*بعد هذه المشاركة الشاسعة من أبنائنا في الخارج لا نريد هنا.. أقل من 30 مليونا! *الموازنة مع المرحلة الجديدة تبلغ تريليونا و412 مليارا ألا تعد آثارها المتوقعة.. دلالات اطمئنان..؟ *الأجواء.. مهيأة لتراجع البطالة وانخفاض الأسعار وزيادة الاستثمارات وتنشيط الساحة الحزبية *الآن.. مثلما نجحنا في محاربة الإرهاب لابد أن نعمل.. وننتج ونعطي دفعة قوية للسياحة والتصدير *خط عمان-الإمارات-السعودية-السودان حصن أمان عربي الذين يرفضون الانصياع لحكمة العقل.. يمثلون آفة هدفها تنغيص حياة الناس في أي زمان.. أو مكان ورغم أنهم أقلية.. لكنهم يصرون علي مقاومة التيار.. وعلي التبجح سعيا وراء تحقيق جزء يسير من الأمل المفقود هم أول من يعلمون أنه لن يأتي أبدا..! ولقد سرت في روسيا مؤخرا-علي سبيل المثال- دعاوي لمقاطعة الانتخابات التي يخوضها الرئيس الحالي فيلاديمير بوتين والذي حقق إنجازات غير مسبوقة طوال مدة ولاياته السابقة..! وأخذ هواة إثارة القلاقل يرددون الاسطوانة المشروخة إياها بأن النتيجة معروفة مسبقا فلماذا تتعبون أنفسكم بالذهاب إلي لجان الاقتراع..؟! ثم..ثم..لماذا لا تترك الساحة لمرشحين كثر يتنافسون مع الرئيس الحالي.. كل يدلي بدلوه لعل وعسي..؟! وكان رد بوتين ومعاونيه وأعضاء حملته أنهم أخذوا يحثون الجماهير ليل نهار علي ضرورة التوجه إلي صناديق الاقتراع بصرف النظر عمن يختارون لتبقي العبرة في النهاية بالنسبة العددية والتي يتبين من خلالها كم عدد الأصوات التي حصل عليها كل من المرشحين. وإنصافا للحقيقة.. فقد كان موقف الأغلبية منذ البداية واضحا.. فما حققه الرجل من إنجازات لبلاده يفوق الخيال.. لأن التفكك الذي أصاب كيان الوطن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كاد يطيح بالأرض والإنسان في آن واحد.. وبالتالي وقفت تلك الأغلبية وقفة صامدة.. وواضحة.. وشجاعة لتدفع البلاء المتوقع.. وكان القرار العاقل يقضي بالوقوف بجانب بوتين ومنحه أكبر قدر من التأييد والمساندة حماية للحاضر والمستقبل. *** بالفعل جاءت الانتخابات لتنصر الحق علي الباطل.. ويحظي الرئيس المنتخب بنسبة عالية من الأصوات ليس هذا فحسب.. بل إن الذين شاركوا في العملية الانتخابية ذاتها بلغت نسبتهم 64% وتلك نسبة ليست ضئيلة ووقف بوتين يقول في خطاب النصر: ها هم أبناء وطني اعترفوا بالإنجازات التي تحققت خلال الأعوام القليلة الماضية. *** طبعا أنا لا أريد عقد مقارنة بين ما يجري عندنا هنا.. و ما حدث في روسيا.. لأن الظروف مختلفة.. والشخصيات ليست متشابهة.. لكن أود أن أشير إلي أن عواجيز الفرح موجودون في كل مكان.. وما يشد الانتباه أن معظمهم إن لم يكونوا جميعا.. لا يتمتعون بحسن السير.. أو السلوك أو السمعة الطيبة.. وبالتالي تبددت أوهامهم فور إعلان نتيجة الانتخابات.. فقد أخذ كل منهم يبحث عن مأوي تفاديا للحساب والمساءلة. لكن ما أود التأكيد عليه أن الصورة عندنا قد باتت واضحة وضوح الشمس.. فنحن شأننا شأن كثيرين غيرنا نريد أن نقيم وطنا متين الأركان.. لا يرضي أبناؤه أبدا بتخريبه أو بتمزيق أوصاله.. أو التلاعب بمشاعرهم وأحاسيسهم وكل تلك الأهداف يتعذر تحقيقها.. إلا بالتكاتف حول من سبق أن وضع اللبنات الأولي علي مدي الأربع سنوات الماضية.. وفوت علي المتربصين فرصا خبيثة عديدة.. أهمها التقسيم.. والحرب الأهلية.. والتبعية.. والتفريط في أرض الآباء والأبناء.. وتسليم سدة الحكم للفجرة.. والباغين.. والسفهاء.. و..و..وعتاة الإجرام. وبعمليات مراجعة شاملة وعادلة.. وأيضا عاقلة - سوف ننتهي ولا شك- إلي موقف محدد.. يقوم علي أساس ضرورة مشاركة 30 مليونا علي أبسط تقدير.. في العملية الانتخابية التي نعمل من خلالها علي صياغة أسلوب حياتنا خلال الأربع سنوات القادمة.. استكمالا لما سبق إنجازه..