يتحدث الكثيرون عن المدرب الكفء والتاريخي والقدرات الجبارة التي يتمتع بها البعض من مدربي الدوري المصري . ولا يستند أي منهم لمبررات أو حجج منطقية ولا أبالغ إذا أكدت أن هناك من يسعي وراء الترويج لهذه الأقاويل والأوصاف بهدف الحفاظ علي بقاء سيرة المدرب الفلاني في الصورة حتي إذا ابتعد عن الصورة بشكل أو بآخر. وصف مدرب بالكفاءة الكبيرة يأتي بعد تقييم ما قدمه مع فريقه ومقارنة ذلك مع المقومات المتوفرة له ومدي نجاحه في تحقيق المستهدف في نهاية الأمر وإذا دققنا في تطبيق هذه المعايير سنخرج في النهاية بعدد قليل من المدربين نجحوا في الوصول إلي ما أبعد نقطة ممكنة في ظل الإمكانيات المتوفرة لهم وهم إيهاب جلال في المصري ومحمد عودة في بتروجت وعماد النحاس في المقاولون العرب ومختار مختار المدير الفني للإنتاج الحربي وطارق العشري المدير الفني لحرس الحدود وتاكيس جونيس المدير الفني لدجلة بجانب السويسري جروس المدير الفني للزمالك. وبعيدا عن الحسابات الرقمية والأسماء اللامعة في المسابقة ستجد أن هؤلاء نجحوا في الانتقال بفرقهم من مستوي إلي مستوي مختلف تماما وبالذات مجموعة المصريين وتكفيك نظرة واحدة لما فعله جلال وعودة والعشري ومختار لتتأكد من الكفاءة التدريبية لهم ومدي قدرتهم علي التعامل مع الظروف والأوضاع الصعبة لفرقهم في مقابل أسماء لمعت في سماء الأموال والأرقام الفلكية والإمكانيات الضخمة ولم تقدم جديدا يذكر وسبق لهم ولغيرهم المطالبة بتولي تدريب المنتخب الوطني وقيادته في أكثر من مناسبة . كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء في الملعب ولا علاقة لها بالصوت العالي أو الأرقام أو الأسعار التي نسمع عنها بين الحين والأخر فدعونا لا نلتفت لما يأتي علي ألسنتهم والتركيز مع قصص النجاح الحقيقية في الدوري الممتاز والتي لا ينكرها إلا جاحد لا يري ما يدور في الدوري المصري أو الكرة المصرية وما فعله الأكفاء مع أسماء ومقومات لا تقارن بما توفر له ولغيره من المدربين سواء كانوا مصريين أو محليين. حان وقت منح هؤلاء - وخاصة الشباب منهم - الفرصة المناسبة لقيادة وبناء أجيال جديدة للمنتخبات الوطنية بدلا من إهمالهم بهذا الشكل والاعتماد علي قائمة ثابتة لا تتغير.