هل نحن نواجه مشاكل عادية؟ أسأل بلا رغبة في تهويل أو تبسيط ما نتعرض له من مشكلات.. أنظر إلي ضرورة مجابهة تعاطي المخدرات اليوم أو التصدي للأفكار المتطرفة أو لحل مشكلة البناء علي الأرض الزراعية أو لإصلاح منظومات كانت تعمل بكفاءة ثم اعتلاها الصدأ مثل نظام الايجارات أو العديد من المصالح والهيئات والمصانع.. أو الجهاز الإداري للدولة بشكل عام الذي أصبحت عمليه تطويره معقدة فعلاً وتحتاج آليات جديدة تتناسب مع امكاناتنا وظروفنا وهنا "مربط الفرس" فمشكلاتنا عقدتها ظروف وملابسات عديدة عبر عقود طويلة وضعتنا اليوم في ظرف له خصائص متفردة يحكمه امكانات لا تسمح بالتطوير الشامل بل تفرض حلول بعينها.. پبصراحة من الصعب أن يكون للدولة هذا الدور في مواجهة المشكلات.. وهناك قطاعات ليست ضمن المنظومة الحكومية في الاساس ويفترض أن المجتمع هو المسئول عنها.. فهل يمكن ان تساهم الدولة في تخفيف شروط الزواج عند الأسرة المصرية وتيسير النظرة المجتمعية لمتطلباته مثلاً؟ دعونا نتأمل معاً هذا السؤال أيضا. للدولة دور أصيل في التعامل مع المشكلات الحكومية في ظل غياب كامل يصل لدرجة الغيبوبة لقطاعات ومرافق حكومية.. مما فرض علي الدولة دوراً رقابياً أكبر وإيجاد آليات سريعة وناجزة للتعامل مع الموقف.. فلقد اثبتت السنوات القليلة الماضية قدرتنا علي التعامل بآليات مبتكرة مع مشاكل مزمنة كان لها أكبر الأثر في الوصول إلي نتائج مبهرة.. نعم تعاملت الدولة في مصر خلال المرحلة السابقة مع مشكلات ظننا جميعاً أنه من المستحيل حلها وأنجزنا فيها تجارب مشرقة يشيد بها العالم وتسعي العديد من دوله لدراستها وتطبيقها. پأعترف انني اكتب بشهية مفتوحة لدور أكبر للدولة تستطيع من خلاله برشاقة وامكانات بسيطة وبسرعة مذهلة إحداث نقلات نوعية من خلال التوجيه إلي قطاعات مختلفة بتغيير أساليب قديمة أو بإزالة جزء لا يعمل فقد قيمته وانتهي دوره.. إنه "العلاج والإصلاح والحل" الذي انتظرناه طويلاً وأصبحت الدولة المصرية اليوم مع توافر الإرادة السياسية ورشد الإدارة قادرة علي التعامل معه أكثر من السابق. پخلق ذلك فرصة تاريخية إن أهدرناها فستحاسبنا عليها أجيالنا القادمة.. مصر قادرة علي قهر المخدرات وتجارها.. الجشع وأنصاره.. اليأس وأتباعه.. الإرهاب وسماسرته.. دولتنا ستنهض وتحل المشكلات الاجتماعية قبل الحكومية.. نعم مصر تستطيع أن تشغل علي أرضها شبابها ففي قلب صحرائها يكمن الأمل.. واليوم توافرت كل الظروف لعلاج تيبس مفاصل الدولة فمازالت مصر شابة وجسدها يستجيب بإيجابية شديدة للعلاج.