وجهة نظر

التعليم.. والمجتمع المدني

كتبت الأسبوع الماضي عن دور الأسرة في انجاح منظومة التعليم الجديدة التي يقودها وزير التربية والتعليم. وللحقيقة لمست ردودا إيجابية جعلتني اعاود الكتابة عن هذه التجربة الجديدة علي مصر لتطوير التعليم وبعدها قرأت تصريح اليونسكو "أن النظام التعليمي الجديد في مصر لرياض الأطفال والابتدائي هو المعمول به في أمريكا وأوروبا والوزير طارق شوقي طبقه في 17 دولة عندما كان يعمل في "اليونسكو".
ولا ينكر أحد أن لدينا مشاكل متراكمة ومتعددة منذ أعوام كثيرة وخاصة فيما يخص المدارس المتهالكة والكثافة وقلة عدد المدارس وتعدد الأنظمة التعليمية ويجب العمل فوراً علي حل هذه المشاكل تدريجياً. إلا أن هذا لا يبرر أن يسارع أصحاب المصالح ومصاصو دماء الأهالي في تسليط الضوء علي السلبيات فقط والترويج لها دون الإشارة إلي أي إيجابيات.
ولفت نظري إلي أن الفاسدين والخائفين علي "السبوبة" الي اعتادوا عليها منزعجون جداً ونشروا لجانهم الالكترونية علي مواقع التواصل الاجتماعي للتشكيك ونشر الفيديوهات المفبركة وصور لتلاميذ يفترشون الأرض في بعض المدارس غير الملتزمة وأيقنت بعدها أن الفساد لا يرغب أن يسمح للمنظومة الجديدة بالنجاح.
وبما أن مصر في مرحلة بناء والبناء يحتاج إلي تكاتف الجميع تبرز أهمية المشاركة المجتمعية كضرورة قصوي في هذه المرحلة حيث لا يمكن أن يتحقق التعليم الجيد للجميع في ظل الموارد الحالية إلا بمشاركة فعالة لا تكتفي بالمساهمة بالموارد فقط ولكنها يجب أن تتعدي ذلك إلي صياغة الفكر. وتشكيل الثقافة التي يمكن أن تسمح بتحقيق التعليم الجيد.
كلمة فاصلة :
كلي أمل أن يكون لدينا مجتمع قادر علي التعليم والتفكير والابتكار. وتحقيق الحلم الذي نسعي من خلاله إلي ضمان مستقبل مختلف لأبنائنا. وهذا لن يتحقق إلا بمشاركة ومساهمة ودعم الجميع وبالتالي فمن الضروري اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل عمل المجتمع المدني ليقوم بدوره علي الوجه الأكمل.