كشف الإخفاق في تشكيل حكومة إئتلافية في إسرائيل والفوز بأكبر كتلة داخل الكنيست. رغم محاولات دامت لأسابيع وما تبعها من تبادل الإتهامات بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء وأفيجدور ليبرمان وزير الحرب السابق والزعيم اليميني المتطرف. عن صراع شرس علي السيطرة السياسية المنفردة داخل حكومة الإحتلال. ظهر هذا الصراع جلياً بين نتنياهو وشريكه السابق في الحكم منذ أواخر العام الماضي. عندما قدم ليبرمان إستقالته منذ سبعة أشهر عن منصب وزير الحرب والإنسحاب من التحالف مع حزب الليكود بزعامة نتنياهو. مبرراً ذلك بإعتراضه علي الهدنة التي توصلت إليها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وحكومة الإحتلال. لكن ثمة أمور دارت في الغرف المغلقة. كانت هي السبب الحقيقي في الاستقالة. حيث نشر موقع "تايمز أوف إسرائيل" في وقت سابق. أن وزير الحرب السابق استغل سفر نتنياهو إلي الخارج للإعلان عن مرشحه المفضل لموقع رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي. يبدو أن ليبرمان أصبح في حالة تمرد علي وجوده دائما في ظل نتنياهو منذ بداية عمله السياسي. حين عين مديراً عاماً لحركة الليكود بعد انتخاب نتنياهو رئيساً للحركة سنة 1992. وبعد ذلك كنائب لرئيس الوزراء حتي 2008 ومن ثم وزيراً للخارجية حتي 2012 وأخيرا وزيرا للحرب حتي 2018. بالإضافة إلي تواجده في الكنيست كحليف لنتنياهو. كان هناك بعض اللفتات التي أشارت لبداية النزاع بين نتنياهو وليبرمان. عندما عقد الاخير مؤتمرا صحفيا وكان يشغل وقتها منصب وزير الخارجية في حكومة الاحتلال عام 2014 وقبل العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة. وانتقد فيه سياسة الحكومة في غزة. وأعلن عن تفكيك الائتلاف السياسي الشراكة بين حزبه "اسرائيل بيتنا" وحزب نتنياهو "الليكود". بعد ذلك في عام 2016 عاد ليبرمان بحزبه اليميني المتطرف إلي الإئتلاف الحكومي مع حزب الليكود. سعيا لإستغلال كل الفرص التي يمكن أن يفتح بها لنفسه باباً للوصول إلي هدفه الحقيقي وهو منصب رئاسة الوزراء مستقبلاً. منذ ذلك الحين باتت كل تصرفات ليبرمان لا تخرج عن أنه لا يريد أن يبقي في الظل محسوبا دوماً علي نتنياهو. فهو يريد ان يكون له صفة سياسية مستقلة. لتحقيق أطماع لا تختلف عن أطماع من كان حليفه في يوم من الأيام. بالنظر إلي وضع نتنياهو في الآونة الأخيرة بدأ مراقبون يستشعرون أن ضعفه سياسيا يتزايد. إذ قلل عدد المناصب العليا في حكومته. ويبدو شاحب الوجه وهو يفقد زمام الأمور مع كل دقة من دقات الساعة. كما أن هناك إحساسا لدي بعض المراقبين بأن سلطته بدأت في السقوط. يواجه نتنياهو اتهامات فساد بينما يريد الموالون له من شركاء الائتلاف الحكومي أن يوافقوا علي تحصين رئيس الوزراء ضد المثول أمام المحكمة أثناء وجوده في المنصب. إضافة إلي ذلك. كانت الورقة الوحيدة التي رمي بها نتنياهو للناخبين هي أنه هو الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل. حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي صرف انتباه العالم عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. والتقليل من شأن القضية وتحريكها إلي الأجندة المحلية. ويضاف ذلك إلي تزايد الإحساس بأنه لا يلوح في الأفق أي حل سياسي واقعي للصراع. أخيرا أي ما سيكون عليه الوضع السياسي في حكومة الإحتلال. فلن يغير هذا من شيء في سياسة اسرائيل العدوانية ضد الفلسطينين وارتكاب مزيد من القتل والدمار. ومصادرة الاراضي والتنكر للحقوق الفلسطينية ومحاولات تعزيز الإنقسام وفصل غزة. وإراقة أكثر لدم الفلسطينيين طالما بقي حالهم علي ما هو عليه دون عودة الأراضي الفلسطينية لأصحابها.