اسم من اسماء الله الحسني ورد في القرآن "الله ولي الذين آمنوا" وقال علي لسان سيدنا يوسف: "أنت وليي في الدنيا والآخرة". وقال: "ثم ردوا إلي الله مولاهم الحق" وقال في سورة محمد: "ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم". الولي هو القريب فالله قريب من عباده. وعباده المخلصون قريبون منه. قال تعالي: "وهو معكم أينما كنتم" وقال: "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" والقرب هنا ليس معناه القرب المكاني لأن الله سبحانه منزه عن كل ما لا يليق به. يقول المفكر الدكتور طه حبيشي: إن هناك دلالات جزئية هي ان يكون الولي هو المتولي بالأمر القائم به ويكون بمعني الناصر هو الذي يشد الأزر ويمنع الأذي ويجلب الخير. قال الله تعالي في سورة فصلت "نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة" أي أنصاركم ويمكن أن يكون الولي بمعني المحب. قال تعالي: "الله ولي الذين آمنوا" أي يحبهم. وقال بعض العلماء: إن الولي هو من ينصر أولياءه ويقهر أعداءه. فالوالي بحسن رعايته منصور والعدو بحكم شقاقه مقهور. وقال بعضهم: الولي هو الذي أحب أولياءه بلا علة ولا يردهم بارتكاب زلة. ومنهم من قال: الولي الذي تولي سياسة النفوس فأدبها وحراسة القلوب فهذبها. وقال آخرون: الولي الذي بالإحسان ملي. وبتصديق الوعد وفي. يقول المفكر الدكتور طه حبيشي إن من المؤمنين من ارتكب ذنباً وليس لهم جسارة في دعوة الله فبادرهم المولي سبحانه بقوله: "نحن أولياؤكم" رفقاً بالضعفاء ولو لم تكن في القرآن آية في هذا الباب غير قوله تعالي: "وإن الله مولي الذين آمنوا وان الكافرين لا مولي لهم" لكفي بذلك شرفا لهم وزخرا. علي العباد الذين علموا أن الله سبحانه وتعالي هو مولاهم قريب منهم وناصرهم ومعينهم عليهم الاجتهاد في تحقيق أن يكونوا قريبين من الله وحسن عبادته وناصروه بتحقيق الخير وتعمير الكون وإقامة العدل وبذل العمل الحسن ولا يتم لهم ذلك إلا بالاعراض عن غير الله والاقبال عليه بقلوبهم وعقولهم وعملهم إليه مستعينين بنور الله وجلاله.