الرشاقة والجمال صفات البوابة السحرية التي تحلم كل فتاة بالعبور خلالها دون رجعة , وتضحي من اجل هذه الصفات بكل ما تملك من مجهود واحتمال واموال ايضا. وتساعد نجمات السينما في ازدياد تمسك المرأة باختلاف العمر والمستوي الاجتماعي والثقافي بضرورة الحصول على نفس البريق , ولكن ماهي المخاطر التي يمكن أن تصيب كل من يسعى وراء بريق الرشاقة والجمال. اجابت على اسئلتنا الدكتورة أسماء الطناني باحثة في العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة و عضو الجمعية المصرية الطبية لدراسة السمنة , حيث قالت: يضع خبراء الجمال في العالم شرط الرشاقة في المرأة كواحد من أهم الشروط التي تجعل المرأة جميلة ونشيطة، وتطوف تلك الشروط حول العالم لتتشكل عليها أجساد النساء حتي أصبحت المرأة البدينة مرفوضة من قبل المجتمع في الألفية الثالثة. ونشاهد من حولنا صرعات الرشاقة بين الفنانات من مختلف دول العالم ، فالرشيقة منهن هي التي تكون أكثر شعبية من البدينة حتي وان اختلفت درجة أداء كلتيهما وكانت البدينة أفضل من الرشيقة في المواهب ، إلا أن الشكل هو الغالب فنحن في زمن الصورة . ولقد سيطر هوس تخفيض الوزن علي الفتيات منذ فترة المراهقة مروراً بفترة الزواج والحمل والشباب ونهاية بفترة سن اليأس وما بعدها من مرحلة الشيخوخة ، وانتشرت مراكز التخسيس بأشكالها المختلفة، كما انتشرت طرق التخسيس المتنوعة الضارة والنافعة ، والغريب أن النساء تسير خلف أي طريقة سواء بإشراف طبي أو بغير إشراف طبي ، وربما قمن بتقليد إعلانات التخسيس في التليفزيون دون استشارة والتي أعتبر كطبيبة في هذا المجال أن نسبة 98% من هذه الإعلانات غير مرخصة من وزارة الصحة والسكان وضارة للغاية وتشكل خطرا حقيقيا علي الصحة. عمليات استئصال الدهون كما انتشرت العمليات الجراحية لاستئصال الدهون أو بالأحري شفط الدهون ، وهي عمليات خطيرة إن لم تتم بمعرفة أمهر الجراحين فعواقبها وخيمة وعادة ما تعود الدهون المشفوطة للجسم من جديد إذا لم يراعي المريض اتباع نظام غذائي سليم وصحي بعد العملية. ولنضرب مثلا بنماذج من الفنانات وبالأخص المطربات اللاتي قد رضخن لمشرط الجراح وقمن بعمل عمليات جراحية تجميلية لتنظيم أجزاء الجسد المختلفة , وإن كن رشيقات من البداية قبل دلوفهن عالم الغناء ، لكن مشرط الجراح التجميلي قد قام بتجميل الشكل وقوام الجسد. المطربة نانسي عجرم وأليسا وهيفاء وهبي وهن أشهر ثلاثي رشيق في الوسط الغنائي ، لكنهن مهددات بتجاعيد زمنية مقبلة أكثر من التجاعيد التي تظهر للمرأة الطبيعية والتي لم تخضع لعمليات تجميلية طيلة حياتها، وليدقق كل منا في أوجه هؤلاء المطربات بعد مرور قرابة العشر سنوات علي ظهورهن واحدة تلو الأخري فسيجد ما أقول صحيحا. نانسي عجرم وانفها الكبير نجد أن التجاعيد بدأت تتسلق بهدوء على وجوههن الجميلة , فمثلا نانسي عجرم أصبح أنفها كبيرا نوعا ما ، وتقول نانسي أنها تلعب الرياضة في مركز رياضي خاص بها داخل منزلها علي الأقل 3 مرات إسبوعيا للمحافظة علي الوزن , كما تلتزم نانسي بالطعام الصحي ولا تفرط في الأطعمة التي تزيد من الوزن. وبالفعل هذه هي الطريقة الصحية لتخفيض الوزن ، خاصة أن الفتيات والنساء يحاولن تخفيض أوزانهن سريعا فيقمن بإتباع الأنظمة الغذائية الكيميائية التي تعتمد علي نوع واحد من الطعام طيلة اليوم , فمثلا يوم فواكه ويوم بروتينات ويوم خضروات ويوم ألبان , وهذا نظام خطير يؤدي إلي التأثير علي