إن لم تستح فافعل ما شئت. بهذا المبدأ تمضي دويلة قطر في سياستها الوئامية مع إسرائيل. دون أن تألو جهداً في إنكار التودد المستمر الذي يصل إلي حد التملق. سعياً لكسب ود الغرب وبالأخص الثنائي الإسرائيلي- الأمريكي. لعل آخر دليل هو رضوخ قناة "الجزيرة" الواجهة الإعلامية لتنظيم الحمدين للضغوط الإسرائيلية بعد إيقاف نشر منصة "إي جي بلس" التابعة لها. فيديو يتحدث عن قضية "الهولوكوست" أو المحرقة النازية بطريقة مسيئة. بل وأوقفت الصحفيين اللذين أنتجا الفيديو مبررة ذلك بأن المحتوي كان مخالفاً للمعايير والضوابط المعمول بها في القناة القطرية! اكتفت الجزيرة بتبريرات سريعة. وبإجراء روتيني. معتقدة أن تلك الخطوة ستساهم في التقليل من أثر الهجمة القوية التي شنت عليها. خاصة من داخل إسرائيل. كان من المفترض أن يهدف الفيديو إلي التقليل من حجم "الهولوكوست" وإنكارها. وأظهر الفيلم التسجيلي الذي نشر في شهر مايو الجاري. لقاء مع إحدي ناجيات المحرقة. لتروي حكاية معاناتها في معتقل "أوشفيتز" وكيف فصلها الجنود الألمان عن والدتها. تروي الناجية من "الهولوكوست" في حديثها للنسخة الإنجليزية عن معاملة الجنود الألمان لليهود في ذلك الوقت. وعن طرق نقلهم لمكان المعتقلات تحضيراً لحرقهم. لكن يبدو أنه كان لرد الخارجية الإسرائيلية المطول دور كبير في حذف الفيديو الذي حصد أكثر من مليون مشاهدة. حين أشارت إلي أن "ما ورد في الفيديو يمثل استفزازاً لمشاعر اليهود وخداعا للحقيقة. كما شكل ضغط أسماء معروفة دوراً مهماً في تراجع الجزيرة ورضوخها. خاصة انتقادات ابن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. رجل الأعمال ترامب الابن. الذي طالب فيس بوك بحظر الشبكة. ليست هذه المرة الأولي فقد قامت قناة "الجزيرة" القطرية في أغسطس العام الماضي. بعرض فيلم تسجيلي عن اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة. في محاولة لإرضاء المجتمع اليهودي الأمريكي. ضمن محاولات الإمارة الخليجية لتحسين علاقتها مع الاحتلال من أجل تعزيز صورتها لدي الغرب. سبق ذلك في مطلع العام الماضي استقبال تميم في الدوحة زعيم المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلاين لنيل دعم اللوبي اليهودي. هذا إلي جانب ترحيب تنظيم الحمدين الدائم بشخصيات أمريكية معروفة بدعمها لإسرائيل علي أراضيها. مثل آلن ديرشاوتز ومايك هاكابي. وهي الزيارات التي جلبت انتقادات كبيرة لهم من داخل المجتمع اليهودي الأمريكي الذي حذر من سعي القطريين لاستغلال الأسماء الداعمة لإسرائيل من أجل التغطية علي دعمهم للمنظمات الإرهابية. لا يجب أن ننسي أنه قد وصل الأمر بتميم إمارة الإرهاب بأن قام بتعيين نيك موزين الناشط اليهودي أواخر العام الماضي "مستشارا" له. ليلعب موزين دور سفير قطر في واشنطن من أجل تبييض وجه تنظيم الحمدين. ناهيك عن استعدادات الدوحة لاستقبال الآف اليهود ببناء معابد لهم ومطاعم مخصصة لتقديم الأكل "الكوشر" علي الطريقة اليهودية من ضمن استعدادات كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022.