بل.. وبل أكثر..! لقد سبق أن وجهت الشكر لأبنائنا في الخارج علي ما أبدوه من حماسة وإصرار علي المشاركة الفاعلة.. ولا جدال أن ذويهم وأهليهم هنا في الداخل سوف يكونون معهم علي الخط سائرين.. يؤازرون.. ويؤيدون.. من سبق أن قاد بهم ومعهم سفينة الإنقاذ إلي شاطئ الأمان الذي بدا لهم يوما.. وكأنه ضرب من ضروب الخيال..! *** علي الجانب المقابل فإن ما يدعو للاطمئنان ويشيع روح التفاؤل في القلوب -كل القلوب- أنه مع المرحلة الجديدة يتم تحديد وتنفيذ الأسس الكفيلة بتسهيل وتيسير الأحوال المعيشية للناس. مثلا إقرار ميزانية الدولة بمبلغ مقداره تريليون و412 مليار جنيه إنما يدخل في هذا الإطار.. إطار التفاؤل والاطمئنان لكن ذلك لا يمنع من أن يكون لنا دورنا المؤثر كشعب وحكومة سواء بسواء. نحن مطالبون جميعا.. بالعمل.. والعمل الجاد.. كل في موقعه والأهم.. والأهم زيادة الإنتاج.. وشحذ الهمم.. وصقل الملكات والمواهب وتنمية الاستعدادات الفطرية والبيئية. ولعل ما يدعو للتفاؤل أكثر وأكثر.. أن نسبة البطالة أخذت تتراجع ومعها معدلات التضخم بما يعني انخفاض الأسعار ليرسم المجتمع كله البسمة علي وجوه أبنائه وبناته الذين لابد وأن يتفهموا دورهم الحقيقي والمؤثر في إعادة البناء. وإذا كانت الخيوط كلها مترابطة مع بعضها البعض فإن الطفرة التي شهدتها روح ومناخ الاستثمار مؤخرا تؤكد بالواقع العملي أن النتائج هي التي باتت تحكم الرؤي القائمة علي الأفعال أولا قبل الأقوال. *** علي الجانب المقابل.. فإن رصيد مصر "العالمي".. أصبح يمثل منزلة لها قدرها واحترامها بعد انتصاراتها المتتالية في معركة الإرهاب التي عجز الكثيرون عن خوضها وهو الأمر الذي يؤدي تلقائيا إلي عودة السياحة.. وهي الميزة التي حبانا بها الله سبحانه وتعالي لكن حالت الظروف الاستثنائية دون الاستفادة بها كما ينبغي أن يكون.. ويشارك هذه الصناعة في زيادة دخلنا القومي.. التصدير والذي أخذت عجلته تدور رويدا رويدا بعد تعويم الجنيه.. وزيادة الحوافز للمصدرين. أما فيما يتعلق بالسياسة.. فأحسب أنه قد جاء وقت صحوة الأحزاب التي يجب أن تنشط..وتتحرك.. وتمضي قدما نحو الأمام.. وهاهم الذين دخلوا حلبة الحياة الحزبية قد أدركوا.. أن الحكاية.. ليست.. كلمات..أو شعارات.. أو مناصب.. أو كليشيهات وإلا فإن اللوم يتحملونه وحدهم وليس غيرهم عندما تكون الساحة خاوية.. فليس هناك تقدم في أي مجال من المجالات.. إلا بالعمل والعمل الجاد. *** ونأتي إلي حصن الأمان العربي الذي يجب أن نعترف بأن الرئيس المرشح قد بذل جهدا فائقا في إقامته وترسيخ دعائمه بدءا من عمان ثم السعودية ثم الإمارات وأخيرا السودان. وللعلم عمان تحتل المرتبة الثالثة من حيث المساحة في شبه الجزيرة العربية ويحدها من الشمال المملكة السعودية ومن الشمال الشرقي الإمارات والاثنتان لهما دورهما المتميز في دعم التوافق العربي.. وفي مكافحة الإرهاب.. أما السودان.. فإنه يظل دائما وأبدا بالنسبة لمصر الجار.. والأخ.. والصديق بصرف النظر عن أية مطبات أو عثرات تعترض الطريق . أرجوكم.. تمعنوا جيدا في هذا الحصن وسوف يثبت التاريخ أنه -بحق- حصن الأمان والحماية للعرب جميعا. *** في النهاية تبقي كلمة: وأنا أختتم هذا المقال.. قفزت إلي ذهني عدة أبيات شعرية نظمها الأديب والشاعر مصطفي صادق الرافعي يقول فيها بلدي هواها في لساني وفي دمي يمجده قلبي ويدعو لها فمي ولا خير فيمن لا يحب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم ومن تؤويه دار فيجحد فضلها يكن حيوانا فوقه كل أعجم وما يرفع الأوطان إلا رجالها وهل يترقي الناس إلا بسلم ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله علي قومه يستغني عنه ويذمم ومن يتقلب في النعيم شقي به إذا كان من آخاه غير منعم والآن أحسب أنه لا مجال للتردد.. أو البعاد.. أو السلبية.. إن صناديق الاقتراع في انتظار جمعنا لنتذكر حبنا لبعضنا البعض.. ولمصر.. وترابها.. وسمائها.. ولمن حمل عنقه فوق كتفه.. لينقذها في الوقت المناسب من براثن أهل السوء في الداخل والخارج.. مع الأخذ في الاعتبار دائما مقولة الرافعي: لا يرفع الأوطان إلا رجالها . *** ..و..و..وشكرا