بدأ العام الدراسي وسط ترقب وجدل حول الحديث عن نظام جديد يستهدف حل كافة المشاكل التي يعاني منها التعليم في مصر وأتمت كل أجهزة الدولة وخاصة وزارة التربية والتعليم الترتيبات اللازمة للوصول إلي أفضل الخطط لتطوير وتحسين المنظومة التي تواجه اتهامات كثيرة بانحدار المستوي. وحتي لايصبح الجهد المبذول حرثا في البحر هباء منثورا علينا أن ننتبه إلي أن الأسر المصرية وولي الأمر بالذات تقع عليه مسئولية كبيرة في إنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة من التطوير والتغيير الذي ننشده. وأتصور أن الأسرة أخطأت في حق أبنائها عندما تنافست علي مستوي المدارس شكلا ورفاهية دون النظر إلي المستوي العلمي والاخلاقي وكذلك الأم التي تخاذلت بقصد أو بدون قصد عن متابعة ما يدرسه أبناؤها بالمدرسة وهربت إلي المدرس الخصوصي للقيام بدورها وبالتالي صنعنا شبحا نحاول منه اليوم فرارا. كما أن انتشار الدروس الخصوصية بهذا الشكل الفج جعل الأسر تتعامل مع التعليم علي أنه سلعة يتم شراؤها لاستكمال الشكل الاجتماعي وبالتالي لم يحصلوا الا علي ما سعوا اليه وفقدوا أبناءهم في بحور هائجة من المظاهر والكماليات التي دمرت القيم والاخلاق. وببساطة لكي تكلل المنظومة الجديدة بالنجاح فإن لدينا نسبة كبيرة من المعلمين الملتزمين يجب دعمهم بقوة بدلا من توجيه السهام إليهم لأنهم يقدمون بضاعة غالية الثمن وتوكل اليهم مهمة مقدسة رغم رخص الأجر الذي يتقاضونه ولا ننسي أنهم هم الذين يصقلون فلذات أكبادنا ويقدمونهم للمجتمع كأجيال تتسلح بالعلم والأخلاق ونفرح بتفوقهم فرحة العمر. كلمة فاصلة: إذا كنا نقدر أصحاب المهن المرموقة وننظر اليهم نظرة إبهار واحترام وإجلال فكيف تكون نظرتنا الي من علمهم وأوصلهم الي ما هم فيه؟! .. لم أجد خيرا من قول أمير الشعراء "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا".