بعد أن كانت واقعاً مستبعداً أصبحت اليوم فيلماً مرعباً يقترب ببطء مخيف، إنها العقوبات المحتملة على المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الذي يستعد لتدوين أول ورقة انسحاب قارية بتاريخه برفض اللعب بملعب الشهيد فيصل الحسيني برام الله في الخامس من نوفمبر لحساب الجولة الخامسة من التصفيات المشتركة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، بعد أن مرت فصول القضية بمشاهد دراماتيكية انتهت بتأكيد رسمي من الفيفا بلعب المباراة بفلسطين. هذا التأكيد مع الرفض السعودي النهائي للذهاب لفلسطين وهي تحت الاحتلال، جعل الأخضر في مواجهة مباشرة أمام عقوبات لجنة الانضباط بالفيفا والتي ستقيم أسباب الانسحاب لتقرر إما سحب ثلاث نقاط وغرامة مادية أو شطب نتائج الأخضر بالتصفيات وهو ما يعني ابتعاد السعودية عن المحافل الدولية حتى العام 2019 - 2020 بعد دمج تصفيات كأس العالم وآسيا المقبلتين بتصفيات موحدة، الأمر الذي يرسم دماراً كروياً حقيقياً ربما يهوي بمستوى الكرة السعودية إلى قاع ترتيب العالم. بدأت فصول القضية، بعد إعلان جدول التصفيات وكان من المقرر أن يلعب الأخضر ذهاباً أمام فلسطين في رام الله، لكن تفاهماً وموافقة من الفيفا نقلت الذهاب إلى السعودية على أن يتم لعب الإياب في رام الله، أو التفاهم حول الأمر ولأن اتحاد الكرة وصله توجيهاً بعدم اللعب هناك سعى إلى نقل اللقاء بأية طريقة، وحاول رئيس الاتحاد احمد عيد مع اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني كثيراً وفشل في اجتماع الأردن بإقناعه بإرسال خطاب مشترك للفيفا للموافقة على نقل المباراة، لتتجه السعودية للفيفا، وهناك وبطريقة ما حصلت على موافقة على نقل اللقاء لكن الرجوب احتج بأن الموافقة غير قانونية، ليعود بلاتر الموقوف حالياً ويطلب اجتماعاً بأحمد عيد والرجوب بزيورخ وليعلن قراره بوقف قرار نقل المباراة..! اتحاد الكرة السعودي تفهم بشكل متأخر ان الفيفا يرفض الزج بالسياسة داخل منافسات كرة القدم، ولذا لم تكن عبارات التطبيع والمعابر جائزة بدستور الفيفا، إذ إن إسرائيل أحد أعضاء الجمعية العمومية للفيفا، ولذا سارع اتحاد الكرة لكتابة مذكرة يبدي فيها قلقله من المخاوف الأمنية، التي تشهدها فلسطين حالياً والخطر المحدق ببعثتها طالباً نقل اللقاء وهو ما يعني الاتجاه للحصول على أخف الأضرار الانضباطية حال إعلان الانسحاب نظراً لوجود دوافع مسبقة لذلك !!