حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه رئاسة مصر في يونيه 2014 عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية. علي المشاركة في جميع دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ورئاسة وفد مصر في اجتماعات الشق رفيع المستوي من هذه الدورات. حيث عقدت الجمعية العامة 4 دورات خلال الفترة الرئاسية الأولي للرئيس السيسي. في شهر سبتمبر من كل عام. شارك فيها جميعاً وألقي خلالها خطباً رسمية كان أهمها خطاباته الأربعة أمام جلسة الجمعية العامة. والتي تمثل كلمة مصر الرسمية في المنظمة الدولية. إضافة إلي كلماته وخطبه في عدد من المؤتمرات والقمم الأخري التي عقدت بمقر الأممالمتحدة خلال فترة انعقاد الجمعية العامة. كما عقد خلال وجوده في نيويورك عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء ومسئولين وإعلاميين من جميع قارات العالم خلال حضوره لهذا الحفل العالمي الكبير. وبذلك يكون الرئيس السيسي هو أول رئيس مصري شارك في "5" دورات متتالية للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد اتسمت مشاركات الرئيس الأربع خلال الفترة الرئاسية الأولي بعدد من السمات من بينها: 1- الإدراك الكامل لأهمية هذا المنبر العالمي لمخاطبة المجتمع الدولي بكامله. والتواصل معه. وعودة صوت مصر علي أعلي مستويات القيادة إلي منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. تأكيداً لاهتمام مصر بدور المنظمة الدولية وضرورة تعزيزه واستعادة تأثيره في النظام الدولي علي الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. خاصة في الفترة الراهنة التي يمر فيها النظام العالمي بتغيرات متتالية في توازن القوي. وطبيعة ونمط العلاقات الدولية. كما يواجه المجتمع الدولي أشكالاً من التحديات المشتركة التي تهدد السلم والأمن والحياة علي الكرة الأرضية مثل قضايا الإرهاب. واللاجئين. والتغيرات المناخية. والأزمات الاقتصادية. وانتشار ثقافات العنف والتطرف علي نحو يتطلب تعاوناً دولياً كاملاً. لا يوجد أفضل من المنظمة الدولية وأجهزتها لتنسيقه والقيام به. 2- إن مشاركة الرئيس السيسي في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة هي رسالة إعلامية إلي شعوب العالم. بقدر ما هي رسالة سياسية ودبلوماسية. فالملايين في أنحاء العالم تتابع وقائع اجتماعات الجمعية العامة وما يدور فيها. لذلك فإن الرئيس لم يكن في هذه المشاركات يخاطب الحاضرين في القاعة الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة - رغم أهميتهم - وإنما كان يخاطب من خلالهم كل شعوب العالم. الأمر الذي يختصر الكثير من الجهد في نقل صورة مصر وحقيقة مواقفها إلي الرأي العام الدولي. وبالفعل. حرص الرئيس السيسي في خطاباته. بدءاً من الخطبة الأولي في 2014/9/24 علي شرح حقيقة ما حدث ويحدث في مصر من تطورات. وطبيعة ما قام به الشعب المصري من تحولات تخلص خلالها من قوي التطرف والظلام. واستعاد مسيرته المعتادة في ركب الحضارة الإنسانية. وقد أدت كلمات الرئيس بالفعل - آنذاك - إلي تفهم دولي لما يدور في مصر من خطوات علي طريق بناء دولة مدنية وتحقيق السلام والاستقرار. وبدء عملية شاملة للتنمية والإصلاح الاقتصادي الاجتماعي الشامل في البلاد. وهكذا. في كلمات وخطب الرئيس الأربعة أمام الجمعية العامة حرص علي شرح سياسات مصر الداخلية والخارجية. في مكافحة الإرهاب. وفي التعاون البناء مع شركائها في المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا والعالم كشريك من أجل السلام والاستقرار والتقدم لكل الشعوب. والمساهمة في حل المشكلات والأزمات الراهنة التي تخلف المآسي وتعوق سعي الشعوب لحياة كريمة. كما حدد الرئيس في كلماته دائماً موقفاً واضحاً لمصر إزاء مختلف القضايا العالمية. كل تلك المواقف كانت بمباثة رسائل سياسية - دبلوماسية - إعلامية أحدثت تأثيراً مهماً ووضعت الرأي العام الدولي في صورة مصر الحقيقية ومواقفها وسياساتها. ولعل مطالعة خطابات الرئيس الأربعة ومقارنتها تكشف مدي الاتساق الفكري والسياسي. وثبات المواقف والمبادئ التي عبر عنها الرئيس بشأن سياسة مصر تجاه مختلف القضايا والشئون الداخلية والخارجية. 