لا أستطيع أن أقبل كيف يحتفي البعض باستقالة وزير الدفاع الإسرائيلي. لتحسين موقفه في الانتخابات المبكرة التي يسعي إلي جرجرة نتنياهو إليها.. ويعتبرون هذا انتصاراً للمقاومة في غزة بعد كل ما دمر وقتل في هذا القطاع المنكوب بحماس. والنظرة المتأملة.. والفاحصة لمجريات الأمور.. كفيلة بأن تكشف للجميع أن الخلاف بين نتنياهو وليبرمان هو خلاف تكتيكي.. أما الاستراتيجية فهي في النهاية واحدة.. وليبرمان لا يفعل غير انتهاز الفرصة التي سنحت له لكي يدفع نتنياهو إلي إجراء انتخابات مبكرة.. تتحسن فرصه فيها نتيجة معارضته لوقف إطلاق النار علي غزة.. هو خلاف علي كيفية التعامل مع غزة بما فيها.. ومن فيها.. هل يتوقف إطلاق النار اكتفاء بما تم تدميره.. ومن تم قتله.. واستجابة للمبادرة المصرية.. بالالتزام بالتهدئة بين الطرفين.. أم يتواصل التدمير والقتل لفترة أطول.. وبعدها أيضاً ينتهي الأمر بالتهدئة؟!.. الخلاف إذن علي مدة القتل وشدة التدمير.. وليس خلافاً من أجل عيون المقاومة.. ونتنياهو يواجه بقوة الدعوة إلي الانتخابات المبكرة.. ويعلن أن إسقاط الحكومة في هذه الفترة خطأ كبير.. بينما الآخرون يرون الأمر فرصة كبيرة للقفز للحكم!!.. فهل يضطر نتيناهو إلي ما يحاول أن يهرب منه؟!.. ويرضخ للدعوة إلي انتخابات مبكرة؟!.. سنري ما سيحدث.. ولكن في كل الأحوال في رأيي لا يمكن أن نعتبر الخلاف علي مدة استمرار جريمة القتل والدمار الموجهة إلي غزة انتصاراً للمقاومة الحمساوية.. ولا يمكن أن نقارن حجم الدمار والخراب والقتل في غزة بالخربشات التي تحدثها صواريخ المقاومة في إسرائيل. نأتي إلي عنوان هذا المقال بين "غزة".. و"باليرمو".. ونتحدث عن الربط بين الموقعين.. ونقول إن العدو الاثنين واحد تقريباً.. ننظر ماذا فعلت قطر في غزة في محاولاتها لإفشال المصالحة الفلسطينية التي تقوم بها مصر.. وماذا تفعل في ليبيا أيضاً لإفشال الدور المصري.. ولإبقاء الصراع الليبي مشتعلاً؟!! في غزة تفتعل قطر كل مناسبة لتعطيل دور مصر في المصالحة.. وتأجيل خيار هذه المصالحة.. محمود عباس.. رئيس السلطة الفلسطينية يوقف إرسال المرتبات لإجبار قيادة حماس علي الرضوخ لصوت العقل والاستجابة للمصالحة.. وقطر تتآمر مع إسرائيل علي إدخال تسعين مليون دولار لحماس لتدفع مرتبات موظفيها وتخرج لسانها لأبي مازن.. ولا يستحق سفير قطر الذي أوصل الرشوة إلي حماس غير ضرب النعال. وقذف سيارته بالحجارة. وهو خارج من غزة إلي إسرائيل التي جاء منها. في باليرمو.. ذهب أطراف التآمر علي ليبيا وعلي الدور المصري.. قطروتركيا.. يستعدون لمزيد من التآمر والحصول علي قرار بنزع ملف توحيد الجيش الليبي من مصر.. ولكن مصر بتواجدها علي أعلي مستوي ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي. تحبط المخطط القطري التركي في المؤتمر.. ويرفض الرئيس السيسي أن يشارك ممثلو الدولتين المتآمرتين علي مصر وليبيا في الاجتماع.. فلا يكون أمامهما غير الانسحاب خزياً وكمداً.. ويرفض المشير حفتر أيضاً أن يتساوي مع الجالسين علي المائدة من قادة الإرهاب في ليبيا. الذين للأسف دعتهم إيطاليا توسيعاً للمشاركة برغبة حكومة السراج التي لا تملك غير التحكم في كيلو مترات من طرابلس.. والتحكم في أموال البنك المركزي الليبي التي تقدم لليبيا لصوصاً كل يوم يصبحون مليونيرات. كما أعلن د.غسان سلامة. ممثل الأممالمتحدة.. بل أيضاً كما أعلنت منذ أيام خمسة بنوك أوروبية أنها أفرجت عن نحو ستة مليارات من الدولارات من أرباح أموال ليبيا بالتحايل علي قرار تجميد الأموال الليبية بدعوي أن التجميد لم يشمل أرباح الأموال المجمدة.. لتذهب هذه الأموال إلي جهات مجهولة. ولا يُعْرَف إلي جيوب مَن دخلت؟!.. لتَصْدُق مقولة د.غسان: إن ليبيا تُحْرَق وتُقْتَل يومياً بأموالها. إن تاريخ الشعب الليبي سيسجل لكل من تركياوقطر دورهما التآمري ضد مصالح الشعب الليبي. ولصالح جماعات الإرهاب والغدر والخيانة.. وضد دول الجوار. وعلي رأسها مصر.. ولابد أن هذا الشعب سوف ينتصر في يوم ما.. ندعو الله أن يكون قريباً.. ويخرج من مأساته.. ويضع هاتين الدولتين في المكان اللتان تستحقانه كدولتين تآمرتا علي هذا الشعب.. وأسهمتا في دماره وقتل أبنائه. والتآمر علي جيرانه.. والتاريخ لا يرحم.