تترأس مصر الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي في بداية صفحة جديدة في تاريخ علاقات الشراكة والتنمية الشاملة مع دول القارة السمراء خاصة أن الدولة المصرية اهتمت خلال السنوات الماضية بتعزيز أواصر العلاقات مع كافة الدول الافريقية بالاضافة إلي أن السياسة المصرية وضعت قضية السلم والأمن في قارة أفريقيا ضمن أولوياتها في علاقاتها الخارجية وعلي مستويات كثيرة مثل إطلاق عدد من المبادرات الرسمية والأطر التنظيمية والمساهمات الدولية حيث تشارك مصر في 8 بعثات حفظ سلام من أصل 9 بعثات علي مستوي القارة الافريقية في كل من "كوت ديفوار أفريقيا الوسطي الكونغو الديمقراطية الصحراء الغربيةليبيرياجنوب السودان دار فور مالي". ليس هذا فقط بل سعت "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية" منذ أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته أمام القمة ال 23 للاتحاد الأفريقي بمالابو في 2014 إلي تعزيز علاقات التعاون الثلاثي القائمة واستشراف امكانيات التعاون المتاحة مع عدد من الدول المتقدمة وهيئات التنمية االدولية بهدف توفير مزيد من الموارد والدعم للأشقاء الأفارقة من خلال التعاون مع هذه الجهات في التدريب والدعم الفني المقدم من مصر للدول الأفريقية. كما تملك الوكالة المصرية علاقات تعاون ثلاثي مع عدد من الدول وهيئات التنمية الدولية مثل "البنك الإسلامي للتنمية الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية التابع لجامعة الدول العربية وكالة التعاون الدولية اليابانية "الجايكا"". دائما ما تفتح مصر أبوابها للأشقاء الأفارقة في كل المجالات وتستضيفهم في كل الأوقات ولا تتردد في الوقوف بجانب العديد من الدول الأفريقية لكي تتقدم علي طريق الاستقرار والتنمية ولا أحد ينسي دور مصر التاريخي في دعم استقلال 34 دولة أفريقية خلال الفترة من 1952 - 1967 بجانب توثيق الصلات مع زعماء التحرر الوطني. كما استضافت مصر الدورات الثلاث لمنتدي افريقيا بمدينة شرم الشيخ خاصة أن هذا المنتدي يدعم التعاون بين القاهرة وباقي العواصم الافريقية بالاضافة إلي أنه أحد ركائز الاستراتيجية المصرية في التحرك تجاه القارة الافريقية. وتميزت آخر نسخة من المنتدي. التي عقدت في ديسمبر 2018 تحت عنوان "القيادة الجريئة والالتزام الجماعي: تعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية. بعقد يوم رواد الأعمال الشباب لمناقشة تحفيز حركة ريادة الأعمال وتأسيس الشركات الناشئة في القارة وامتدادها الدولي.. مصر برئاستها للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي ستبذل كل ما في وسعها لدعم الوحدة بين أبناء القارة السمراء والشراكة الاستراتيجية من أجل دفع عجلة التنمية في كافة الأرجاء بشكل يحقق طموحات الشعوب الإفريقية في مستقبل أفضل يفتح آفاقاً جديدة للأجيال المقبلة.