مازلت أتذكر شعوري بالفخر والعزة وأنا أستمع إلي البيانات العسكرية واحدا تلو الآخر في أكتوبر 1973 وتستحضرني روح البهجة والفرح التي كنا نعيشها أنا وأصدقائي وأهلي ابتهاجا بكل نصر تحققه قواتنا المسلحة التي حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر واستعادت الكرامة والأرض.. وكان مشهد العبور قبل 45 عاما. من أروع المشاهد. ودرسا لا يجب أن ننساه. ولا أن نفرط في تاريخنا. ولكن علينا أن نستفيد منه في المستقبل. وبالتالي ونحن ننظر للمستقبل علينا أن نتعرف علي أحد أهم دروس العبور وهو وقوف الشعب المصري بكل فئاته وطوائفه خلف قواته المسلحة تحت شعار "لا صوت يعلو علي صوت المعركة" وكانت الروح السائدة هي الانتماء والتعاون وكان الحب سائدا بين الجميع تحت هدف واحد واضح هو تخطي الهزيمة إلي النصر. وقد كان بفضل الله وأبطال مصر البواسل الذين صنعوا بطولات تقترب من الأساطير. وما يجب أن نعيه ونستوعبه في ذكري أكتوبر المجيد أنه لا مستحيل أمام إرادة الشعب. وها هي قواتنا المسلحة وقوات الشرطة تقترب من تطهير سيناء مما لحقها من براثن الإرهاب الأسود خطوة بخطوة مع التنمية الشاملة والمستدامة.. وفي ذكري عبور المانع المائي والساتر الترابي باستخدام أقوي الأسلحة وأمكر الخدع تواصل مصر العبور بالتنمية عبر أنفاق الخير إلي سيناء لتربط الغصن بالأصل وافتتاح أنفاق ومدن جديدة ومشروعات عملاقة وتنمية مستدامة وحائط صد بشري في سيناء. كلمة فاصلة: الأمر المهم الذي يجب التركيز عليه في هذه الفترة هو أن يعلم الأبناء والأحفاد تاريخ وطنهم الحقيقي وكيف عانت الأجيال السابقة من ويلات الحروب والدمار ورغم ذلك حققوا أعظم انتصار في تاريخهم بدلا من انشغالهم بأمور وفضائح كروية تافهة وأفلام سينمائية رديئة تزرع فيهم قيماً غريبة علي مجتمعنا ولا تساوي شيئا أمام بطولات الجندي المصري خير أجناد الأرض.