وأكتب لاستعادة ذكريات المجد والفخار.. وأكتب للأجيال الجديدة التي لا تعرف الكثير عن مواقف الكبار والعظماء في عالمنا العربي.. أكتب في ذكري اغتيال الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ثالت ملوك المملكة العربية السعودية في 25 مارس 1975 علي يد ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد الذي أطلق عليه الرصاص في مكتبه بالديوان الملكي. وحين نكتب عن الملك الشهيد فإننا لا نقف كثيراً أمام حادث الاغتيال الذي يحيطه الغموض حتي الآن. ولكننا نكتب عن الملك البطل الذي وقف مسانداً للرئيس أنور السادات في حرب أكتوبر 1973 وقام بقطع إمدادات البترول عن الغرب في أكبر ضربة اقتصادية للولايات المتحدةالأمريكية ودول أوروبا وفي أهم خطوة تبرز التضامن العربي واستخدام سلاح النفط للضغط علي الدول المساندة لإسرائيل وإجبارها علي التدخل لحل أزمة المنطقة.. فالملك الزاهد العروبي الأصيل قام بقطع البترول عن الغرب مطلقاً عبارته الخالدة "عشنا وعاش أجدادنا علي التمر واللبن وسنعود إليهما". ووزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية في ذلك الوقت هنري كيسنجر توجه إليه في الرياض محاولاً إقناعه باستمرار تدفق النفط ولم يتمكن من زحزحته عن موقفه ووجد منه صرامة وقوة جعلت كيسنجر يحاول أكثر من مرة مداعبته بدون فائدة وحيث أنهي الملك المقابلة بقوله "أنا رجل طاعن في السن وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصي قبل أن أموت فهل تساعدني في ذلك..! وانتقموا منه.. وقتلوه.. سلطوا عليه ابن أخيه الذي كان يدرس في الولاياتالمتحدةالأمريكية. فقد أرادوا أن يأتي الانتقام من داخل العائلة.. فلم ينسوا له أنه استخدم ضدهم أقوي الأسلحة وأنه كان قادراً علي تدمير اقتصادهم.. وأنه ملك لا يباع ولا يشتري.. وقتله ابن أخيه في يوم بكي العالم العربي والإسلامي كله علي ملك كان نصيراً للحق والعدل. ونموذجاً لتواضع الأقوياء.. ورمزاً لتاريخ عربي حافل بالعظماء.. وذكري سنظل نتذكرها بكل الإجلال والتقدير والاحترام.. أسطورة للصحراء زميلاً ورفيقاً لأسطورة الحرب والسلام محمد أنور السادات. ہہہ ونترك العظماء لنتحدث عن الصغار.. عن صغار ينشرون الفتن والشائعات.. عن نشطاء الفيس بوك الذين لا يتورعون عن إيذاء وطن وإرهاب شعبه.. ونتحدث في ذلك عن طالبة الأزهر في أسيوط التي إدعوا أنه قد تم اختطافها واغتصابها وقتلها داخل المدينة الجامعية للطالبات في جامعة أسيوط وتبين بعد ذلك أن الواقعة كلها لا أساس لها من الصحة وأن الطالبة التي تحدثوا عنها كانت عند عائلتها في اجازة قبل العودة للدراسة. ورغم النفي.. ورغم التكذيب ورغم الحقيقة التي تبلورت مع ظهور الطالبة فإن حزب الشيطان علي مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت الطريق السريع لجهنم بدلاً من أن تكون الطريق السريع للمعرفة مازالوا ينسجون الروايات والتأويلات والإشاعات بدون توقف أو اعتراف بالخطأ. ويحدث هذا ويستمر في شائعات أخري من كل الأنواع ومن كل المصادر. وبهدف واحد وهو زعزعة ثقتنا في أنفسنا وفي واقعنا وفي كل مؤسساتنا في أخطر أنواع الحروب وأشدها خبثاً ودهاء..!! وما الذي جري لنا.. ما هذه "البلطجة" التي هبطت علينا.. وهل أصبحنا لا نخاف قانوناً ولا عقوبة..! في معهد القلب توفي أحد الأشخاص بعد الفشل في إنقاذه.. وهو أمر ممكن أن يقع لعوامل كثيرة قد يكون من بينها ضعف الخدمات أو الرعاية أو الطوارئ أو حالة المريض نفسه عند وصوله للمستشفي..! وفيما مضي كنا نقول.. هذا قدره.. هذا عمره ونستسلم لقضاء الله وندعو للمتوفي بالرحمة والمغفرة..! أما الآن فنحن لا نؤمن بذلك.. ونصارع القدر والمكتوب ونلقي باللائمة علي الأطباء ونحملهم المسئولية وكأن في أيديهم تحديد ميعاد الحياة والموت.. ولأننا تجرأنا كثيراً.. ولأننا لم نعد نكترث بشيء فإننا نستخدم أيدينا.. والعنف أصبح مباحاً.. والهجوم يبدأ بمجرد إعلان حالة المريض حيث يأتي الأقارب والأصدقاء ويقومون بأداء واجب المجاملة بضرب الأطباء والممرضات وتحطيم الأجهزة والمستشفي أيضا.. وحادث تحطيم أجهزة معهد القلب لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. والحل لا يكمن في توفير الحراسات علي المستشفيات وإنما في أشد العقوبات لمن يتجرأ في الاعتداء علي موظف أثناء تأدية عمله أو إتلاف الممتلكات العامة والخاصة.. ودعوهم يتحملون تكلفة إصلاح الأجهزة.. ولا عقاب أشد من عقاب التعويض المادي..! ہہہ ويتحدثون عن عودة أموال مبارك وعائلته من سويسرا.. ويسارع علاء مبارك إلي النفي والسخرية من وجود أموال مهربة..! والحديث عن أموال مبارك في الخارج أصبح مكرراً وبدون تأكيدات واضحة.. وإذا كان أحد لا يملك الخبر اليقين فإن الحقيقة الوحيدة هي أن ما خرج من أموال لن يعود.. وقد يموت أصحابها قبل أن يعرفوا أيضا عنها شيئاً..!