ترتبط مصر وروسيا بعلاقات تاريخية تمتد لحوالي 75 عاماً.. علاقات وروابط تزداد قوة ومتانة من يوم لآخر.. مشاريع عملاقة جديدة واستثمارات مشتركة وشراكة استراتيجية في كافة المجالات الحيوية.. عصر جديد ينطلق في العلاقات بين القاهرة وموسكو حيث كشفت الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسي لروسيا ولقاءاته بالرئيس فلاديمير بوتين وكبار المسئولين الروس عن متانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين التي ستحقق طفرة واضحة خلال الفترة المقبلة بعد اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها خلال تلك الزيارة التاريخية التي تناقلتها كافة وسائل الاعلام العالمية وسلطت الضوء علي خطاب الرئيس التاريخي أمام مجلس الفيدرالية الروسي. لا شك أن الأجواء الودية التي دارت فيها قمة سوتشي في روسيا كشفت عن مدي الود والتقارب في وجهات النظر بين القيادتين السياسيتين والذي يعتبر ركيزة أساسية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.. ويأتي مشروع محطة الضبعة النووي لإنتاج الطاقة الكهربية علي رأس المشروعات المشتركة التي تهتم بها الدولتان.. وتم تأكيد الاتفاق علي أن يبدأ عمل أول ومفاعل نووي في 2022 وفي هذا المشروع العملاق سيتم استخدام مفاعلات من الجيل الثالث طبقاً لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا.. قمة سوتشي ركزت أيضا علي اقامة المنطقة الصناعية الروسية في منطقة شرق بورسعيد وزيادة الاستثمارات الروسية في مصر خلال الفترة المقبلة. عودة السياحة الروسية إلي المنتجعات السياحية المصرية كان من أول الملفات التي تم بحثها خلال الزيارة وسنري خلال الفترة المقبلة استئنافاً للرحلات السياحية الروسية إلي مصر بعد تأكيد القيادتين السياسيتين علي تذليل كافة العقبات التي كانت تقف أمام هذا الملف حيث كشفت مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط بوغدانوف أن موضوع السياحة مهم للغاية للروسيين الذين يستمتعون بقضاء العطلات في مصر. خاصة في فصل الشتاء وخلال عطلة رأس اسنة علي الشواطئ الدافئة للبحر الأحمر وقال بوغدا نوف إنه مكان فريد من نوعه. ولا يوجد بديل لمصر في فصل الشتاء.. هذه التصريحات تكشف أن ملف عودة السياحة الروسية سيشهد انطلاقة حقيقية خلال الأيام المقبلة. ولم تتجاهل هذه القمة التاريخية العلاقات الثقافية بين البلدين حيث تم الاتفاق علي اعلان "2020" عاماً للثقافات الروسية المصرية لدعم أواصر العلاقات بين الشعبين. هذه الصداقة الحقيقية والشراكة استراتيجية بين القاهرة وموسكو تزداد عمقاً ومتانة يوماً بعد يوم مما يتيح تحقيق العديد من الانجازات والمشاريع المشتركة خلال الفترة المقبلة ولا ننسي التقارب في وجهات النظر بين الزعيمين حول مختلف القضايا الدولية والاقليمية يساعد علي توحيد الآراء والبحث عن حلول حقيقية لكافة النزاعات والأزمات الاقليمية ودعم عملية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.