3- إن الرئيس السيسي يستثمر وجوده في نيويورك لعقد عدد كبير من اللقاءات والاجتماعات الجماعية والثنائية مع قادة وزعماء من مختلف قارات العالم وكذلك مع العديد من المسئولين في المنظمات الدولية وممثلي الدول في اجتماعات المنظمة الدولية. * إن وجود الرئيس السيسي في نيويورك لم يقتصر علي اجتماعات الجمعية العامة فقط. ولا ايضا اللقاءات الثنائية علي هامش هذه الاجتماعات. ولكنه شمل حضوره للعديد من القمم العالمية التي عقدت في تلك الفترات وكان رئيساً لبعض هذه القمم ومن بينها: * في الدورة 70 للجمعية العامة "سبتمبر 2015": شارك الرئيس السيسي في "قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015" التي حضرها عدد من رؤساء الدول والحكومات. كما شارك الرئيس السيسي خلال نفس الدورة في "قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف" التي دعا إليها الرئيس الأمريكي - آنذاك - باراك أوباما. في الدورة نفسها شارك الرئيس في القمة التي دعا إليها الرئيس الصيني "شي جين بينج" لبحث سبل التعاون بين دول الجنوب حيث ألقي الرئيس كلمة أشار فيها إلي التحديات التي تواجه دول الجنوب لتحقيق التنمية والتقدم ونقل التكنولوجيا وتوفير حياة أفضل لشعوبها. في الدورة 71 "سبتمبر 2016" شارك الرئيس السيسي في "قمة الأممالمتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين". وشارك ايضا في اجتماع رفيع المستوي حول هذه القضية. وفي الدورة نفسها. ترأس الرئيس السيسي "اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي" الذي ترأسه مصر وعقد بمقر منظمة الأممالمتحدة. كما شارك الرئيس السيسي في "قمة مجلس الأمن الدولي". استناداً لعضوية مصر في المجلس عام 2017/2016 التي تناولت التطورات في الشرق الأوسط وسوريا. وهي أول مشاركة لرئيس مصر في قمة لمجلس الأمن. وخلال الدورة نفسها ايضا. ترأس الرئيس السيسي اجتماع "لجنة الرؤساء الأفارقة المعني بتغير المناخ" والمخصص لمناقشة نتائج المؤتمر العالمي للمناخ الذي عقد في باريس قبل ذلك التاريخ. وتم خلال الاجتماع تنسيق الموقف الأفريقي بشأن المؤتمر العالمي التالي بشأن قضايا المناخ. * في الدورة 72 شارك الرئيس في "القمة العالمية بشأن ليبيا" التي نظمتها الأممالمتحدة بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات. حيث ألقي الرئيس السيسي كلمة أمام الاجتماع حث فيها المجتمع الدولي علي دعم الجهود لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا تتوافق عليها الأطراف الليبية. وضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب في ليبيا. * كما شارك الرئيس في قمة مجلس الأمن الدولي حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة واستعرض في كلمته أمام هذه القمة دور مصر في هذا المجال باعتبارها سابع أكبر دولة في العالم تساهم في عمليات حفظ السلام. 5- إن وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي في نيويورك يوفر فرصة للتواصل مع مختلف دوائر صنع القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية. خاصة مع ما أظهرته كل دوائر السياسيين ومراكز البحوث والمسئولين السابقين والحاليين خلال الدورات الأربع من حرص علي التواصل مع الرئيس. كما حرص الرئيس علي التواصل أيضاً مع وسائل الإعلام الأمريكية الكبري ومن خلالها خاطب الرأي العام الأمريكي والدولي بشأن جميع القضايا الداخلية والخارجية لمصر. وقد أثرت هذه اللقاءات في تعزيز قنوات الاتصال بين مصر والولاياتالمتحدة وتحسين العلاقات بين البلدين والمزيد من التفهم بشأن مواقف كل منهما تجاه القضايا الاقليمية والدولية. كما شملت هذه اللقاءات جوانب عديدة خاصة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارات وغيرها. "لقاء قمة" * فخلال الدورة "69" للجمعية العامة "سبتمبر 2014" التقي الرئيس السيسي بالرئيس الأمريكي "آنذاك" باراك أوباما بحضور وفدي البلدين وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية في مصر إن القمة تناولت العلاقات الثنائية وأكدت طبيعتها الاستراتيجية وتم التشاور حول القضايا الأمريكية في ليبيا وسوريا وقضية الإرهاب والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش. من جانبه أشاد الرئيس أوباما بخطوات مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية. واتفق البلدان علي إجراء حوار استراتيجي علي مستوي وزيري خارجية البلدين. كما التقي الرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة حيث كان الرئيس صريحاً في نقل غضب الشعب المصري من الموقف الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط عموماً. كما التقي الرئيس بعدد كبير من المسئولين الأمريكيين السابقين من بينهم هنري كيسنجر ومادلين أولبرايت وبرنت سكوكروفت وأعضاء مجالس إدارات الشركات الأمريكية العاملة في مصر. * وفي الدورة "70" للجمعية العامة "سبتمبر 2015" التقي الرئيس عدداً من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع الأمريكي شملت مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين منهم ثلاثة من مستشاري الأمن القومي السابقين هم : هنري كيسنجر وبرنت سكوكروفت وستيفن هدلي فضلاً عن ويزلي كلارك