** عندما عزمت الحكومة علي إدخال خدمة مترو الأنفاق.. إلي قاهرة المعز العريقة.. اختارت النموذج الفرنسي.. سواء في العمل التمهيدي لإقناع الجمهور.. بالخطوة المهمة التي تأخرت كثيراً أو عندما اختارت شركة فرنسية لإدارة الخط الأول "المرج - حلوان".. وبالتالي وضعت فرمانات تفصيلية.. للتعامل الجماهيري مع الخدمة الجديدة.. وغرس تقاليد مختلفة عن السارية المفعول.. بالنسبة لوسائل النقل العام الحالية والتي ادخل عليها المترو.. ونستطيع تلخيصها في قطارات الضواحي.. وأتوبيسات النقل العام.. والترويلي باص.. وأقدمها وربما الأبطأ.. الترام قبل الاستغناء عنه الترام.. وكان النموذج المنافس.. من حيث السرعة ونوعية الراكب وانتظام الخدمة واستقرار العلاقات الطيبة بين الجمهور المستخدم والسائقين والمحصلين.. مترو مصر الجديدة.. بتقاليد راسخة.. قريبة من سكة حديد كوبري الليمون - المرج - شبين القناطر.. التي ادمجت في الجزء الشرقي للخط الأول.. الذي عبر منطقة وسط البلد "بثلاث محطات نفقية" لينضم لمسار قطار حلوان صاحب التاريخ المجيد.. مزدوج الخدمة.. فهو يمر بضاحية الأثرياء المعادي.. ويصل إلي حلوان قلعة الصناعة الشامخة.. أكبر تجمع للطبقة العاملة في البلاد من خلال مصانع.. تحول بها ركن فاروق.. والحديقة اليابانية.. وحمامات الاستشفاء إلي الدرجة الثانية من حيث الاهتمام.. لكنها امتزجت بجامعة حلوان "خامسة الجامعات الحكومية العريقة بعد القاهرة والإسكندرية وعين شمس وأسيوط".. واتحد القطارات المرج - حلوان في مترو متعدد المحطات.. يقطع المسافة الأكبر في 45 دقيقة.. بعد انفصال خدمة شبين القناطر واستقلالها وضم المرج الجديدة إلي الخط الأول الذي انتظر الجميع الحكم عليه.. متمنين له النجاح.. ووصفوه بالهرم الرابع. ** نعم نجح النموذج الفرنسي.. في قاهرة المعز.. ليتفق الجميع.. نعم أصبح لدينا الحل المتكامل للتكدس المروري للمركبات فوق الأرض.. يسحب أعداداً كبيرة منهم إلي الانتقال لقضاء مصالحهم وأعمالهم.. في الوسيلة السحرية.. التي تجاوز تأثيرها فيما بعد "بإنشاء الخطين الثاني والثالث.. بمحطات أكثر تحت الأرض.. أحدها من شبرا الخيمة إلي الجيزة.. وآخر من العتبة إلي العباسية ومدينة نصر ومصر الجديدة.. مع استكماله إلي المطار وإمبابة.. بالإضافة إلي خط رابع.. يصل إلي العاشر من رمضان.. ويخدم إمبابة والزمالك.. لتصبح لدينا الشبكة الأكبر في مترو الأنفاق.. الأكثر إقبالاً.. والأعلي ربحية.. أثرت بالفعل علي وسائل عريقة بعضها انصرف في وقت مبكر "التروللي باص" ثم تلاه الترام التاريخي ونزعت قضبانه وأسلاكه.. حتي في مصر الجديدة ليصل الإلغاء "عملياً" إلي مترو مصر الجديدة الذي كان أبرز العوامل الإيجابية في صنع مكانة الضاحية الأولي للقاهرة.. بغزو علمي للظهير الصحراوي تجاوزت المدينة حرم مطار القاهرة الدولي.. وتلتحم بالفعل مع طريق السويس والإسماعيلية. ** كما اعتبر خبراء النقل.. تذكرة المترو.. عقداً اجتماعياً مع ركاب يزداد عددهم ودرجة ثقتهم.. بالمبادرة بترك سياراتهم الخاصة.. أمام محطات المترو القريبة.. يدفعون لسائس المحطة.. أمراً للانتظار ثم تضاعفت تذكرة المترو ومازالت بعيدة عن التكلفة الحقيقية وأدي الحراك المجتمعي للجميع للبروتوكول الفرنسي "تحدثوا عن تذكرة المسافات المتعددة وذكرهم البعض بإمكان استخدامها لوسائل نقل جماعي أخري.. تلتقي مع خدمة المترو". ** هذه الإطلالة علي أوضاع مترو باريس.. ومدن أوروبية أخري زارها المصريون واستمتعوا بخدمة المترو.. مفيدة لوضع التصور النهائي للتعامل مع أهم وسيلة للنقل الجماعي ومناسبة العلاج مشكلات يعانيها الخط الأول وخدماته.. بالمقارنة بتطورها للأمام في الثاني تم القفزة في الثالث.. وبالفعل.. بعد الاستغناء عن خدمات الشركة الفرنسية.. زادت حدة المخالفات.. وربما اللامبالاة.. أصبح من الممكن أن نشاهد داخل عربات الخط الأول.. ما سبق رفضه من حمولات يصعد بها الراكب المراوح معطلة غالباً لا يوجد تكييف.. المقاعد عبارة عن ألواح بلاستيكية.. وليست جلدية.. كما نري في الخطوط العالمية.. ومحدودة العدد عن استيعاب العدد الأكبر من الركاب.. ناهيك عن تواجد الباعة داخل العربات.. ووصول هذا الوضع السيئ إلي عربة السيدات.. بالإضافة إلي الفوضي العارمة خارج المحطات.. والتي يقودها ببراعة.. رعاة الباعة الجائلين.. وما يتحدثون عنه تأجير المساحات لهم خارج المحطة.. وكذلك شياطين التوك توك.. الذين استباحوا المكان لحسابهم.. وسدوا المنافذ علي المشاة وأصحاب السيارات مستخدمي الشارع.. بالإضافة إلي طوابير الميكروباص وسيارات "الثمن" المنافسة وتنظيم حركة الركاب معهم بصعوبة بالغة.. تفتح الباب أمام المسئولين في المرور وشركة المترو.. لتوصيف حركة النقل العام.. والخاص لتتكامل خدمة المترو ضمن منظومة النقل العام.. كما هو متبع في مترو باريس وبرلين ولندن.. وغيرها من المدن العريقة.. التي اعتمدت من اليوم الأول للخدمة.. التذكرة عقداً اجتماعياً مع الراكب.. وتحرص علي فتح باب الحوار عند الحاجة.. وتعديل الخدمة للأمام.. ومرحباً بالخطوط القادمة لمترو الأنفاق.. والتأييد الكامل لحملات الانضباط في محطات وخطوط تشكل انجازاً حضارياً غير مسبوق.