بعد اندلاع حرب السادس من اكتوبر بأيام تم عقد اجتماع في العاصمة الكويتية وترتب علي الاجتماع صدور قرار بتخفيض نسبة الإنتاج خمسة بالمئة شهريا مع قرار رفع أسعار النفط. وبعد يومين من صدور هذا القرار قام الرئيس الأمريكي نيكسون بالمطالبة بتقديم مساعدات لإسرائيل مقدارها اثنان مليار ومائتا مليون دولار فانتفضت الدول العربية والنفطية وقامت بتفعيل قرار حظر الصادرات النفطية للولايات المتحدة فنجمت عن ذلك أزمة طاقة في أمريكا وبعد ذلك أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بوقف القتال والنزاع الحربي الدائر ابتداء من صباح اليوم الثاني والعشرين من شهر أكتوبر عام 1973م ووافقت مصر علي القرار وبدأت بتنفيذه في نفس اليوم الذي صدر فيه إلا أن الجانب الإسرائيلي اخترق القرار ولم يوقف إطلاق النار فأمهله مجلس الأمن الدولي يوماً إضافياً يلزم بموجبه جميع أطراف الحرب علي وقف إطلاق النار أما سوريا فلم ترضخ لهذا القرار. فباشرت البدء بحرب جديدة مع إسرائيل تحمل اسم حرب الاستنزاف وكان الهدف من هذه الحرب الضغط علي العدو الإسرائيلي والصمود بوجهه لحين استعادة هضبة الجولان. ودارت الحرب لمدة وصلت اثنين وثمانين يوما تمكن الجيش السوري خلالها من تحقيق انتصارات. ومع حلول أواخر شهر مايو عام 1974م جاء القرار الصارم بوجوب وقف القتال. وفض النزاع الدائر بين سوريا وإسرائيل وألزم مجلس الأمن إسرائيل علي التنازل عن مدينة القنيطرة وبعض من الأراضي التي كانت قد احتلتها في حرب 1967 علي الرغم من مرور ثلاثة وأربعين عاما علي حرب أكتوبر إلا أننا لا نزال نشعر بمذاق وحلاوة الانتصار.. أما الذي ضاع منا علي امتداد هذه السنوات الطويلة فهو المعني.. معني انتصارنا علي أنفسنا وهذا ما نحتاج أن نبحث عنه ونستعيده.. كل عام ومصر وجيشها وشعبها بكل خير.