نقاط كثيرة.. علي حروف كثيرة أيضاً. وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه الأخير في ندوة القوات المسلحة.. مرتجلاً طول الوقت.. ومرتباً في ذهنه ما يريد أن يقوله.. متكلماً من القلب.. ليدخل حديثه إلي قلب وعقل وفكر كل مصري مخلص لبلده. ونستطيع باستعراض الخطاب أن نخرج منه بعشرات من رءوس الموضوعات والعناوين التي تحدد بوضوح فكر هذا القائد الذي وهبه اللَّه سبحانه وتعالي. لوطننا العزيز في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن. فأنقذه من هاوية سحيقة كانت عصابة الإخوان الإرهابية تمسك بتلابيبه لتجره إليها.. عكس إرادة هذا الشعب.. وثقافته. ووعيه. وتاريخه.. وتولي الرئيس السيسي قيادته لينقذه من تداعيات يناير 2011.. التي حطمت دولاً أخري إلي جوارنا. تحدث الرئيس عن التاريخ القريب منذ 1967.. والهزيمة المريرة التي عشناها حتي تحقق النصر في 1973.. كان يتحدث حديث المؤرخ والمحلل معاً لتلك الفترة من تاريخ مصر.. ويؤكد أن ما حققه جيش مصر في حرب أكتوبر 1973 كان معجزة بكل المقاييس.. فقد خاض الجيش هذه الحرب وسط ظروف بالغة الصعوبة.. دولياً. وعسكرياً. ومحلياً.. ولم تكن قوة الجيش في ذلك الوقت من أسلحة وعتاد أو طائرات تعادل قوة العدو.. الذي كان متفوقاً في عتاده وتسليحه وطائراته.. وكانت أمريكا وراءه.. تضمن له هذا التفوق.. وخاصة في طيرانه.. ولكن مصر بفضل اللَّه.. وبفضل تخطيطها الجيد.. وبفضل الجندي والمحارب المصري.. استطاعت أن تهزم العدو.. وأن تذيقه الخسائر في البشر والعتاد.. ليعرف أن ما حدث في 1967 كان استثناءً في تاريخ هذا الوطن.. وتاريخ جيشه.. وأن يستجيب بعد ذلك إلي السلام. ويُخلي الأرض لأصحابها.. لأن الجيش الذي حقق النصر في عام 1973 قادر علي تكرار نفس النصر مرة أخري. تحدث الرئيس عن الحرب المستمرة.. والمعركة التي لم تنته بعد.. فالحرب فرضت علي مصر.. والعدو يتخفي بيننا.. ويعيش بقتلنا.. والجيش المصري يواجه القتلة.. ويحقق الانتصار عليهم.. ومصر في نفس الوقت تمضي في التنمية.. وهي تواجه استنزاف الحرب المعلنة عليها.. ولكن هذا كله يحتاج وعياً كاملاً.. بأهمية المواجهة وخطورة ما نواجهه.. نحتاج وعياً غير منقوص.. لأن الوعي المنقوص يشارك في الحرب المعلنة علينا.. وعندما يتحقق الوعي الكامل بخطورة المعارك التي نواجهها.. سوف نتغلب معاً علي كل ما نواجهه من تحديات. وما طرحه الرئيس السيسي في شأن الوعي المنقوص هو تحدي لنا جميعاً.. في كل أجهزة الإعلام.. في كل الأحزاب.. في الجامعات ودور العلم.. في كل دور العبادة.. باختصار الجميع الآن مطالب بإدراك حقيقة الحرب المعلنة علينا.. والتي كتب علينا أن نخوضها ونحن نواجه معارك التنمية والإصلاح الاقتصادي.. والجميع مطالب بأن يشارك بقدر جهده في المواجهة.. والجميع مطالب بأن يعي حجم الجهد المبذول في بناء الدولة المصرية. التي وعد الرئيس السيسي بأن تكون دولة جديدة في 30 يونيو من عام 2020.. ولا شك أن الرئيس السيسي يعني بهذا الانتهاء من المشروعات القومية للبنية الأساسية من طرق وكهرباء ومياه وصرف صحي واستصلاح للأراضي وزيادة الرقعة الزراعية وبناء عشرات المدن الجديدة.. والعاصمة الإدارية الجديدة.. والانتهاء من مشكلة العشوائيات.. وترسيخ النظام التعليمي الجديد.. والانتهاء من علاج مصابي فيروس "سي".. وإعلان مصر خالية من هذا المرض.. وتحقيق مراحل إضافية في التأمين الصحي.. وتحقيق الاكتفاء الذاتي من البترول ومشتقاته.. وتعظيم الدخل من تصدير الغاز.. ومواجهة مشكلة الزيادة السكانية.. ومشكلة نقص المياه.. وتنمية سيناء وربطها بالوادي عبر الأنفاق وخطوط السكة الحديد الجديدة من العين السخنة إلي العلمين.. وربما أيضاً من نويبع إلي العلمين.. وتطوير وتجديد السكة الحديد.. ومشروعات مترو الأنفاق. باختصار مئات المشروعات التي ستغير وجه الحياة في مصر.. وتجعل منها بحق دولة جديدة كما وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي. ولا شك أن حديث الرئيس في ندوة القوات المسلحة. ثم تصريحاته بعد ذلك للوفد الصحفي الكويتي تحمل إلينا الكثير مما ينبغي أن نفيض في الحديث عنه واستيعابه.. وتقصر المساحة اليوم عن استيعابه.. وخاصة كلماته عن أحداث يناير 2011. وقوله عنها إنها كانت "علاجاً خاطئاً لتشخيص خاطئ".. ثم كلماته عن عصابة الإخوان الإرهابية.. وأنه لا مكان لهم بيننا طالما بقي الرئيس في الحكم.. وإن شاء الله يبقي حتي لا تقوم لهذه الجماعة الإرهابية قائمة.. وللحديث بقية إن شاء الله.