الأعصاب وعضلة القلب والعضلات ووظائف الكلي والكبد. وجه اليسا غير متناسق وبالملاحظة نجد الفنانة أليسا في برنامج إكس فاكتور وقد ظهر خديها غير متناسقين مع وجهها ، أما هيفاء وهبي وهي أكبرهما سنا فقد بدت التجاعيد ظاهرة رغم أنف عمليات التجميل. هذا بالنسبة للأوجه، أما بالنسبة للأجساد فهن يحافظن علي أجسادهن عن طريق لعب الرياضة الدائم وهذه أهم خطوات نجاح تخفيض الوزن , والصحيح أن يتبعن نظام يحتوي يوميا علي كل المكونات الغذائية بكميات يحددها الطبيب مثل الخضروات والفواكه والبروتينات والنشويات وقليل من الدهون في صورة ملعقتين زيت فقط يوميا ، وهما ضروريتان لإمتصاص الجسم لأربع فيتامينات لا تذوب سوي في القليل من الدهون وهم فيتامينات A,D,E,K . صدمة الأدوية التي تفقد الشهية كما أن هناك خطأ شائع بين النساء وهو تناول الأدوية التي تقوم بإغلاق الشهية ، فيفتخرن طيلة اليوم بعدم تناول الطعام وهذا من أخطر الأمور، بل إن أدوية التخسيس هي قنبلة موقوتة تنفجر في من يتناولها بعد فترة من الإستخدام , لدرجة أن هناك أدوية معروفة تم منعها من السوق وكانت أشهر ما يكون لأنها مضرة بالصحة. وتلعب بعض الأدوية علي تقليل الشهية عن طريق التأثير علي نسبة السيرتونين في المخ فتلعب في كيمياء المخ وهذا أخطر ما يكون ، وهناك أنواع أخري تعمل علي جعل المريض يأكل ما يشاء من دهون ثم تعمل هذه الأدوية علي إنزيمات الكبد الهاضمة للدهون فتقوم بإيقاف عملها , وبالتالي لا يتم هضم الدهون ولا يتم تخزينها في الجسم , وهذا يسبب خطر علي الجهاز الهضمي خاصة المستقيم وفتحة الشرج , حيث تنزل كميات هائلة من الدهون في البراز، وكذلك يؤثر علي الكبد فما خلق الله لنا إنزيمات هضم الدهون كي نبطل عملها بتلك الأدوية، و بالتالي هذا يرفع من نسبة الإصابة بأمراض كبدية مختلفة ، ويكون الحل الأسلم هو تنظيم الطعام وعدم تناول الدهون سوي بما لا يتعدي ملعقتين زيت في اليوم. وتتسبب السمنة في العديد من الأمراض ، علي رأسها مرض السكر، وارتفاع ضغط الدم ، كما أن السمنة لها علاقة مباشرة بالإصابة بمرض سرطان الثدي وهو مرض خطير . انجلينا جولي والسرطان ونتذكر النجمة العالمية أنجلينا جولي والتي تم استئصال ثدييها خوفا منها علي نفسها من الإصابة بالسرطان ، حيث أن أمها كانت مصابة بنفس المرض , وبعد فحص الخريطة الجينية لجولي تم اكتشاف انها مهددة بالإصابة بالمرض , وبالتالي قررت جولي استئصال الثديين لتلافي خطر الإصابة بالسرطان ، و نذكر هذه الواقعة للتحذير من مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدي. ويجب أن تعرف كل البدينات أن بقاء الخلايا الدهنية في الجسد يقوم برفع نسبة هرمون الإستروجين في الجسم وبالتالي يهدد بخطر الإصابة بسرطان الثدي ، كما أن الخلايا الدهنية في الجسم تفرز عدد من السموم الخطيرة التي تهدد بأمراض كثيرة أهمها السرطان. وفي النهاية فإن العقل السليم في الجسم السليم، ويجب أن تعرف كل بدينة أن البدانة تقلل من ثقتها في نفسها , وكذلك تؤدي إلي الإصابة بمرض الإكتئاب، ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم ، وأمراض القلب وخشونة المفاصل. البدينة بلا زوج ولا وظيفة وعلي الصعيد الإجتماعي فإن خبراء السمنة يؤكدون أن فرصة لقاء البدينة بشريك حياتها والزواج منه تقل بشكل ملحوظ كلما زاد وزنها ، وأن البدانة قد تجعل مديرو الشركات في المقابلات الشخصية للوظائف المختلفة يرفضون البدين ويفضلون الرشاقة.