أيام قليلة قبل نهاية عام 2015، نجحت فيها الازيدية العراقية نادية مراد -21 عام- ان تلحق بقائمة النساء الاكثر تأثيرا في العالم، لتلقى على جانب آخر من قصص المختطفات والسبايا فى تنظيم داعش، والتى ظلت جزء من التقارير الصادمة فى الصحف الغربية على مدار العالم، لتتحول نادية الى رمز نسائى للشجاعة والامل فى مواجهة الارهاب، كشفت نادية عن تفاصيل مأساتها او الكابوس الذى عاشته فى جحيم داعش امام مجلس الامن لتبكى المتواجدين داخل القاعة، بعد تأكيدها ان مواطنيها واهلها وصديقاتها مازلن فى قبضة داعش الا انها نجحت فى الفرار الى الموصل، وبدأت مأساتها بإختطافها مع اكثر من 150 امرأة ايزيدية تم اقتيادهن الى الموصل العراقية لتفاجأ بإستعبادها وبيعها وتأجيرها عشرات المرات على مدار ثلاثة اشهر فقط تنقلت خلالهن بين الموصل وتلعفر والحمدانية، لم تر والدتها منذ لحظة اختطافها، حيث ارتكب عناصر داعش إبادة جماعية فى قريتها قتل فيها اكثر من 700 رجل فى ساعة واحدة من ضمنهم اخوتها الستة. طرحت الضحية الايزيدية عدة قضايا اثناء كلمتها امام مجلس الامن لتثير حزن وتعاطف دولى غير مسبوق، لتحث مجلس الامن على تبنى قضية الاتجار بالبشر ومحاسبة الارهابيين الذين يعتدون على حقوق النساء والاطفال، بالاضافة الى اجبار النساء على الاجهاض واغتصاب الفتات الصغيرات سنا وفصل الاطفال الرضع عن امهاتهم، حيث كانت واحدة ضمن خمسة آلاف امرأة وطفل ورجل تم خطفهم بعد اجتياح مناطق الطائفة الايزيدية فى العراق، وكشفت تجربة إختطافها 3 أشهر عن معانات يومية تحولت خلالها هى وعشرات الفتيات الى بضاعة تباع وتشترى بالاضافة الى اغتصابها بشكل يومى ليتحولن الى مرضى نفسيات يصعب عليهن تجاوز تلك الازمة، وتتجلى إزدواجية افراد التنظيم بإجبار النساء على الصلاة ثم إغتصابهن بعد دقائق فى مشاهد مأساوية متكررة. وتتذكر نادية معاناتها منذ اللحظة الاولى فى شهادتها امام العالم لتؤكد انه منذ اللحظات الاولى للخطف يتم اقتياد الفتيات ولمسهن بطريقة تخدش الحياء ويتم تقديمهن كهدايا يتبادلونها سويا، اما اسوأ لحظة عندما فوجئت بإقتراب احد المتشديين الذى ارعبها من بنيته الجسدية الضخمة لتتوسل اليه الا انه قام بالاعتداء عليها وضربها، وأرغمها بعض الرجال على التزين وارتداء ملابس غير محتشمة قبل اغتصابها، وتعرضت فى احدى المرات الى حادث اغتصاب جماعى افقدها وعيها، ليطلب منها شخص آخر تغيير ديانتها من اجل الزواج بها الا انها رفضت لتتعرض للإغتصاب المتكرر، وتؤكد انها تخضع لعلاج نفسى وجسدى فى المانيا من الآثار التى لحقت بها جراء الانتهاكات المستمرة لتنتهى شهادتها وسط تصفيق ونداءات دولية تطالب بالقضاء على التنظيم الارهابى، وجددت نادية نداءاتها الى المجتمع الدولى للوقوف امام الارهاب اثناء وجودها فى مصر حيث التقت الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى اكد إدانة مصر لكل أشكال العنف والارهاب الذى يمارسه التنظيم الارهابى.