نعم.. التاريخ لن يرحم الخونة الذين حاولوا اختطاف الوطن وتغيير هويته.. والذي تآمروا علي الوطن وأبنائه.. ومازالوا يواصلون خياناتهم ومؤامراتهم في كل يوم.. محاولين هدم الوطن وإحباط أبنائه وإشاعة روح اليأس وتشويه كل إنجاز.. لن يرحم التاريخ هؤلاء الخونة من جماعة الإخوان الإرهابية وسيسجل خياناتهم الممتدة عبر تاريخهم الأسود منذ تأسيس جماعتهم في عشرينيات القرن الماضي في أحضان الاستعمار البريطاني وبتمويله.. وبرعايته المستمرة حتي اليوم. وفي خطابه في يوم الشهيد. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي كاشفاً لكثير من الأمور مستهدفاً إثارة وعي المواطن بما يتعرض له الوطن منذ يناير 2011 من تآمر واضح لا يخفي علي أحد. بدأ مع أحداث يناير واستمر بأشكال مختلفة ومتطوراً إلي حروب الجيل الرابع. والتي تستثمر انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في ضرب الوطن ومحاولة تدميره وتشويه إنجازاته.. وقد أراد الرئيس في البداية أن ينعش ذاكرتنا جميعاً بما دار في أحداث شارع محمد محمود. خاصة أن الكثيرين من أبناء الوطن ممن كانوا في عمر الزهور في تلك الفترة منذ ثماني سنوات. أصبحوا الآن في السادسة عشرة والسابعة عشرة.. وبالتالي لا يستطيعون تقدير ما حدث. تقديراً يتفق وأهمية بل وخطورة ما جري في تلك الأحداث.. وقد أشار الرئيس السيسي إلي أهمية دور الآباء والأمهات في توعية الأبناء وتذكيرهم بما مرت به البلاد في تلك الفترة من محاولات لهدم الوطن وهدم مؤسساته.. مؤكداً أن ما خسرناه في تلك الأحداث لم يتم تعويضه حتي الآن.. وبالتالي محذراً الشباب من الانخداع بما يتعرض له خلال حروب الجيل الرابع التي تهدف إلي هدم الوطن وتدمير مؤسساته. وفي هذا الإطار قال الرئيس إنه طلب منذ فترة تشكيل لجنة أو لجان لتسجيل وتحليل ما شاهدناه خلال أحداث يناير.. وبيان ما تعرض له الوطن من محاولات هدم وتدمير تابعناها جميعاً.. ويكفي أن نعود جميعاً بالذاكرة إلي هذه الفترة.. بعد أن بَعُد العهد بها قليلاً.. ونسترجعها ونحلل ما حدث.. لندرك حجم الخداع الذي تعرض له الوطن من خلال آلاف المخدوعين الذين انساقوا وراء دعوات الهدم والتدمير وشاركوا فيه بوعي أو بغير وعي.. ويكفي أن نتوقف ونحن نسترجع هذه الأحداث بطريقة "الفلاش باك" التي يستخدمها السينمائيون لاسترجاع الأحداث.. هو يكفي تأمل ما حدث لندرك ماذا دبروا لهذا الوطن. وكيف حاولوا هدمه وتنفيذ مخططات جري الإعداد لها علي مدي سنوات سابقة وجري تنفيذها باستقلال حماس بعض الشباب المخدوع في الشعارات البراقة. وهي في النهاية لم تكن إلا ستاراً نفذ من خلاله الذين خططوا لدمار هذا الوطن وهدم مؤسساته والاستيلاء عليه لصالح القوي العميلة التي عاشت تحلم باللحظة التي يسقط الوطن في حبالها.. وهكذا سطت الجماعة الإرهابية الخائنة والعميلة علي مقدرات هذا الوطن ووصلت للحكم وسط عمليات خداع. وقع فيها للأسف جانب ممن اعتبروا أنفسهم النُخبة التي تتحدث باسم الوطن. ولكن فترة العام الأسود التي حكمت فيها تلك الجماعة الإرهابية الخائنة. كشفت عن وجهها القبيح.. واستطاع الشعب منذ الأسابيع الأولي لحكمها أن يتعرف علي مخططاتها لاختطاف هذا الوطن وتغيير هويته فانتفض رافضاً. وخرجت الملايين في 30 يونيو 2013. في كل أنحاء