إذا أردت أن تعرف مستقبل أي أمة من الأمم أو تتنبأ به فانظر إلي التعليم ومستوي شبابها في العلوم والرياضيات وقد أدي التركيز علي التعليم الديني والأدبي والنظري إلي تخلف العرب والمسلمين وهم الآن في ذيل الأمم وربما تحت الذيل أما أمريكا فإن ما أدي إلي تراجعها في العلوم والرياضيات هو الحروب ونفقاتها الباهظة عليها وعلي قواعدها في الخارج لقد خاض الامريكيون حروبا لا تحصي في أمريكا اللاتينية وآسيا والعالم العربي حتي وصف الجيش الامريكي بأنه "الجيش الغازي الذي لا يهدأ" ومازال الأمريكيون يمارسون هوايتهم المفضلة "الحروب" في مناطقهم المفضلة "العالمين العربي والاسلامي" وهي مناطق رخوة شديدة الضعف. في أواخر عام 2004 كتب توماس فريدمان مقالا تحت عنوان "أمريكا تحتاج أيضا لحوار وطني" كشف فيه أن موازنة بوش "يقصد بوش الابن" الفيدرالية خفضت مخصصات المؤسسة كان ينفق ملايين الدولارات علي قواته كل يوم بالعراق وقال الكاتب إنه رغم المنافسة الحامية بين الشباب الأمريكيين وبين الشبان الصينيين والهنود والاوروبيين الشرقيين فان بوش خفض الاموال المخصصة لمشروع بيل الذي يساعد الموهوبين الفقراء علي التعليم العالي في العلوم والرياضيات واضاف أن الطلاب الآسيويين "الصينوالهند" تفوقوا علي نظرائهم الامريكيين في اختبار "توجهات عالمية في دراسة الرياضيات والعلوم". هذا التفوق للشباب الصينيوالهندي بدأت الصينوالهند تجنيان ثماره الآن وهذا لا يعني أن أمريكا تخلفت أو أصبحت دولة نامية انما يعني أن الصينوالهند تجريان بسرعة أكبر من امريكا. منذ أيام قليلة أجري الرئيس دونالد ترامب اتصالا هاتفيا بالرئيس الأسبق جيمي كارتر وهو قس ومزارع فول سوداني ومهندس كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ليخبره أن الصين ستتبوأ المركز الأول في الاقتصاد وتقود الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.. كل الدراسات الصادرة عن المصارف العالمية وابرزها بنك "اس بي سي" تؤكد ذلك.. اجمالي الناتج المحلي للصين الآن نحو 15 تريليون دولار سيصل في عام 2030 وربما قبل ذلك إلي 26 تريليون دولار ولن يكون الاقتصاد الصيني هو الوحيد المسيطر علي كوكب الأرض بل معه الاقتصاد الهندي وطبقاً للدراسة ستتبوأ الهند المركز الثالث عالميا بعد الصينوامريكا اما المفاجأة في الدراسة فهي أن بنجلاديش ستتبوأ المركز 26 عالميا وقد سبق أن كتبت مبشراً بصعود نجم هذه الدولة الصغيرة جغرافياً وذلك في مقال "صناعة النسيج هي الحل" نصحت فيه المصريين بالتركيز علي صناعة النسيج كحل لأزماتهم الاقتصادية. والاقتصاد لن يكون المجال الوحيد الذي تتفوق فيه الصين انما ستتفوق في التكنولوجيا وفي المصداقية الدولية وحب الشعوب الاخري ولكن اكتب كلاما موثقا لخبراء يعتز بهم اعود إلي دراسة اعدها الخبير الاستراتيجي الامريكي دانيال دبليو دريزنر ونشرها موقع فورن افيرز بعنوان WHY M.S FOREIGN PTHIAY WILL NEVER NEWVER? "لماذا لن تستعيد السياسة الخارجية الأمريكية عافيتها ابدا؟ خلاصة الدراسة تقول إن النظام الليبرالي الدولي يقوم علي المؤسسات الامريكية وهذه المؤسسات في خطر وعدد الكاتب المخاطر التي هدد النظام الذي تقوده اميركز وهي: 1 اطلاق الاتحاد السوفيتي القمر الصناعي "سبوتنيك" 2 الصدمات النفطية في سبعينيات القرن الماضي 3 هجمات 11 سبتمبر 2001 مطلع القرن ال 21 -4 العجز المالي في الثمانينات 5 الازمة المالية 2008 أما السبب السادس فهو في نظر الكاتب دونالد ترامب فهو يفتقر إلي النضج العاطفي والفكري ويتحكم فيه غضبه بدرجة هائلة إلي درجة اهانة حلفاء أمريكا أو شن حروب تجارية لم تحقق شيئا أكثر من الاضرار بالاقتصاد الأمريكي. وعلي الرغم من معاقبته للصين بغرض تعريفة جمركية بمقدار 250 مليار دولار علي البضائع الواردة من الصين إلا أن قادة بكين يعتبرون ترامب هدية من السماء للصين فبينما ينسحب هذا الرجل من اتفاقيات الشراكة الدولية واتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي الايراني ويكسب غضب العالم تتقدم الصين عبر مبادرة الحزام والطريق التي ستخدم بها العالم بطرق برية وبحرية وتلك قصة أخري.