السوق المصري يعاني من نقص كبير في العمالة الحرفية المدربة.. ولا يوجد أي بيت إلا ويحتاج في كل يوم لاحد من هذه العمالة سواء كان سباكاً أو نجاراً أو كهربائياً أو لإصلاح أي جهاز من الأجهزة الكهربائية.. ويبحث المواطن عن أي عامل لإصلاح أي عطل لديه ولكن يجد صعوبة في إيجاد العامل.. وخاصة الماهر.. وإذا حضر أي عامل لإصلاح أي عطل داخل المنزل يفاجأ صاحب البيت أن التصليح كان مؤقتاً ليعود العطل من جديد رغم ما حصل عليه هذا العامل من مبالغ ضخمة لا تتناسب مع العطل الذي قام بإصلاحه. وهي ظاهرة موجودة داخل السوق المصري ويعاني منها الكل وهي موجودة في جميع المناطق ولا يقتصر هذا النقص في العمالة الماهرة علي منطقة دون أخري.. بل هي ظاهرة يشكو منها الجميع. كان في الماضي لقب صنايعية مصر له مكانة عند الجميع سواء في مصر أو في الدول المحيطة بنا.. ولم يكن أي مواطن يشكو من عدم توافر أي نوع من أنواع العمالة.. ولكن مع تقدم الزمن لم يعد يقبل علي هذه المهن إلا قلة من الأفراد غير المؤهلين وغير المدربين ويبحثون فقط عن الدخول الكبيرة.. والأسعار المبالغ فيها التي يفرضونها عند تقديم الخدمة. وهذا ما دعا الرئيس السيسي إلي إطلاق مبادرة صنيعية مصر.. والتقطت الجامعات المصرية هذه المبادرة وتقوم بتنفيذها حالياً ومبادرة صنايعية مصر تهدف إلي تدريب وتأهيل أصحاب الأعمال اليدوية والحرفية مثل النجارة والسباكة والكهرباء وبعض الأنشطة الأخري. وأعلنت الجامعات عن توفير برامج للتدريب والتأهيل اللازمة لإعداد الكوادر الفنية لتناسب احتياجات السوق.. ومنحهم شهادة معتمدة ولكن يجب ألا تقتصر هذه المبادرة علي مجرد منح شهادة ويتحول إلي مجرد إجراء روتيني لمجرد الحصول علي الشهادة يجب أن يكون هناك تدريب عملي علي مستوي عال ليتخرج عمال قادرون علي ممارسة العمل المتقن ولا يتم منح هذه الشهادة إلا إذا تم التأكد من إتقان هذا العامل للمهنة التي سيعمل بها. كما يجب ألا تقتصر هذه المبادرة علي مجرد تدريب مجموعة من الأفراد ونتركهم يبحثون عن عمل أو يبالغون في أجورهم عند إصلاح أي أعطال لدي المواطنين.. ثم يتحول المواطن إلي ضحية لهؤلاء. يجب أن تكمل هذه المبادرة جهات أخري مثل جمعيات رجال الأعمال واتحاد الصناعات أو أي مؤسسات أخري.. وتقوم بتكوين شركات تضم هؤلاء العمال حتي تستطيع توفير أي عامل لأي مواطن يحتاج للخدمة وتحدد الرسوم لكل حرفة أو خدمة حتي لا يقوم أصحاب هذه الحرف باستغلال احتياج المواطن للخدمة. وعلي أن تقوم هذه الشركات بتسهيل توفير العامل لكل من يطلب بدلاً من معاناة المواطنين في البحث عن أي حرفي ليصلح أي عطل داخل المنزل.