أحد التوصيفات الهامة في تعريف الإنسان هو أنه حيوان له تاريخ وذلك ما يميزه عن سائر الكائنات الأخري أي أنه له ذاكرة.. فهو له تاريخ يجتر عليه في وقت الأزمات وعندما يمر بتحديات وضيقات فيعتبر ويستلهم القوة والدافع لمواجهتها.. لذلك ما أحوجنا أن نتذكر ما كنا عليه وما كان سيحل بنا إذا استمرت جماعة الإخوان في الحكم لعدة شهور أخري قبل اندلاع ثورة 30 يونيو إن تلك السنة العجفاء التي حكموا فيها مصر قد وقعت بين فكي وحش مفترس كان سيلتهم لحمها ويسحق عظامها.. إن ذلك الطاغوت الذي كان متربصاً بنا عبر سنوات وعقود طويلة عندما واتته الفرصة لتحقيق أحلامه المريضة وتطلعاته التي ليس من بينها مصلحة ذلك الوطن وشعبه الذي كان بالنسبة لهم بمثابة قربان لحلم الخلافة المزعومة.. لذلك وجب أن نذكر ونتذكر ما حدث في تلك السنة التي كانت بمثابة كابوس ليلي طويل حيث انقطع كل رجاء لنا في أن نفيق منه ونتخلص من حالة الرعب التي كنا عليها.. لقد دمروا كل شيء وأتوا علي الأخضر واليابس وانتشرت أعمال العنف والقتل والاغتصاب والنهب وأطلت علينا الطائفية البغيضة في العديد من قري صعيد مصر.. وامتد التدمير إلي مؤسسات الدولة حيث تم تفكيكها وتركها في حالة من الفراغ لكي ما يتم لهم تحقيق أهدافهم وتطبيق قوانينهم.. لم يكن يمر يوم دون وقوع أعمال عنف وتخريب سواء في الممتلكات العامة أو الخاصة وتدمير المنشآت الحيوية.. ولم يكن لديهم أي قدرات أو كفاءات لممارسة شئون الحكم ومهامه ولم يكونوا علي دراية ووعي بماهية مصر كدولة إقليمية رائدة في المنطقة العربية باعتبارها الدولة المفتاح بحكم التاريخ والجغرافيا.. لقد كان هدفهم الأول هو هدم مؤسسات الدولة الحاكمة التي يعلمون جيداً أنها يمكن أن تكون كالغصة في حلوقهم كالجيش والقضاء.. لذلك حاولوا العبث فيهما واختراقهما ولكن محاولاتهم قد باءت كلها بالفشل.. إن مصر تلك الدولة المحورية ذات الحضارة التليدة والتي يزيد عمرها عن سبعة آلاف عام لم تكن عندهم سوي حفنة من التراب وإحدي الأمصار في دولة الخلافة المزعومة.. إن الذكري في هذه الحالة واجبة ونافعة أيما نفع لكي ما نري ما أصبحنا عليه الآن دولة قوية لديها بنية اقتصادية واعدة ومشروعات عملاقة شهد لها العالم كله.. علينا أن نقارن ذلك الوضع الذي أصبحنا فيه بما كنا عليه خلال حكم ذلك الطاغوت من خوف ورعب وعدم شعور بالأمان مع توقع أن يفاجئنا الهلاك بغتة.. ناهيك عن أزمات في الطاقة وطوابير الوقود وانقطاع التيار الكهربائي بالساعات الطويلة وتوقف الحياة.. علينا أن نتذكر ما الذي كان يسيصبح عليه الوضع لولا أن الجيش الوطني استجاب لنداء الشعب وانبري أحد أبنائه ليحمل مسئولية الخلاص والإنقاذ غير مكترث بحياته وليواجه هذه الجماعة وشرها الذي طال العديد من الدول والشعوب التي من حولنا.. إن ما فعله الرئيس السيسي كان بمثابة طوق النجاة الذي تعلق به شعب مصر من الهلاك والضياع وليصبح في أمن بعد خوف يمارس حياته بحرية تامة.. علينا أن نتذكر ماذا كان الوضع لو تمكنت جحافل قوي الإرهاب الذي تسحقه قواتنا المسلحة وشرطتنا في حرب مصيرية ضارية ومكلفة من المؤكد كان سيصبح أسوأ مما حدث في العراق وسوريا وليبيا.. ولذلك وجب أن نذكر ونتذكر حتي ندرك النعمة التي نحن فيها مقيمون فالذكري نافعة لنا لكي ما نعتبر فالذكري تنفع المؤمنين.