لا يتوقف تجار السموم كل يوم عن ابتكار الجديد من السموم المهلكة التي تسنزف اموال الشباب وتدمر صحتهم وتقودهم الى الوفاة او الجنون او السجن في احسن الاحوال ..وكلما توصل رجال مكافحة المخدرات الى محاصرة احد الاصناف وتنبيه المتعاطين الى اضرارها ومخاطرها يسارع تجار الموت بتقديم الجديد ..والقاتل .. وآخر صيحة في مجال "السم الهاري" مخدرات تحمل اسم جرين كوبرا او الافعى الخضراء التفاصيل ترويها السطور القادمة .. أنواع جديدة ومدمرة من المواد المخدرة تأخذ مكانها داخل سوق السموم بمصر فكل فترة هناك الجديد الذي يتطور ويقود الى الآخرة مباشرة ومن أقصر الطرق .. تقابلنا مع إسلام " ف " 27 سنة متزوج ويعمل موظفا والذى أكد لنا أنه لديه أصدقاء يعتبرون الحشيش وغيره من المخدرات التقليدية موضة قديمة فلم يعد هناك عدد كبير من الشباب يتعاطون هذه المواد حيث فوجئ منذ أيام عند مقابلته لأحد أصدقائه الذي اخبره انهما سوف يذهبان إلى منطقة الهرم لكى يقابلا صديق آخر لهما وعندما استقلا سيارة تاكسى ووصلا إلى المكان المراد .. سأل " إسلام " صديقه ماذا سوف نفعل فى هذه المنطقة ؟! فأجابه على الفور " أ " أنهما سوف يقومان بإحضار " جرين كوبرا " وطلب منه أن يخفض صوته حتى لا يستمع إليهم احد .. جرين كوبرا أثناء سيرهما أخذ صديقه يحدثه عن هذا المخدر " جرين كوبرا دوجز " فهو مخدر شبيه بالبانجو ولونه أخضر ومتواجد داخل كيس لونه أخضر ومرسوم عليه " ثعبان الكوبرا " وشكل الكلب أو شكل الجمجمة فشكل الكلب يكون أخف فى التهدئة من الجمجمة التى تكون أخطر وأشد بكثير وهذا الكيس من المفترض أنه مهدئ للثيران والاحصنة والكلاب كما أنه مكتوب عليه " غير صالح للإستخدام الآدمى " لكن بالرغم من ذلك عليه الطلب بصورة كبيرة حتى بالرغم من من وصول سعره الى 250 جنيه كما أن هذا الكيس يحتوى على 5 أو 6 سجائر كما أنه له درجات فى التأثير على العقل فهناك لونين الأخضر والبرتقالى فالأخضر أشد من البرتقالى ويهدئ الأعصاب لمدة تزيد عن الآخر .. كما أننى علمت أن هذا المخدر له شعور معين لا يشعر به مدخنى الحشيش .. وعندما وصلنا إلى أحد المولات المتواجدة بشارع الهرم تقابلنا مع المدعو " ص " 32 سنة وعلمت من صديقى أنه هو الذى سوف يقوم بإعطائنا " الجرين كوبرا " وبالفعل دفع له صديقى المبلغ المتفق عليه وهو " 250 جنيه " وهى تسعيرة الكيس المعروفة وأخرج لنا الكيس الأخضر ومكتوب عليه " جرين كوبرا دوج " وأخذناه واستقلينا سيارة أخرى وعند عودتنا كان السائق شاب لم يتجاوز 26 عاما وبعد دقائق من الصمت تكلم صديقى معه وسأله " إنت بتصطبح يا أسطى ؟! " فنظرت إلى صديقى فى دهشة وهو يتحدث إلى السائق بهذه الطريقة لكن السائق رد بكل هدوء " أيوة إنت معاك حشيش ؟! " فأجابه صديقى " لأ أنا معايا حاجة كدا مستوردة لسه جديدة ونظيفة " ولم ينته الحديث على ذلك وإنما قام صديقى بلف سجارتين من الجرين كوبرا ولم أكن أصدق وقتها حتى رأيت صديقى يشعلها بالفعل وأخذ منها ثلاثة أنفاس ثم أعطاها إلى السائق وهو يقول له " بهدوء حتى لا تتعب ..آخرك ثلاثة أنفاس فقط " .. لكن السائق لم يقتنع وأخذ منها أكثر من ثلاثة أنفاس وأعطاها لى فنظرت إليها طويلا وأنا أتردد أن اخذ منها نفسا لكننى لم أتمالك نفسى وشعرت بضربات داخل قلبى وعقلى لكننى نظرت حولى فوجدت السائق وصديقى يتحدثان فى صمت لكننى لم أكن أفهم ما يحدث وفجأة علمت أننا ذهبنا إلى منطقة المعادى فذهبت أنا وصديقى إلى أحد المطاعم لكى نتناول طعامنا وعندما دخلنا من باب المطعم أكد لى صديقى أن " الجرين كوبرا " يمكن أن نحصل عليه من خلال ثلاث مناطق من المعادى والهرم ومصر الجديدة وتأثيره قوى جدا .. لكن فى نهاية حديث إسلام معنا وأكد لنا أنه استمر في تعاطى هذا المخدر من وقت لآخر لكن لا ينصح بإستخدامه كطريقة للهروب من الواقع ..