عقل الإنسان يكسب مرونته من بروتينات وفيتامينات الأفكار. ومتي فكر الإنسان واستعمل عقله كان ذهنه صافياً نقياً. كما الأنهار الجارية. ومتي استسلم العقل للخنوع. أصبح خاملاً وفقد لياقته. إذا احتاج أي شخص لتجربة شيء جديد في حياته يُقال له.. عليك أن تفكر قبل أن تجرِّب.. وإذا وقع أحد في مشكلة يبدأ التفكير للبحث عن حل لها.. الموظف يفكر في طرق جديدة ليطور بها نفسه وعمله.. وصاحب العمل يفكر في طرق ليطور الشركة.. الأهل يفكرون دائماًَ في حياة أفضل لأبنائهم.. والأبناء يفكرون في دراستهم وأعمالهم.. جميعنا يفكر.. كل منَّا بمجاله واختصاصه.. لكن هل تساءلنا يوماً ما هو التفكير؟.. ببساطة يمكن تعريف التفكير بأنه عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير. يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة. وهو فهم مجرد كالعدالة والظلم والحقد والشجاعة لأن النشاطات التي يقوم بها الدماغ عند التفكير هي نشاطات غير مرئية وغير ملموسة. وما نلمسه في الواقع ليس إلا نواتج فعل التفكير. "أنا أفكر إذن أنا موجود". تلك المقولة التي إن دلت فإنما تدل علي أهمية التفكير في حياة الإنسان. ومدي تأثيره علي وجود الإنسان من عدمه. فلا شك أن تدبر الإنسان فيما حوله. وعدم جعله يمر مرور الكرام أمام عينيه أمر غاية في الأهمية. وإنما أصحاب العقول العاملة هم من يسعون إلي تطوير فكرهم. ويسعون نحو الطرق التي تساعدهم علي تبني أسس التفكير السليم. فبناء المجتمعات إنما يقوم أساساً علي عقول أبنائها. وكلما زادت قيمة الفكر السليم في مجتمع ما. وزاد من يسعون إلي تصحيح أفكارهم كان المجتمع متقدماً عن غيره.