الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب الاستاذ بجامعة الأزهر والتي نكن لها كل الاحترام في حملتها ضد الزواج العرفي خرجت علينا بتصريح مثير غريب رهيب تتحدث فيه عن انتشار الزواج العرفي علي نطاق واسع وتقول إن عميدا لكلية الآداب جامعة الإسكندرية أخبرها أن نسبة الزواج العرفي بين طلاب الكلية وصلت إلي 25%!! وما قالته الدكتورة آمنة لن يمر مرور الكرام علي الوسط الجامعي ولا يقبل به أحد ويجب التعامل معه بكل جدية لأن ما ذكرته من نسبة مرتفعة عن انتشار هذا النوع من الزواج كان صادما ومقلقا. وصحيح أن الزواج العرفي منتشر في الجامعات منذ وقت طويل. ولكن الحديث عن هذا النوع من الزواج كان في إطار الحالات الفردية أو النسب التي لا تذكر. وعندما نتحدث الآن عن نسبة ال 25% التي ذكرتها الدكتورة آمنة بكل ثقة فإننا نتحدث عن ظاهرة مجتمعية خطيرة لها عواقبها وانعكاساتها علي المجتمع كله وعلي التعليم أيضا..!! وانتشار الزواج العرفي بهذه النسب المخيفة هو ترجمة لغياب الأسرة وغياب الوعي واختلاط المفاهيم. إننا أمام قضية تحولت إلي ظاهرة يقف أمامها المجتمع والقانون في حالة شلل وعجز عن المواجهة وايجاد حلول مناسبة. ان هذا النوع من الزواج السري يفسر ويوضح لماذا زاد معدل الاطفال اللقطاء في السنوات الأخيرة. ولماذا تزايدت دور "الأيتام" التي تتاجر بهم بعد أن تحول البؤساء من اللقطاء إلي "بضاعة" ترد وتستبدل بالطلب..! إن الدكتورة آمنة أشارت إلي كلية الآداب فقط وإلي الزواج العرفي الذي أصبح سائدا.. ولكنها ليست قضية "الآداب" وحدها.. وإنما تتعلق بالجامعات كلها. وبما حدث من تغير في السلوكيات والمفاهيم.. ولسه..! *** ونترك الدكتورة التي تحارب طواحين الهواء والتي تعتقد أن في مقدورها أن توقف الزمن وعجلة التغيير لنتحدث عن الدول التي تحترم القانون.. وتعشق النظام.. ولا تفرقة في ذلك بين وزير وخفير.. مشهور أو مجهول.. فالكل أمام القانون سواسية. والقانون لا يعرف صلاح..! ونجمنا الأسطورة محمد صلاح الذي كان أفضل سفير شرقي يحمل رياح تغيير المفاهيم العنصرية إلي بلاد الانجليز اصطادوا وهو يمسك بالهاتف النقال أو يتحدث فيه أثناء القيادة. ولأن الحديث في الهاتف النقال جريمة في كل بلاد العالم الذي يحترم قواعد وسلامة المرور فإن نادي ليفربول لم يقف مع صلاح ظالما أو مظلوما. وانحاز علي الفور إلي القانون وطالب صلاح بأن يذهب إلي الشرطة وأن يمتثل علي الفور للعقوبات التي تفرض في هذه المخالفة والتي تصل لغرامات مالية كبيرة إلي جانب خصم نقاط قد تؤدي لفقدان رخصة القيادة والتقدم للحصول عليها من جديد. وشهرة صلاح واعجاب الانجليز به دفعهم إلي محاولة التماس الأعذار له بأنه لم يكن يقود سيارته عندما كان يمسك بالهاتف. وأنه سارع إلي وضعه بجواره. وأيا كانت المبررات فإن ما فعله صلاح هو جريمة أمام القانون وعند تطبيق القانون لا وجود للنوايا والأعذار لأحد وإلا أصبح القانون مطبقا علي الضعفاء فقط. وقضية صلاح المرورية رسالة لنا في مصر. بلد صلاح الذي نتحدث فيه في الموبايل اثناء القيادة دون خوف ولا نتردد أيضا عن كتابة الرسائل النصية والدخول في حوارات علي الفيس بوك مع القيادة بسرعة جنونية.. ولا مانع أيضا من تدخين الشيشة الالكترونية والتحدث في الموبايل مع تناول "سندويتش"..! إحنا حاجة تانية خالص.. إحنا عفاريت متحركة..! *** ونترك صلاح وبلاد الانجليز لنتحدث عن همومنا ومشاكلنا والناس التي تتساءل ماذا نأكل.. وكيف نضمن سلامة ما نأكل..! فقد زاد الحديث عن فاكهة لم تعد مأمونة في تناولها.. وخضروات أصبح بها فيروسات... والأمراض زادت ولم يعد الناس يعرفون لذلك سببا أو علاجا..!! ويزيد من البلبلة أن هناك تصريحات متناقضة وأن أحدا لا يقدم معلومات مقنعة.. ولم يعرف ما هو الآمن وما هو المضر.. والحكاية أصبحت بطيخ..! ونتحدث عن كرة القدم.. ونقول إن حسام البدري المدرب الوطني المصري أفضل مائة مرة من المدرب الفرنسي الذي أتوا به للنادي الأهلي وهو لا يصلح لتدريب فرقة للهواة أو للجامعات..! *** وأخيرا فإن مائة صحيفة في الولاياتالمتحدةالأمريكية تضامنوا ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن من جانبه الحرب علي الإعلام ووصف الصحفيين بأنهم أعداء الشعب..! واتحاد الصحف الأمريكية ضد ترامب جاء في الوقت غير المناسب. فترامب في أوج شعبيته وفي مقدوره الفوز بدورة رئاسية ثانية بكل سهولة لأنه عثر علي الخلطة السحرية للنجاح.. والخلطة تتمثل في نجاحه في الاقتصاد وارتفاع دخل المواطن الامريكي وتزايد فرص العمل وتنوعها.. وترامب سيكسب بالقاضية وبدون مساعدة من الحكم.. فالمال هو اللسان لمن أراد فصاحة.. وترامب قدم لهم فرص العمل والمال بلا حساب.