مساء اليوم "الجمعة" مصر كلها تتجه بأنظارها وقلوبها إلي استاد القاهرة سواء من المدرجات أو أمام الشاشة لتتابع حفل افتتاح بطولة الأمم الإفريقية التي غابت عنا منذ عشر سنوات.. وعادة يكون الافتتاح بعرض فني غنائي قبل مباراة الافتتاح.. وكانت مصر مشهورة بجمال الحفل الذي كان ينظمه حسن أمين أول رئيس للاستاد عام 1960 وكان حسن أمين قبيل تعيينه مديراً عاماً للاستاد وكان رئيس إدارة المنوعات التابعة لوزارة الثقافة.. وكان يخرج الحفل تليفزيونيا يحيي العلمي. نستبشر خيراً بحفل اليوم.. فقد اختير ثلاثة مغنيين تخصصهم مثل هذه الحفلات الشعبية الشبابية.. تخصص مناسبات معينة.. المطرب الكبير حكيم هذا هو مجاله وسبب تألقه.. واختاروا معه مطربين إفريقيين من السنغال ونيجيريا.. وسيكونان مفاجأة الحفل.. لم أسمع حفلة لحكيم إلا حفلاً بالإسكندرية لا ينسي.. كان أحد تجار الإسكندرية الكبار يحتفل بزواج ابنته في شيراتون المنتزه.. وعلم حكيم بذلك وهو صديق شخصي حميم للتاجر فقرر أن يكون أحد أفراد الحفل رغم أنه مرتبط تعاقدياً علي حفل كل ليلة بالقاهرة تنتهي حوالي الساعة العاشرة مساء.. وأصر حكيم علي السفر إلي الإسكندرية ووصل قبيل منتصف الليل بقليل!!!! ومع ذلك ظل المدعوون في أماكنهم لمدة أكثر من أربع ساعات!!! **** ولكن المباراة التي لا ينساها العالم كله.. مباراة المطرب محمد نوح.. المباراة التي غني قبلها وأثناءها وبعدها محمد نوح "شدي حيلك يا بلد".. مباراة قام لها العالم كله ولم يقعد!!!!! مباراة رسمية في نهائي تصفيات كأس العالم بين مصر وتونس علي استاد القاهرة.. ظل العالم الكروي كله يتحدث عن هذه المباراة أشهر طويلة!!!! سبب نجاح هذه الفكرة المفاجأة!!!! دخل فريق تونس الملعب فوجدوا من يغني في تراك الملعب!!!! كل ما فعله حكم المباراة أن طلب من المغني أن يخرج من التراك.. فصعد محمد نوح إلي المقصورة مع الفرقة الموسيقية وظل يغني والمباراة مستمرة!!!! طلب كبار التونسيين من مراقب المباراة في المنصورة إيقاف محمد نوح.. رفض مراقب المباراة "المحايد".. القانون لا يمنع أحداً من الغناء في المدرج!!!! ظل نوح يغني قبل وأثناء وبعد المباراة خاصة أننا فزنا "32". ظلت صحف ومجلات وإذاعات العالم تتكلم عن المباراة ومحمد نوح. كانت جريدة "الجمهورية" هي صاحبة الفضل في هذا كله وهذه قصة أخري.