ألم أقل لكم في الاسبوع الماضي وفي ذات المنبر اننا نعيش اجواء 30 يونيو .. مشاهد الطوابير الكيلو مترية المذهلة للمصريين في الخارج تقترب كثيرا من مشاهد المظاهرات المليونية المبهرة للمصريين في الداخل إبان ثورة 30 يونيو المجيدة .. وتجمعات المصريين الحاشدة امام السفارات والقنصليات المصرية في انحاء المعمورة لا تختلف ابدا عن مظاهرات المصريين في ميادين التحرير وعبدالمنعم رياض ورمسيس وسفنكس والجيزة وعواصم المحافظات .. قدم المصريون في الخارج دروسا ورسوما وصورا بالغة القوة والدلالة في حب الوطن والانتماء لمصر الأم .. ووجهوا صفعات ولطمات قاسية وموجعة لأعداء الداخل والخارج الذين راهنوا واكدوا وأقسموا علي عدم خروج المصريين وتساءلوا بدهشة وباستنكار: ما الذي يدفع العامل المصري في السعودية او الموظف في الكويت ان يغادر سكنه ويضحي بيوم اجازته ويقطع مئات الكيلومترات للذهاب الي لجنة الانتخاب .. وأي قوة تجبر الطبيبة او المهندسة او حتي ربة البيت المصرية في لندن او باريس او برلين او كييف او نيويورك ان تنزل الي الشوارع الجليدية للادلاء بصوتها .. وتوهم هؤلاء ان الاجواء العدائية التي يعيشها المصريون في قطر وتركيا مثلا سوف تمنعهم من المشاركة خوفا من الانتقام او البطش او استسلاما وخضوعا للصعوبات والتعقيدات التي خلقتها سلطات امارة الارهاب او السلطان العثمانلي المزعوم .. فاجأ المصريون العالم كله بسلوكهم الحضاري الرائع ورفعوا شعار ¢ جنودنا في الميدان .. واحنا في اللجان ¢ وتبقي الحلقة الثانية من العرس الديمقراطي المصري وهي الحلقة الحاسمة والفاصلة وتبدأ الاثنين وحتي الاربعاء .. أمام المصريين في الداخل ثلاثة أيام كاملة لرسم صورة مشابهة وربما اكثر روعة وابهارا بحسهم الوطني العميق وحبهم لبلدهم التي تزداد صمودا يوما بعد يوم في مواجهة المؤامرات الكونية التي تحاك بالوطن والأمة منذ سبع سنوات .. وهنا أراهن من جديد علي ان روح 30 يونيو ستقود ملايين المصريين الي الصناديق لرسم ملحمة جديدة من حب الوطن والتفاني في خدمته .. وكما رأينا الطوابير الممتدة أمام السفارات والقنصليات سنجدها تتكرر ايضا امام اللجان من اسوان للمعمورة .. حتما ستقود المرأة المصرية المشهد بعظمة واقتدار كعهدنا بها دائما ولا أستبعد ان تزيد نسبة المشاركة للتاء المربوطة هذه المرة وبنسبة ملحوظة .. الشباب سيشارك بقوة .. ولم لا .. والمشروعات القومية التي تغطي مصر كلها تقريبا عمادها وأساسها وهدفها الشباب .. هم الرابح الأول بما يحصلون عليه من ملايين فرص العمل الحقيقية التي توفرها تلك المشروعات في القاهرة الكبري والمحافظات .. وسيشارك ايضا الفلاح والصانع والتاجر والموظف .. وكذلك عامل اليومية ¢ الأرزقي ¢ الذي حصل مؤخرا علي شهادة ¢ أمان ¢ للتأمين علي حياته وتوفير حياة كريمة ومستقبل آمن لأسرته . أقول ان كل صوت يضعه المصريون في صناديق الاقتراع بمثابة رصاصة في قلب الارهاب .. ووردة علي قبور الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوصول الي هذه اللحظة الفارقة في تاريخ الوطن . أتوقعه بل أراه بعيني وقلبي مشهدا كرنفاليا في حب مصر .. مهرجان شعبي وجماهيري وعيد جديد للمصريين .. تحيا روح 30 يونيو المجيدة التي عبرنا بها الأزمات والشدائد وانتصرنا فيها علي دعاة الزيف والباطل والبهتان .. وسوف ننتصر ان شاء الله في معركة 26 - 28 مارس ونبهر العالم من جديد ونؤكد ان المصريين أصحاب حضارة عريقة تمتد بجذورها في أعماق التاريخ. پ