بما أوصلنا ذكر الله وكتابه المجيد إلي ما سبق من إجابات ونتائج.. نسأل سؤالا مهماً جدا.. وعلي كل منا الآن أن يفهم الإجابة عنه وهو يسوس تفاعله النفسي ويدير إمكانياته التي دائما ما يثق بها وبولائها لذاته.. والسؤال هو.. هل آدم قد تحري ولاء ما أحاط به وبنفسه من أولياء لذاته.. هل تحري صدق ما أوحوا به له من حق .. هل إجتهد في اختيارهم واختبر صدقهم من كذبهم.. وهل سعي باجتهاده إلي سؤال أهل الذكر ونورانية العلم .. أم اكتفي بمن يعلي ذاته بنفاق وغي من أحاطوا به..؟؟ الإجابة الاجتهادية النسبية تبدأ أولا بوجوب تعلمنا بأن الإمكانيات هي مكنون علم الأسماء .. ولذا فالعلم هو الطاقة الموجهة لاختيار الإنسان والمحركة لممكناته الذاتية المباشرة وكذا لما حولها من ذاتيات موالية لها.. ثانيا.. قد علمنا أن أسماء ذكر الحق عزيزة ويجب السعي لها.. وأسماء الباطل لا عزة لها ولا منها ولذا هي التي تهرول سعيا إلي الإنسان.. وحينئذ نستشرف إجتهاديا ما حدث مع آدم من غفلة ونسيان وعدم السعي لأسماء ذكر الحق.. ولذا كان وليمة ذاتية لاستحباب ..¢الغرور¢.. واستحباب العلو وإثبات الذات .. فوقع في باطل ظن الأفضلية وامتلاك القدرة الذاتية ..¢فتقدم وحمل الأمانة¢.. ولم يفكر في لماذا أبت السماوات والأرض والجبال وأشفقن علي أنفسهم من حملها .. إذن.. الإجابة النسبية هي..¢ غرور ذاتية الإنسان بظن القدرة¢.. وذاك موروث انحراف السياسة الإنسانية.. ثانيا.. الفساد موروث فطري.. لقد علمنا بإذن الله..¢ لماذا ومتي وكيف¢.. أن الفساد أصلا فطريا خلقيا بعدل الحق المستوي مع مشيئة ومراد الله بأن يجعل في الأرض خليفة.. وبلغنا مرحلة أن الفساد صار موروث نفسي مكتسبا اختياريا من آدم.. أي .. من بداية وأصل الخلق البشري الإنساني.. وهكذا صار الفساد أصلا نفسيا حتمي التوريث بالمقياس العلمي العملي.. وحينئذ.. صرنا علي أبواب مشاهد مرحلة أخري من مراحل محاولتنا لفهم إحكامات خلقنا وتواجدنا.. وما يعتري سياسة تواجدنا من فساد يتحتم علينا الاستشفاء الميسور منه.. فما تلك المشاهد المرحلية.. وماذا سنستنتج منها سياسيا..؟؟ "8" مشهد لم يعلم آدم ونحن جميعا من بعده ..¢كيف حدث بيانه¢.. وهذا هو مبلغ علمي بعد سؤالي لأهل الذكر - والله أعلم - ولكن آدم علم وأدرك النتيجة فقط وهكذا علمناها وأدركناها جميعا أيضا.. والآن نسأل .. ما هو ذاك المشهد المشهود نتيجته فقط.. هو.. أن جعل الله أحسن الخالقين سبحانه وتعالي من آدم ..¢ زوجة له¢ .. زوجة علمنا أن اسمها .. ¢حواء¢.. وهذا ليس بالأهم عنها علميا.. فما هو الأهم لنا فكريا وعلميا ..