مصر. تزيح هذه العصابة الإخوانية المتآمرة والعميلة والخائنة.. وتستعيد للوطن هويته التي حاولت طمسها وتغييرها ولتبدأ مرحلة إعادة البناء من جديد الذي يجري الآن بكل قوة. ونسابق فيه الزمن. ونواجه في نفس الوقت مخططاتها الإرهابية.. كما قال الرئيس السيسي. ننزف من دمائنا طوال ست سنوات. ولا نتوقف عن البناء.. نواجه الإرهاب الذي زرعته الجماعة الإرهابية في سيناء واستقدمت عناصره من شراذم المخدوعين والمرتزقة الذين كانت تعدهم لكي تجتاح بهم البلاد إذا تمكنت من رقاب المصريين. ولكن بفضل وعي أبناء هذا الشعب الذي وقف في 30 يونيو ليرسم تاريخاً جديداً للوطن. فشلت مؤامرة الخونة وهزم إرهابهم في سيناء.. وفي داخل البلاد.. ولا يتوقف شعب مصر عن البناء.. ويحقق في كل يوم إنجازاً جديداً. وقد تحدث الرئيس عن ملفات رئيسية تم إنجازها خلال السنوات الماضية. كان علي رأسها ملف الكهرباء الذي عاني منه المصريون طويلاً.. وبفضل الله أصبح لدينا فائضاً في الكهرباء.. وبلغ ما أنفق علي هذا الملف وحده ستمائة مليار جنيه. وهناك ملفات مهمة أخري أهمها ملف الطرق والمحاور والكباري والأنفاق التي جري إنشاؤها.. ومئات المشروعات القومية العملاقة التي وعد الرئيس عبدالتفاح السيسي بإنهائها في 30 يونيو من العام القادم 2020 بتكلفة تخطت أربعة تريليونات من الجنيهات.. وقد أضاف الرئيس السيسي إليها ملف السكة الحديد والنقل بشكل عام والذي تم إنجاز الكثير منه. وتمت فيه تعاقدات كثيرة لعربات وقطارات وجرارات وميكنة للإشارات والمزلقانات لتقليل فرص الأخطاء البشرية.. وقد وعد الرئيس السيسي أن يكون لدينا في نفس الموعد من عام 2020 مرفق للسكة الحديد شبه جديد.. ووضع الرئيس السيسي مسئولية إنجاز هذه النقلة الجديدة في هذا المرفق الحيوي. علي كتف الفريق كامل الوزير الذي اختاره الرئيس وزيراً للنقل. وقام أيضاً بترقيته إلي رتبة الفريق عرفاناً وتقديراً بجهود ابن من أبناء القوات المسلحة أشرف علي إنجاز أعظم المشروعات القومية وعلي رأسها قناة السويس الجديدة. ومئات المشروعات الأخري التي استطاعت توفير فرص عمل للملايين من شبابنا في هذه المشروعات القومية العملاقة. وعلي رأسها 16 مدينة جديدة إلي جانب العاصمة الإدارية.. وكل هذه المشروعات ستؤدي جميعها إلي تغيير شامل لحياتنا. يوفر فرصاً أفضل لأجيالنا الحالية وأجيالنا المستقبلة.. ومن أجل هذا حرص الرئيس السيسي علي التوعية بأهمية إدراك أبعاد المخططات المعادية لمصر.. مؤكداً أنه لا يخشي علي مصر من أخطار الخارج وإنما من الخونة الذين يعيشون بيننا ويسهمون في حروب الجيل الرابع ويحاولون تسفيه كل إنجاز وتشويهه وإشاعة روح الاحباط واليأس. ومراهناً علي وحدة الشعب ووعيه في مواجهة هؤلاء المندسين بيننا.. ومنبها أيضاً إلي خطورة الاهمال الذي يتساوي في آثاره المدمرة مع الإرهاب الذي نتعرض له ومشيراً إلي أن ما نحققه من نجاح يشجع الإرهاب والجماعات الخائنة لمحاولة إيقاف مسيرتنا.. ولكن هذا لن يتحقق بعون الله وبصلابة ووحدة الشعب.. فمصر بحمد الله كما قال الرئيس السيسي استعادت مكانتها دولياً وعربياً وأفريقياً.. ولن تجدي محاولة الخونة في إجهاض ما نحققه من نجاح.. ما دمنا متسلحين بوعينا وماضين بعزم لا يلين لتحقيق الإنجازات التي تعيد بناء هذا الوطن.