القائد الأعلي السابق لحلف شمال الأطلنطي والأدميرال وليام فالون قائد المنطقة المركزية بالإضافة إلي عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكي وكبار المفكرين مثل : ريتشارد هاس ودينيس روس والعالم المصري فاروق الباز حيث تمت مناقشة الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر وأكد الرئيس خلال اللقاء اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا وقال : إن مصر تبذل جهوداً مدعومة من الشعب المصري في التصدي لتحدي الإرهاب وأن انتشار تيار التشدد والتطرف يؤجج النزاعات التي تموج بها المنطقة. كما اجتمع الرئيس السيسي في الدورة نفسها مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية وأعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي وشرح لهم جهود الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات المباشرة. وخلال الدورة نفسها كانت هناك مصافحة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال قمة مكافحة تنظيم داعش حيث نزل الرئيس أوباما من المنصة الرئيسية وصافح الرئيس السيسي ووجه له التحية وشكره علي ما تضمنته تصريحاته لوسائل الإعلام الأمريكية من مضامين إيجابية إزاء مختلف القضايا. "لقاء تاريخي" * وخلال الدورة "71" للجمعية العامة "في سبتمبر 2016" أجري الرئيس السيسي لقاء تاريخياً مع مرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلنيتون ودونالد ترامب بعد أن تمسك الرئيس بضرورة تلبية طلب المرشحين علي قدم المساواة. وكان لهذا اللقاء أثره الكبير في إرساء أسس التفاهم والتقدير المتبادل بين الرئيسين السيسي وترامب فيما بعد كما ساهم في وضع العلاقات المصرية - الأمريكية علي طريق مستوي أفضل من التعاون الثنائي والإقليمي والدولي. كما التقي الرئيس السيسي خلال الدورة نفسها بعدد كبير من الشخصيات المؤثرة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري وعدد من رؤساء الشركات الأمريكية الكبري وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ورئيس مجلس إدارة شركة جنرال اليكتريك ووفد من أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي وعدد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي ومسئولين سابقين في وزارة الدفاع الأمريكية. وخلال الدورة "72" للجنة العامة "سنة 2017" عقد الرئيس اجتماع قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن تقديره للرئيس السيسي مشيداً بالعلاقات المتميزة بين البلدين وتم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية من بينها سبل إحياء عملية السلام حيث عرض الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأشاد الرئيس "ترامب" بالجهود المصرية في هذا الصدد مؤكداً أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في هذا الملف بالإضافة إلي عقد عدد من اللقاءات مع الشخصيات المؤثرة وذات الثقل بالمجتمع والتي تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين بالإضافة لقيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولاياتالمتحدةالأمريكية وكذلك لقاءات مع قيادات كبريات الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وبيوت المال في إطار غرفة التجارة الأمريكية فضلاً عن لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي وهو منظمة أمريكية غير حكومية هدفها تشجيع إقامة الحوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم ويضم في عضويته عدداً من مديري كبري الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول المالية. كل تلك اللقاءات جلعت من زيارات الرئيس إلي نيويورك مناسبة مهمة للتواصل المصري الأمريكي علي كافة المستويات. رغم الأهمية السياسية والدبلوماسية والإعلامية لزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي للأمم المتحدة ومشاركاته في اجتماعات الجمعية العامة والقمم الدولية الأخري فإن الشق الاقتصادي يمثل جانباً مهماً من نشاط الرئيس واهتمامه خلال وجوده في هذا المحفل الدولي. * حيث مثلت اللقاءات ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري والتجاري نسبة مهمة من اجتماعات الرئيس في نيويورك الأمر الذي يعكس مدي أهتمام الرئيس بتوفير الدعم الدولي لجهود مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة. فخلال الزيارات الأربع للرئيس السيسي لنيويورك أجري "4" اجتماعات مع رئيس البنك الدولي "جيم يونج كيم" حيث كان اللقاء معه بنداً ثابتاً علي جدول لقاءات الرئيس سنوياً وتناولت هذه اللقاءات التطورات الاقتصادية في مصر ودعم البنك الدولي لجهود التنمية والاصلاح في مصر وتوفير مصادر التمويل الممكنة لها.