1⁄4 ماذا نريد من الرئيس عبدالفتاح السيسي في فترة ولايته الثانية.. وما الذي تنتظره مصر من الرئيس؟!! إن أهم ما تحقق خلال السنوات الأربع في الولاية الأولي للرئيس هو عودة الدولة المصرية.. وعودة الدولة تعني الأمن والاستقرار والاطمئنان إلي أن هناك من يحمي ويصون ويضمن سلامة المجتمع والأفراد والممتلكات. عودة الدولة كانت المطلب الشعبي الأول بعد سنوات من القلق والخوف من المجهول صاحبه انهيار المؤسسة الرسمية للدولة في أعقاب يناير 2011. وما تلاها من فوضي عارمة. انعكست في أداء هزيل للسلطة التنفيذية وفي ظهور الأيدي المرتعشة التي تخشي توقيع أي قرار. وتحمل مسئولياته وتبعاته. وكانت الأيدي المرتعشة سبباً في انهيار الاقتصاد وتحمل ميزانية الدولة لأعباء مالية إضافية نتيجة لخضوعها لابتزاز بعض الفئات الفئوية التي رأت في ضعف الدولة فرصة لتحقيق مكاسب مادية في وقت لم يكن مناسباً أو ملائماً. وفي ظل ضعف الدولة انتشر العنف وقطع الطرق والسرقات المسلحة والعصابات المنظمة. ونشطت جرائم جديدة متنوعة مثل تهريب السلاح والمخدرات. * * * 1⁄4 وعندما منح الشعب للرئيس تفويضاً بالقيادة وثقة في تحمله المسئولية. فإن وجود الرئيس بإجماع شعبي ساحق كان كفيلاً بإيقاف تدهور الأحوال. وبنشر شعور من التفاؤل والاطمئنان. وكان ممكناً أن يبدأ الرئيس سنوات حكمه بدغدغة عواطف الجماهير واستمالتهم إلي جانبه لكسب الشعبية والتأييد. ولكنه فضَّل في ذلك الطريق الأصعب. بالرهان علي شعبيته في مقابل تحقيق أهداف الأمة ومعالجة قضاياها الصعبة المزمنة. وانطلق الرئيس في تنفيذ جملة من المشروعات القومية العملاقة التي قد لا يشعر بفائدتها وعائدها المواطن علي الفور. ولكنها في حقيقتها هي الأمن والأمان له ولمستقبله ولحياته أيضاً. وفي سنوات قليلة تحقق الكثير من المشروعات التي كان التفكير في إمكانية تنفيذها نوعاً من الخيال. كانت الشبكة القومية الحديثة للطرق أحد أهم الإنجازات التي تمكننا من بناء دولة عصرية وتشجع علي حركة النقل والتجارة والسياحة. وكانت معالجة أزمة تدهور سعر الجنيه المصري مثالاً علي أننا بالفكر والعلم والإرادة والقرار السليم. نستطيع إعادة البناء وإعادة الثقة للاقتصاد والاستثمار. وكان المشروع القومي للقضاء علي فيروس سي الذي التهم أكباد المصريين هو انعكاس لرؤية تضع صحة المواطن في المقدمة باعتباره أساس الدولة وعمودها الفقري. وكان تحسين قدرات وإمكانيات قواتنا المسلحة هدفاً ومشروعاً قومياً لكي يظل لمصر درع وسيف يحميها. ويمنع الاقتراب من حدودها وأراضيها.. وانطلقنا في أكثر من مجال بخطوات غير مسبوقة وبسرعة في التنفيذ لم تكن معهودة. نجحت مصر في العبور الصعب في واحدة من أسوأ مراحلها. ويتوقع كما تقول مجموعة "اكسفورد بيزنيس جروب" أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي فيها إلي 6% خلال النصف الثاني من العام. وهو ما يعد إنجازاً ونجاحاً لطريق مشرق للاقتصاد المصري. كلنا ننتظر الكثير من الرئيس عبدالفتاح السيسي في فترة ولايته الثانية. نبحث عن استمرار الاهتمام بالطبقات محدودة الدخل. كما حدث مع سكان المناطق العشوائية الذين أصبح في مقدورهم الانتقال إلي مساكن جديدة توفر لهم الحياة الآدمية الكريمة. نبحث عن تحسين المنظومة الصحية والتعليمية لتواكب أحلامنا. وتطلعاتنا في دولة جديدة أساسها الإنسان وتنميته ورعايته. ونتحدث عن آمالنا في منظومة أكثر تطوراً للمعاشات تأخذ في الاعتبار ما قدمه أصحاب المعاشات من جهد وعطاء في خدمة بلدهم. وما يجب أن نقدمه لهم من رعاية وضمان مادي واجتماعي. يتناسب مع متطلبات الحياة. ونتفاءل أن فترة ولاية الرئيس الثانية ستشهد استمرار الحرب علي الفساد. والذين حصلوا علي مكاسب غير مشروعة في سنوات تعمق فيها الفساد. وأصبح أسلوب حياة. ونبحث عن رعاية وتقدير العلماء والمبدعين وقامات مصر في الفكر والأدب. فهؤلاء هم ثروة مصر وقوتها الناعمة والمؤثرة. وننتظر ونتطلع إلي كل الخطوات التي تبذل للاستفادة من أهل الخبرة في كل المجالات توسيعاً لقاعدة المشاركة والفرصة للجميع. * * * 1⁄4 ولهذا.. فإن صوتي لعبدالفتاح السيسي. هو صوتي لمصر.. صوتي للاستقرار والأمان ومواصلة العبور بثبات نحو المستقبل. وليس في ذلك تطبيل أو نفاق.. فسنوات العمر الباقية معدودة.. والأهم هو أن يظل هذا البلد آمناً مستقراً من أجل أجيالنا القادمة. وحقهم في الحياة في بلد يخلو من الإرهاب والصراعات والأحقاد والطبقية. والفتن الطائفية. ومصر بالسيسي تستطيع.. والسيسي بالمصريين يستطيع أن يحقق الحلم الكبير في دولة لا تعتمد علي القروض والمساعدات.. دولة تساعد الآخرين. وتعيد قيادة وتنفيذ المشروع العربي الكبير.