كثيرا ما نرصد - نحن العرب - الحوادث التي تستهدف الإسلام والمسلمين في أوروبا وحتي في دول بالشرق مثل الصين والهند والفلبين وميانمار وأخيرا سريلانكا حيث تم اجبار وزراء مسلمين علي الاستقالة من الحكومة.. نرصد كل هذه التصرفات المعادية للإسلام والمسماة "اسلاموفوبيا" دون ان نسأل أنفسنا عن الأسباب التي تكمن وراء هذه الظاهرة التي لم تختفي إلا بعد أن يغير المسلمون من أنفسهم. هناك اسباب بعيدة واقصد هنا أسبابا تاريخية وأخري قريبة أي آنية ومستمرة وراء ظاهرة الإسلاموفوبيا منها: 1- دخول العرب إلي الأندلس وظاهرة الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي 2- احداث 11 سبتمبر 2001 ضد برجي التجارة العالميين في نيويورك 3- عدم قدرة المسلمين المهاجرين إلي أوروبا علي الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها فمثلا يذهب المسلم إلي أوروبا وهو مشحون بالأفكار والمذاهب التي كان عليها في بلده الأصلي فيبقي الشيعي شيعيا والسني سنيا وصراع الاستراتيجيات العالمية الكبري والتي يحاول بعضها شيطنة الإسلام ووصفه بأنه دين قتل وتكفير وارهاب 4- تحالف الصهيونية مع المسيحية الإنجيلية خاصة في الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية 5- تبعية بعض النظم في الدول الإسلامية للقوي الكبري وانخراطها في تنفيذ أجندة هذه القوي حتي لو كانت ضد الإسلام نفسه ويضاف إلي هذا السبب ويلحق به عدم قدرة الاعلام والقنوات الفضائية في الدول الإسلامية - رغم كثرتها - علي التصدي لموجات الهجوم المتلاحقة في قنوات تبث من الولاياتالمتحدة تحديدا وتنفث سمومها وافتراءاتها عن الإسلام. ان كل هذه الأسباب لا تكفي مقالة واحدة لتناولها وشرح ابعادها إنما هي تصلح لأن تكون بحثا مطولا أو حتي رسالة علمية لذلك سأتناول في عجالة سريعة أهم اثنين منها وهما الاحتكاك التاريخي بين العرب والأوروبيين وأحداث 11 سبتمبر التي انتجت حالة من العداء بين أمريكا والمسلمين. يرصد الباحثون ظاهرة جديدة بالتأمل وهي عدد المسلمين في العالم يصل الآن إلي مليار و800 مليون مسلم أكثر من مليار و200 مليون منهم في اسيا التي لم يسبق ان فتحها أو حكمها العرب بينما عدد المسلمين في كل دول الاتحاد الأوروبي ال 28 لا يتجاوز 50 مليون مسلم أغلبهم من المهاجرين ذوي الأصول غير الأوروبية. السؤال لماذا انتشر الإسلام في آسيا ولم ينتشر في أوروبا رغم حكم العرب لشبه الجزيرة الايبريه "اسبانيا والبرتغال" نحو 800 عام؟ الجواب هو ان هذه الفتوحات لم تكن لنشر الإسلام إنما كانت غزوا صاحبها اعمال تتنافي وروح الإسلام ويقول مؤرخون ان احتلال العرب لاسبانيا والبرتغال مع ما صاحبه من ممارسات جاهلية لا تمت للإسلام بصلة كان سببا رئيسيا وكافيا لنفور الأوروبيين من الإسلام الذي لم يفرقوا بينه وبين الممارسات الجاهلية ويذكر المؤرخ ابن اياس وقائع ارتكبها العرب.. يخجل قلمي من تسجيلها في هذا المكان. ان الممارسات العربية الجاهلية في الاندلس هي التي جعلت الأوروبيين يخافون من الإسلام خوفهم من العرب بل انها دفعتهم إلي تكوين حملات صليبية لتحرير بلدان اخري غير أوروبية احتلها العرب باسم الاسلام. بعد احداث 11 سبتمبر 2001 تجدد العداء الغربي للإسلام واجتاح الطوفان الأمريكي بلدان المسلمين وبدأ باحتلال وتدمير افغانستان وفي عام 2003 جاءت الحرب الأمريكية الثانية لاحتلال العراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل واستغلت امريكا احداث سوريا وليبيا واليمن باشعال حروب مدمرة فيها ومن الكونجرس الأمريكي قانون جاستا لمعاقبة دول إسلامية أخري بحجة تعويض ضحايا احداث 11 سبتمبر.