أوضح الموقف الأخير للحكومة الفرنسية المعترض علي إعدام الإرهابيين الفرنسيين في العراق. انعدام رغبتها في التخلص من الدواعش. في حين أن دولة تحملت أهوال الإرهابيين مثل العراق. تحمل علي عاتقها مسئولية هائلة للتخلص من هؤلاء الذين يؤرقون أمن العالم وأوروبا في حال عادوا إلي بلدانهم. تشكل عودة المتشددين الأجانب. مسألة حساسة للغاية بالنسبة للرأي العام في الدول التي ينتمون إليها. فعلي سبيل المثال. لم تبدأ فرنسا حتي الآن تنفيذ خطة مفصلة لإعادة المتشددين الفرنسيين وعائلاتهم من سوريا. بحسب ما أفادت تقارير. واكتفت بالتحدث عن "فرضية" للعمل علي ذلك. تسبب إصدار العراق حكمًا بالإعدام ضد ستة فرنسيين. أدينوا لانتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي في تخبط القرار الفرنسي تجاه مواطنيها ممن وجهت لهم تهمة الإرهاب لانتمائهم لتنظيم داعش. بعد أن أبدت اعتراضًا علي مبدأ الإعدام بحق الإرهابيين. في حين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أعطي الرئيس العراقي برهم صالح إذناً بمحاكمة الدواعش في العراق منذ قرابة الشهرين. حتي الآن تأخرت فرنسا في تنفيذ العرض الذي قدمته للعراق. بتوفير الدعم للقوات الأمنية والعسكرية العراقية من عتاد وتدريب مقابل الخدمة التي يؤديها العراق بمحاسبة الإرهابيين من الدواعش. مما اضطر بغداد أن تتقدم بعرض لدول التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. كي تتولي محاكمة الإرهابيين الأجانب علي أرضها. مقابل مبلغ مالي يصل إلي 2 مليار دولار. إلا أن دول التحالف لم تبت أيضا في الأمر. احتسبت السلطات العراقية تكاليف قيامها باعتقال ومحاكمة المتشددين الأجانب علي أراضيها. والذين يقدر عددهم بحوالي ألف عنصر وفقا للقوات الكردية السورية. بناء علي ما يتم تطبيقه في جوانتانامو الذي تستأجره الولاياتالمتحدةالأمريكية بمقابل مادي سنوي لأنه يقع خارج أراضيها. ولأن هؤلاء الإرهابيين قدموا من 52 دولة إلي الأراضي السورية والعراقية. كان من البديهي مخاطبة التحالف الدولي. بدلا من عواصم كل دولة علي حدة. المثير للاستغراب هو تراخي المجتمع الدولي في تشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة الإرهابيين المنتمين لتنظيم داعش أو أي جماعات يثبت تبنيها للفكر الإرهابي. فيما تجري الأممالمتحدة تحقيقاً منذ فترة كبيرة لم يخلص إلي أية قرارات بشأن اعتبار جرائم تنظيم داعش "إبادة جماعية". التي تعد أخطر الجرائم وفقا للقانون الدولي. من المؤكد أن فرنسا لا ترغب بعودة هؤلاء التكفيريين إلي أراضيها. لأنهم علي أقل تقدير مدربين جيداً علي استخدام أسلحة. ولا يمكن أن يعيشوا بسلام مرة أخري في فرنسا. فيصبح من المهم بالنسبة لباريس أن يكون العراق مأوي للعناصر الإرهابية بدلا عن فرنسا.