أربع مدن مصرية أريد اليوم أن أشير إليها إشارات سريعة. آملاً أن أعود إليها.. كلها أو بعضها.. في مرات قادمة.. ثلاث منها مصرية هي: أسوان.. وشرم الشيخ.. وطابا.. والرابعة هي العاصمة الألمانية برلين.. والسياحة هي ما يربط الحديث عن هذه المدن.. وأبدأ بمدينة أسوان.. والتي كانت تحت الأضواء طوال الأيام الماضية.. بعد أن انعقد بها ملتقي الشباب العربي والأفريقي برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.. فشاهد العالم كله طبيعة هذه المدينة الجميلة.. وتعرفت الوفود الشبابية الزائرة علي معالمها السياحية والأثرية.. وقبل ذلك علي أبناء المدينة الذين يتصفون بصفات عديدة جميلة.. تعبر عن الطبيعة الأصيلة للإنسان المصري.. ونستطيع أن نقول إن أسوان ما بعد هذا الملتقي العربي الأفريقي الأول للشباب.. لن تكون هي أسوان ما قبل الملتقي.. وأعني بذلك أن الأضواء التي سلطت علي المدينة.. سوف تكون بإذن الله داعية إلي استعادة مجدها السياحي والذي عاشته منذ سنين عديدة.. حينما كانت ملتقي الأثرياء من سياح أوروبا.. الذين يمضون فيها شهور الشتاء بين دفء شمسها وجمال طبيعتها.. وليس أدل علي ذلك من احتواء المدينة علي قبر أغاخان رئيس الطائفة الإسماعيلية.. أحد أشهر زوارها.. وزوجته الحبيبة فيما بعد.. التي ظلت مواظبة بعد وفاته علي قضاء شهور الشتاء في أسوان.. وكانت الوردة الحمراء علي قبره الذي يرقد علي ربوة أسوانية مرتفعة ويطل علي المدينة طقساً يومياً.. بتعليمات الزوجة المحبة.. ونسأل بالمناسبة: هل يأتي أبناء الطائفة الإسماعيلية لزيارة هذا القبر في أسوان؟.. أشك في هذا.. والسؤال التالي: .. لم؟.. نعم لم لا يهتم أحد بالترويج والتسويق لهذه الزيارة؟!.. ولكي تعود أسوان إلي سابق مجدها.. مع بعديها الجديدين العربي والأفريقي.. نكرر دعوتنا التي لم نمل من تكرارها طوال السنوات الماضية.. بالترويج والتسويق لأسوان كمقصد سياحي مستقل لتنال ما تستحقه من الحركة السياحية التي يمكن أن تأتي إليها مباشرة بكل ما فيها من سياحة أثرية ثقافية.. وسياحة استجمام واستشفاء.. وسياحة نيلية في نيلها وبحيرتها.. وسياحة صيد الأسماك.. ومتابعة التماسيح في بحيرة ناصر.. وسياحة السفاري في صحرائها.. باختصار أسوان مقصد سياحي متكامل.. يكاد يضم كل ألوان السياحة.. وقد طالبنا مراراً وتكراراً بأن يكون الترويج لها سياحياً كمقصد سياحي مستقل.. وأن تتجه حملات الترويج ليس إلي أوروبا فقط كما تعودنا كسوق رئيسي.. سرعان ما يدير وجهه عنا.. عند أول بادرة.. تكون كارثة لقرارات جائرة ظالمة بحظر السفر.. وإنما نتوجه كذلك إلي اخوتنا في الدول العربية والأفريقية الذين يعشقون النيل.. ولكننا لم نقدم لهم غير نيل القاهرة. الآن بعد المؤتمر الذي عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي للشباب العربي والأفريقي.. وبعد أن رأي العالم علي شاشاته جمال هذه المدينة وروعتها.. علينا أن نتابع ونبني علي ما رآه العالم.. وندعو شركات السياحة.. وصحفيي العالم ليروا ما تملكه المدينة من إمكانات.. نريد أن تصبح كل مصر بقعاً مضيئة.. بأبنائها وزوارها من كل أنحاء العالم.. يأتون إليها أولاً.. وقد يتوجهون منها إلي الأقصر.. والبحر الأحمر.. والقاهرة أيضا.. نريد