يعد مصطلح "الانحراف الفكري" من المصطلحات الحديثة ولذلك لم تذكر معاجم اللغة العربية تعريفا له. وبمعناه الواسع هو: انتهاك للتوقعات والمعايير الاجتماعية ويعرف الانحراف من الناحية القانونية كل من يخالف القانون. ويعتبر الانحراف من الناحية الاسلامية ترك الاستقامة وأهم من ذلك كله هو ذلك النوع من الفكر الذي يخالف المنطق والتفكير السليم ويتصرف تصرفات غير عقلانية. وتسعي الي ضرب وتفكيك وحدة وكيان المجتمع. وطالما هناك كلمة انحراف فيكون لابد من وجود كلمة استقامة الفكر وأسس الفكر المعتدل المنطقي الذي يتناسب مع الدين الحنيف فنحن جميعا علي علم فما كان يحدث من بعض الجماعات كانت لديهم القدرة علي التضليل والخداع لبعض الشباب فتجد بعض الرموز الفكرية المنحرفة تضلل وتخدع صغار السن والجهلاء من العامة وتغرر لهم باستعمال اللغة الانفعالية في التأثير عليهم وتغييرهم ويحرصون أن يربونهم ويعلمونهم من صغرهم علي خلق الاقتناع في نفوسهم بأن ما يقوله هذا الشخص غير قابل للنقاش. وخلال الدراسات النفسية والتحقيقات لبعض المغرر لهم وباعترافاتهم الشخصية اتضح انهم تربوا علي أن يطيعوا هذا الرمز المغرر لهم انه القائد الروحي كرمز ديني بدون التأكد من صحة المعلومات وتعلموا أن ما يقوله من الأفكار كأوامر وأهداف لا نقاش فيها وتجدهم دائما يشوهون الحقائق فالفكر المنحرف يتسم دائما بقدرته علي قلب المفاهيم وتشويه الحقائق وطمسها. وتقديم أدلة وبراهين غير كافية أو مناقضة للواقع. واستعمال الكلمات بمعان مبهمة غير محددة أو بمعان متقلبة ومختلفة. المنحرف يعالج الأمور والأشياء بنظرة غير متوازنة. فينظر الي توافه الأمور نظرة جدية وصرامة ويري عظائم الأحداث بسطحية وتسفيه مثلما حدث وكدليل علي هذا التبسيط. ما رواه الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن ابن أبي نعيم قال جاء رجل الي أبي عمر وأنا جالس. فسأله عن دم البعوض؟ فقال له: من أنت؟ قال من أهل العراق. قال: ها! انظروا الي هذا. يسأل عن دم البعوض. وقد قتلوا ابن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقصد الحسين رضي الله عنه". وقد سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "هما ريحانتاي في الدنيا" "وللحديث بقية".