¢وسياسيا¢.. خاصة بزماننا المفتون هذا.. زماننا المخلوط والمغلوط بكل صورة ومركبات أسماء الفساد.. زماننا الذي بتنا فيه نخشي الناس كخشية الله أو أشد خشية والله أحق أن نخشاه خاصة إن كنا به مؤمنين وله مسلمين.. أعتقد أن الأهم فكريا وعلميا وسياسيا هو الآتي بعد.. والذي سأشير إليه من وراء حجاب التساؤل فقط.. وهذا ليس خوفا ولا خشية من شيء أو أحد في الحق.. ولكن لإراحة نفسي من لغط الجهالة والعصرية السياسية وعدم طاقتي لسماع أو رؤية التجرؤ علي الحق المبين.. "أ" هل خلق حواء بذاك الزمن وبعد كل ما سبق من مراحل خلق ومشاهد ابتلائية توريثية وجعلها خلقا.. ¢من¢.. آدم بغلبة الإنسانية علي نفسه.. يجعلنا نستطيع القول إن .. ¢حواء¢.. هي أول مخلوق وارث لتكاملية الإنسانية.. أي أول مخلوق مفطور من الإنسانية والوارث فطريا لكل سماتها وصفاتها الذاتية والتأصل تواجديا تفاعليا بها.. بمقياس خلقها من نفس آدم..؟؟ "ب" هل نسبة ميراث كل سمة وصفة نفسية تفاعلية بحواء.. ¢هي متساوية قدرا ومقدارا مع نظيرتها في نفسية آدم¢.. أم مختلفة كبرا أوصغرا في النوعية وكيفية توظيف الكمية.. وهل ذلك ذات صلة علمية من حيث جعلها.. ¢منية من كلية آدم ¢.. وكذا..¢ لإختلاف وصفية صورتها الخلقية ماديا أيضا¢.. "ج" بما أن التوظيف الحق النافع يقوم علي التوصيف وإمكانياته النفسية المعنوية علميا وكذا الممكنات المادية وقدراتها.. فهل بكل ما سبق ذكره علميا واقعيا يمكننا الإدعاء بالتساوي العلمي والعملي بين حواء وآدم.. بين الإناث والذكور.. بين النساء والرجال.. بل وجعل إدعائنا تشريعا وإختيارا سياسيا توظيفيا وبصرف النظر عن بطلانه العلمي..؟؟ في إطار هذا البند .. أتساءل فقط.. لماذا جعل الله نسب الخلافة في الأرض ذكوريا.. ولماذا أكد ذلك وبدأ خلقنا بذكر رجل اسمه آدم.. ولم جعل منه زوجه ولم يخلقهما معا.. بل ولماذا تم خلق حواء بعد أن حمل آدم الأمانة.. ثم ماذا نفهم من تصريح القرآن برفع الرجال علي النساء درجة وكذا تفضيلهم بما ينفقون بعمومية معني الإنفاق التوظيفي.. ولماذا جعل عقد التزاوج بينهما بيد قرار واختيار الرجل حتي إن شاءت الزوجة الطلاق بفداء.. ثم أسأل بسؤال فصل وهو.. لماذا لم يرسل الله قط امرأة رسولا..؟؟ "د" إذا كان استخلافنا العبودي.. ¢السياسي¢.. يبدأ وينتهي الإيمان العملي العلمي به بالإيمان اليقيني المطلق.. ¢بأن الله حر في ملكه¢.. وفعَّال لما يشاء.. فبأي حق علمي ننقض تلك الحرية..؟؟.. علينا أن نفهم بأن ما بين الرجال والنساء من محددات قدرها الله سبحانه وتعالي .. ما هي سوي جزء من مكونات الابتلاء العبودي السياسي فقط..فما الذي ينفع رجل أو امرأة حين حسابهما يوم الحساب إن فشلا .. أو فشل أي منهما بإعلاء هوي ذاتيته ولم يقنت لما قدره الله في ملكه..؟؟ وإلي لقاء إن الله شاء ملاحظة هامة يا خليفة .. استفق من عدم إحقاقك للحق.. وأحكم بما أراك الله.. وليس بما تستحب رؤيته بهوي ذاتك..