لا شيء ثابتا ومستقرا في هذه المنطقة التي نعيش فيها والمسماة أمريكيا "الشرق الأوسط" كل شيء متحرك ومتغير وكل مشهد يوحي لك بالشيء ونقيضه تتحرك فيها خطي السلام حتي وان بدت متعثرة وتتحرك فيها خطي الحرب والاستعداد والتصعيد وان ظلت تراوح مكانها.. تبدو منطقة الشرق الاوسط للمراقب الذي يرصد أحداثها وتصريحات قادتها وممارساتهم انها مفتوحة علي كل الاحتمالات التي يذهب إليها خيالك "الحرب والسلام والثورات الداخلية" انها منطقة العجائب حقاً هي بالفعل منطقة فريدة علي كوكب الارض فهي تحتل مكانة استراتيجية رفيعة في النظام العالمي ولا توجد بقعة اخري في العالم تعادل نفس اهميتها.. تتنافس عليها القوي الكبري لثرواتها واماكنها المقدسة وموقعها الاستراتيجي وتدفع هذه القوي شعوبها إلي التنافس والحروب من ابرز سمات هذه المنطقة انها منطقة حروب اساسية منذ زرع إسرائيل عام 1948.. كل ما هنالك أن الحروب تتنقل من دولة إلي اخري حسب مقتضي الحال.. في الوقت الراهن تجري فيها حروب اهلية عديدة في سوريا واليمن وليبيا وهي اي الشرق الاوسط منطقة يشيع فيها التشدد الديني والاستبداد السياسي إلا من رحم ربي واقتصادياتها ريعية تأتي من الأرض وليس من عمل ابنائهم وعرقهم وابداعهم وهي منطقة تحاسد ديني وتباغض مذهبي وهي فوق هذا وذاك.. موضع نبوءات دينية عميقة.. وكل هذا يجعلها عرضة للاهتزازات وعدم الاستقرار. وسوف القي الضوء في هذه العجالة علي النقاط المرشحة للسخونة وربما الاشتعال.. اولها لبنان حيث تتعثر محاولات تشكيل الحكومة بانتظار علي ما يبدو أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية حكمها بشأن اغتيال المرحوم رفيق الحريري ربما أن هذه المحكمة اداة من ادوات القوي الكبري في الغرب فمن المحتمل ادانة مسئولين من حزب الله هذه الادانة قد تعني ابعاد الحزب عن تشكيل الحكومة وربما مطالبة القضاء اللبناني باعتقال بعض رموزه لمحاكمتهم وهو ما دعا السيد حسن نصر الله من تحذير خصومه من قوي 14 آذار من اللعب بالنار. الوجود الايراني في سوريا وهو عبارة عن ميليشيات شيعية من العراق وافغانستان وباكستان يقودها مستشارون عسكريون ايرانيون وقد يكون إلي جانبهم متطوعون ايرانيون وقوات من الحرس الثوري وقد نجحت اسرائيل في ابعاد هذه القوات 100 كيلو متر عن خط النار في الجولان لكنها تطالب الآن باخراج كل الميليشيات الايرانية ومعها قوات حزب الله اللبناني من الاراضي السورية وهدف اسرائيل وامريكا ضرب حزب الله باعتباره اكبر قوة مزعجة لها بالمنطقة وإذا استمر الموجود الايرانيبسوريا فإن ذلك قد يدفع امريكا واسرائيل إلي شن حرب جديدة ضد ايران لتفتيت هذه الدولة التي تعتبر نفسها نصيرا للضعفاء. نزوع تركيا نحو ما يعتبره البعض تطرفاً اسلامياً ورغم عضوية تركيا في الناتو اتجهت أمريكا إلي خنق تركيا اقتصادياً لان الطرح الاردوغاني لا يحظي بالرضا الاسرائيلي والامريكي فالرئيس التركي يتجه نحو نزعة شخصية يسعي من خلالها لان يحقق زعامة ودورا تاريخياً مما يجعل واشنطن تخشي ان يؤدي ذلك إلي انسلاخ تركيا من دائرة التبعية الامريكية وهو ما لا تسمح به امريكا لذلك فإن بقاء اردوغان في السلطة لن يطول ولا يعني ذلك أن هذه هي البؤر الساخنة وحدها فقد تندلع الحرب في اي بقعة أخري حسب ارادة من يديرون هذه المنطقة.