الكلمة الهادئة العاقلة تصل من الأذن للقلب والعقل مباشرة. إن الدراسات العلمية لمخ الإنسان أثبتت أن نصف خلايا المخ تقوم بمراجعة عمل النصف الآخر.. والكلمة الهادئة تتسرب إلي المخ بهدوء ونصل إلي نتائج حاسمة فيها أقول هذا بمناسبة الضجة والشوشرة والصخب الذي سببه الممثل محمد رمضان في الشارع المصري. حقيقي يستطيع صاحب الصوت العالي والكلمة المزعجة أن يشد أنظار الناس ويجذب الابتسام للوجوه والسخرية في آن واحد. محمد رمضان "نمبر وان" الذي أذاع فيديو ينتقد الفنانين الكبار الذين وصلوا للقمة بهدوء من خلال خمسين عاما عملاً متواصلاً يقدمون رسالة ومعالجة في أفلامهم ومسرحياتهم.. في حين أن محمد رمضان "الملك" نشر بين أولادنا العنف واستخدام السلاح حيث شاهدنا طفلة تحمل "السنجة" وترقص بها في شوارع القاهرة تقلد "عبده موتة" كما فعل في مسلسله الأسطورة. محمد رمضان أثار انزعاج وغضب المذيعين والمبدعين والمثقفين بسبب أدوار البلطجة والتعامل اللاإنساني في مسلسلاته التي ينال عليها أجرا يزيد علي 45 مليون جنيه ولا يتبرع بشيء للمناطق الفقيرة التي نشأ فيها حتي بعد أن أنعم الله عليه بالثروة أخذ يفتخر ويتفاخر بسيارته وطريقة معيشته وكأنه يكيد الفقراء بما وصل إليه. محمد رمضان استطاع أن يفقد كثيراً من حب الطبقات الشعبية وليس هذا فقط بل نال انتقاد وغضب الرأي العام بسبب كلماته المستفزة وكأنه لم يصدق نفسه!! فأخذ في التطاول علي كبار النجوم والهجوم المتعمد علي الزعيم فأضاع موهبته وسط ضجيج التباهي والنيل من الآخرين. الصوت العالي يمكن أن يمزق طبلة الأذن ويشوش علي الفهم فلا يهضم ما يسمعه ويدخل من أذن ويخرج من الأخري ولا يبقي سوي الإزعاج وهذا ما يفعله محمد رمضان ومنتجه التجاري وفنانو الدرجة الثانية فإن الناس تهتم بالمولد ولكنها لا تستفيد شيئا ولا يعني اهتمام الناس بالكلمة المزعجة أنها حقيقية فالناس كلهم يتوقفون عن السير عندما ينفجر إطار السيارة. الكلمة الهادئة نعمة فهي فرصة حقيقية لإصلاح سلوك أولادنا وقدوة للأجيال الجديدة ورسالة سامية للمجتمع بدلا من الضجة والأدلة علي الثراء الفاحش والموهبة التي استخدمت في غير محلها بل كانت رسالة سيئة في إطار درامي يقدم للأسرة المصرية والتي يجب أن نتوقف عنها فورا ونقول كفي إساءة لمجتمعنا ونلتفت لبناء الإنسان المصري بقيمنا الإسلامية والمسيحية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصرنا الحبيبة.