عمل قلبي وكما يطير الطائر بجناحيه كذلك يطير الماء بهمته فتحلق به إلي أعلي الافاق طليقة من القيود التي تكبِّل الأجساد.. ويقول ابن قتيبة "ذو الهمة إن حط فنفسه تأبي إلا العلو كالشعلة من النار يصوبها صاحبها وتأبي إلا ارتفاعاً". وصحابته: لأن الهمة طريق ممهد لجنة عرضها السماوات والأرض فأفهم صحباته ذلك ومن سار علي نهجه لن تفتر العزائم وبرود الهمم من أعظم المصائب فأبي ذلك النبي. استحضر وقود مسيرك.. "همك ما أهمك" الرحلة طويلة نظراً لأن الرحلة طويلة والهمة ضعيفة تحتاج لوقود لا ينفد وزاد لاينقص.. وكما أبان الفتح الباني "همك ما أهمك فليكن همك ربك عز وجل وما عنده.. الدنيا لها بدل وهو الآخرة والخلق لهم بدل وهو الخالق عز وجل. كلما تركت شيئاً من هذا العاجل أحدث عوضاً وخيراً منه في الأجل قدر أن بقي من عمرك هذا اليوم فحسب. تهيأ للآخرة تهدف لمجيء ملك الموت.. فلا تكن تحب الله عز وجل في حالة النعمة فإذا جاء البلاء هربت كأن لم يكن الله عز وجل محبوبك إنما يتبين العبد عند الاختبار". شفرة اليقظة اليقظة إذا نسجت خيوطها وأرسلت الغيرة أشعتها هتفت القلوب في حماسة.. والله مطلع "لن ينفلت هذا الشهر إلا وقد غفر الله لي"... رددها معي. كل هذا: لأن الثواب قد سحر أعينهم.. فلم يراودهم النوم.. وصروخوا في أنفسهم: لم لا نكون نحن أولي به؟!.. فلا تكن كالريح الخبيثة وسط أريج الأزهار ووسط النسمات تأتي بالغبار.. وعلي نضارة البذرة تكون جودة الثمار!! ويا حبذا لو تتفكر مع الإمام الغزالي "مالي بضاعة إلا العمر وقد فني رأس المال وهذا اليوم الجديد قد أملني الله فيه وأنساني أجلي وأنعم علي به ولو توفاني لكنت أتمني أن يرجعني إلي الدنيا يوماً واحداً حتي أعمل" وها هو رمضان أملك الله فيه وأعطاك الفرصة فأريه صنيعك.. ويا حبذا.. لو تعلنها في الآفاق ليرين الله ما أصنع..!!