عملاً غير تقليدي.. وترويجاً حقيقياً..!! ما حدث في أسوان.. بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. حدث مراراً في شرم الشيخ بمبادرات الرئيس السيسي أيضا في كل المؤتمرات التي عقدها في مدينة السلام.. لمواجهة غدر الأصدقاء وفُجر الأعداء.. وجزي الله الشدائد كل خير.. اكتسبت شرم الشيخ الآن جنسيات عديدة.. أخري.. لم تكن من بين روادها.. أو لم تكن تأتي إليها بهذه الأحجام التي أصبحت تأتي إليها الآن.. وبدأت شرم الشيخ تعيش الانتعاش بفضل مبادرات الرئيس السيسي بالمؤتمرات التي عقدت علي أرضها.. لتصبح بحق مدينة المؤتمرات.. ومدينة السلام أيضا.. ويأتي من يأتي إليها علي الرحب والسعة.. ومن يريد أن يستمر بعيداً عنها.. فمرحباً به إن جاء.. ومرحباً بغيره الذي عوض المدينة عن عقاب الأصدقاء والأعدقاء أيضا. وننتقل بسرعة إلي برلين.. برلين في أكبر بورصة سياحية.. في مطلع مارس الحالي.. الأولي علي العالم مساحة.. ومشاركة.. وقد جاءت أيضا بعد شرم الشيخ.. بعد القمة العربية الأوروبية.. ومشاركة رؤساء وملوك ووزراء خمسين دولة.. وكنت أعتقد أن حجم النجاح الذي تحقق في القمة في شرم الشيخ سوف يضع أساساً نستكمل البناء فوقه في هذه المناسبة السياحية العالمية الأولي.. ولكن.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. الأرض في برلين كانت ممهدة تماماً لانطلاقة مصرية جديدة.. تضيف إلي ما تحقق في عام 2018.. والذي يعود إلي جهود خارقة للرئيس السيسي وحده.. طوال السنوات الماضية زار فيها ألمانيا عدة مرات والتقي ليس فقط بالمستشارة الألمانية.. وإنما بالوزراء.. وأعضاء البوندستاج "البرلمان الألماني".. وبرجال الاقتصاد وكبريات الشركات الألمانية.. وقد فعل هذا وهو يحقق علي أرض الوطن لانجازاته المتتالية.. ويحقق قبل كل شيء الأمن والأمان والاستقرار.. فيؤدي هذا.. وبشهادة وزير الاقتصاد الألماني الزائر لمصر منذ أسابيع إلي زيادة 40% بفضل الأمان والاستقرار بنص تعبير وزير الاقتصاد الألماني.. وكان الرجل صادقاً.. فلم تكن هناك دعاية ما.. أو ترويج ما.. لمصر في ألمانيا.. وحتي الآن.. الحملة القديمة توقفت.. والحملة الجديدة لم تر أثراً لها بعد.. فمن أين جاءت هذه الزيادة.. هي بحق كما وصفها وزير الاقتصاد الألماني بفضل الأمن والأمان والاستقرار.. وقد صنعتها جميعاً قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ورجاله في الدولة من جيش باسل وشرطة تؤمن أرجاء الوطن.. فماذا حدث في بورصة برلين استغلالاً لهذا كله.. هذا حديث يطول نرجئه لمرة قادمة. ونختتم بسطور قليلة عن طابا.. التي مر عليها أمس "19 مارس" 30 عاماً من الاحتفال في 19 مارس عام 1989 برفع علم الوطن فوق أرضها.. وللحقيقة والتاريخ فإن جلاء الإسرائيليين عنها قد سبق ذلك بأربعة أيام.. ففي 15 مارس 1989.. خرج منها آخر جندي إسرائيلي ورفع علم مصر فوق طابا.. وقد أتيح لي أن أكون هناك في ذلك اليوم التاريخي علي حدود مصر الشرقية.. كما أتيح لي أن أكون أول من ينبه إلي مشكلة طابا قبل أن تثيرها إسرائيل.. وهو حديث ذكرته من قبل وسأعود إليه في مرة قادمة.. ونحن نواصل حديثنا عن الاهتمام بالسياحة إلي طابا.. التي تستحق أن نفرد لها حديثاً خاصاً بإذن الله.