عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بنفس راضية" قمة في الأممالمتحدة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. لمناقشة التجارب والأسلحة النووية. وفي الوقت نفسه ندد غاضبا بالتقارير التي تفيد بأنه سعي إلي عقد اجتماع مماثل مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. يعكس هذا التفاوت نهج ترامب الشخصي للأسلحة النووية فهو يحتضن هؤلاء القادة الذين يمجدونه بصفته صانع الصفقات. من الصعب تفسير قراره برفض الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة" قائلا إنه أسوأ صفقة علي الإطلاق. مع تبني عملية نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية التي لا تفرض أي متطلبات علي الإطلاق. لكن إذا كان ترامب يعطي الأولوية لمشاعره حول تفضيلاته السياسية. فنجد أن الإجراءين منطقيان إلي حد كبير. النهج الشخصي نحو الدبلوماسية الذي يراعي كل حالة علي حدة. ليس بالضرورة أسلوبا سيئا. لكن عندما يتعلق الأمر بالجهود العالمية للسيطرة علي انتشار الأسلحة النووية. فإن اسلوب ترامب المتناقض في التعامل مع البلدين يمثل تهديدا قاتلا. تتطلب دبلوماسية منع الانتشار النووي تعاونا مستمرا بين جميع القوي المهمة. حتي في حالة عدم توافق المصالح. كما يتطلب استبعاد المصالح الجانبية دعما للمصالح الأوسع نطاقا. العقوبات القوية التي فرضت علي إيران قبل خطة العمل المشتركة وتلك التي فرضت علي كوريا الشمالية مسبقا. تُظهر قيمة الدبلوماسية غير المتغيرة. أما الآن. قام ترامب بالتراجع عن اتفاق تم التفاوض عليه بعناية بينما أعلن حلاً لمشكلة أخري مماثلة بعد قمة واحدة. لهذا من غير المحتمل أن تقوم الصين وروسيا بفرض عقوبات مستقبلية علي إيران أو كوريا الشمالية حيث إن النتيجة قد تكون انهيارا لدعم جهود الولاياتالمتحدة لوقف الانتشار النووي. لم يصدق العالم التأكيد الأمريكي حول أهمية منع الانتشار النووي. فإن النظام الأمريكي الذي دافع بكل سرور عن غزو العراق لوقف برنامج الأسلحة النووية الذي لم يكن موجودا من الأساس. ويعارض الأن برنامج إيران النووي. هو نفسه النظام الذي يتجاهل ترسانة إسرائيل النووية. كما جادل النظام ذاته في وضع استثناء للهند علي الرغم من رفضها التوقيع علي معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. من ناحية أخري. يشير العديد من المنتقدين إلي أن الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي قد تخلي عن برنامجه للأسلحة النووية مقابل ما كان يعتقد أنه ضمانات أمنية بريطانية وأمريكية. إلا أنه تم إسقاطه بدعم من القوات الجوية البريطانية والأمريكية. إذا نظرنا إلي كل حالة علي حدة. فإن الهند وإسرائيل كانتا بالفعل قوي نووية بحكم الواقع وقت معاهدة عدم انتشار النووي. ورفضتا التوقيع عليها. هذا يختلف إلي حد ما عن كوريا الشماليةوإيران في الوقت الحالي. وربما لم يكن القذافي قد انتهي علي الأرجح من بناء القنبلة النووية. فلماذا تم وعده بالحصانة من أية أفعال منافية للقانون. كما يسأل الكثيرون. هذه التناقضات لم تغير علي أي حال الإحساس العام بأن الدول المسئولة مثل اليابانوكوريا الجنوبية. يجب ألا تحصل علي أسلحة نووية وأنها إذا قامت بأي محاولة للقيام بذلك. فإن النتيجة ستكون العزلة الدولية. استمر هذا النهج حتي جاء ترامب. ففي حملته الانتخابية كثيرا ما أدلي بتصريحات تشير إلي أنه لن يكون أمرا سيئا إذا قامت اليابان أو كوريا الجنوبية ببناء قنبلة نووية. يميل ترامب إلي إثارة الاحتمالية كرد فعل دفاعي كلما تعرض لانتقادات. ولكن من الواضح أيضًا أنه لا يؤمن بالقواعد.