فناء الكون أو بقاؤه أصبح في يد شخصين أو ثلاثة علي الأكثر ولم يبق أمامنا سوي المولي عز وجل كي ينقذنا مما نحن فيه.. هذه حقيقة لا تقبل الشك خاصة في ظل ما نراه حالياً من أحداث وتطورات سياسية وعسكرية طفت علي السطح خلال الأسابيع القليلة الماضية ومنها علي سبيل المثال مغامرة ترامب الانسحاب من اتفاقية الصواريخ النووية ورد بوتين الصاع صاعين بتجربة صاروخ نووي مدمر ويهدد البشرية بالفناء كرد فعل طبيعي ومتوقع لهذا الانسحاب والصين تدخل علي الخط وترفض القرار الأمريكي ليعود سباق التسلح النووي في أبشع صوره لينتقل إلي الفضاء الخارجي.. العالم أصبح رهناً لمغامرة شخص أمريكي مختل عقلياً عنصري بغيض وأيضاً زعيم روسي يبيع الأصدقاء قبل الأعداء ولنا في إيران خير مثال يتحالف معها في الصباح علي أرض سوريا ويتفق مع إسرائيل عليها في المساء ليبيعها تسليم مفتاح.. وهكذا يدور العالم في أتون خطير من الصراعات المهلكة والنزاعات الإقليمية والدولية والعقوبات رغم الشراكات التجارية والتحالفات الاقتصادية والشركات متعددة الجنسيات إلا أن هذا كله يتوقف علي من يضرب زر القنابل والصواريخ النووية.. وهناك سيولة سياسية من الأحداث الدولية الأخري خاصة في مناطق الصراع في العالم مثل كوريا الشماليةوإيرانوسوريا وأفغانستان فضلاً عن تنظيمات إرهابية تتحرك خلف الستار لتحقيق أهداف واستراتيجيات الدول الكبري الرامية إلي إعادة تقسيم رقعة الشطرنج التي وضعها مستشار الأمن القومي الأمريكي البولندي الأصل بريجينسكي من قبل من جديد وأقصد بها مناطق النفوذ والثروات والموارد في العالم وإحداث ما يسمي تعديل لميزان القوي في ضوء هذه المستجدات والأحداث وتحويل مناطق الصراعات في العالم لنقل تجارب وميادين لصراع القوي بين الكبار واستعراض للقوة العسكرية.. ولاشك أن هذه الأحداث تحتاج لتدخل المجتمع الدولي بمؤسساته لكبح جماح هذه المغامرات غير المحسوبة من أجل استعادة عرش الدبلوماسية والسيطرة علي هذا السباق الملعون من التسلح الذي لن يرحم أحداً فالكل خاسر ولن يربح أحد الهمة مطلوبة خاصة أن السياسة والتاريخ قادران علي حسم هذه الصراعات.