. وأولاده وانشغاله عنهم فترة والخلافات المستمرة بينهما بشكل كوميدي وخفيف، وشخصية »علي» كان له سبب كبير قوي في فرسة زوجته، وكما شاهدنا كنا أمام مباراة بين الزوجين والأولاد علي مدار 30 حلقة. يوميات زوجه مفروسة فعلاً كانت مفروسة قوي علي مدار جزءين، والمسلسل من الأعمال المحببة إلي قلبي لأنه قدمني بشكل مختلف وجديد علي الجمهور، والجزء الثاني من المسلسل تناول العديد من القضايا التي تستهوي الأسرة المصرية والعربية أيضاً، واستغرق التصوير وقتاً طويلاً لكي نصل بهذا الشكل الذي يرضي الجمهور. جزء ثالث لم يتحدد ذلك حتي وقتنا الحالي، ومسألة وجود جزء ثالث من المسلسل مطروحة، لأنه عمل يتحمل أكثر من جزء لأن أحداثه مرتبطة بواقع الأسرة المصرية من خلافات ومشاكل، والمسلسل من الأعمال الاجتماعية الكوميدية التي تجمع شمل الأسرة أمامه دون ملل بل كل حلقة تحمل مضموناً يجبر العائلة أن تتابع جميع حلقاته. داليا البحيري فنانة متميزة وزميلة عزيزية جداً علي قلبي وسعدت جداً بالعمل معها في المسلسل، وكونا دويتو فنياً متميزاً، وتربطني بها كيمياء فنية لأنها حالة نادرة في الوسط الفني. الكوميديا سبب نجاحي وشهرتي علي الساحة الفنية، لكن لن أحصر نفسي في هذه المنطقة ولدي القدرة والإمكانيات أن أقدم جميع الألوان الفنية، وقد سبق أن قدمت دوراً جديداً ومختلفاً في مسلسل »الصندوق الأسود» ووجدت نفسي في هذه النوعية من الأدوار، فليست الكوميديا هي محطتي الرئيسية، وسوف أقدم جميع الأدوار التي تستهويني وترضي طموحي الفني. السينما مجرد مشاركات بسيطة لأدوار متميزة ومختلفة، والسينما عشقي الأول وتستهويني الأدوار غير التقليدية، وهو ما حاولت الوصول إليه في أعمالي التي قدمتها علي الرغم من أنها قليلة. البطولة المطلقة ليست في حساباتي لأنني أبحث عن البطولة الجماعية، والبطولة المطلقة بطلها الورق والموضوع وحتي وقتنا الحالي لم أجد السيناريو الذي يضعني في هذه المنطقة مرة أخري، لكنني كما قلت أعشق العمل الجماعي، والبطولة المطلقة ترعبني كثيراً وتحملني المسئولية كاملة. الديكتاتور تجربة سينمائية كانت مختلفة ولم يتطرق إليها أحد من الكتاب أو المخرجين علي الساحة، وحاولت أن أقدم هذا الموضوع بشكل ظريف وخفيف، ومهنتي ممثل أبحث عن الورق والسيناريوهات الجديدة غير التقليدية، وهو ما توفر فيلم »الديكتاتور» وحالياً أعيد حساباتي مرة أخري وأدرس نفسي جيداً ومناطق الضعف والقوة. المشكلة المشكلة في إيجاد كاتب أو البحث عنه في وقتنا الحالي، لأنني أبحث عن كاتب يكون دارسني وفاهم دماغي، لأنني أبحث علي عمل برة الصندوق، يكتشف كل ما بداخلي وهو ما أتطلع إليه في وقتنا الحالي. المسرح أبو الفنون وأتمني أن أقف علي خشبته في أقرب وقت ممكن، لأنه أساس الفنان والفترة الأخيرة أفرز المسرح عدداً كبيراً من النجوم الشباب، بالإضافة إلي وجود انتعاشة قوية في القطاعين الخاص والعام، كما أنني وجدت اهتماماً كبيراً وملحوظاً من عدد كبير من الفنانين بالعودة إلي خشبة المسرح مرة أخري وقريباً سوف أتجه إلي المسرح. الخطه القادمة لم تحدد حتي وقتنا الحالي، فأنا كل ما يشغلني حالياً الماء والخضرة والاستجمام، فأمامي فترة طويلة لقضاء إجازتي، بعدها سوف أبدأ في البحث عن الورق الجيد والذي يقدمني إلي جمهوري بشكل غير تقليدي.