في الوقت الذي انتفض فيه العالم العربي والإسلامي دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصي ضد قرار أمريكي مستهتر بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي فإن هناك من يشكل طابوراً خامساً يوجه إلينا الطعنات من الداخل. ويحاول الانتقاص من مكانة مقدساتنا ورموزنا ويضعف من إرادتنا ومن حماسنا أحد الروائيين الذين دأبت الفضائيات التليفزيونية علي استضافتهم والذي شكك من قبل في واقعة الإسراء والمعراج والذي اعتاد أيضاً هدم وتشويه كل رموزنا الوطنية وحتي الإسلامية منها خرج علينا ليشكك في مكانة القدس بالقول إنها لا تمثل أي قدسية للمسلمين وأن المسجد الأقصي مكانه في السعودية وليس في القدس..! وزاد هذا الروائي علي ذلك بالقول إن "الأقصي كان مكاناً ترمي فيه القمامة"! الأحاديث التي يدلي بها هذا الروائي كثيرة ومتنوعة ومن هذا النوع الذي يثير الكثير من التساؤلات حول دوافعه والهدف منها. وتوقيت التحدث فيها. وبدون الدخول في تفاصيل أو تجريح أحد. فإن ما يدلي به من أحاديث في هذا الشأن يهدم أمة ويفقدها الثقة في تاريخها ورموزها ومقدساتها وعقائدها أيضاً.. والسماح باستضافة هذا الروائي وفتح المجال أمامه ليواصل اتهاماته و"تخاريفه" هو جريمة أخري لأنهم بذلك يساعدون علي نشر أجواء من انعدام الثقة وفقدان الهوية والتشكيك في كل شيء وهدم عوامل ومقومات القوة والتماسك الوطني والديني. ما يقوله هذا الرجل بشكل خاص عن القدس وعن الأقصي يجعلنا نشك في أهليته وفي قدراته العقلية وفي انتمائه الوطني أيضاً. *** *** ونحذر.. ونحذر من اليمن.. ونكرر تحذيرنا أن الأزمة اليمنية الإنسانية سوف تكون مقدمة لتدخلات غربية بلا حدود في المنطقة بداعي توفير المساعدات الإنسانية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني. فالأمم المتحدة الآن دخلت علي خط الذين ينتقدون السعودية ودول التحالف العربي بحجة تعطيل توصيل المساعدات الإنسانية لليمن وبتحميلهم المسئولية جراء ذلك. وحتي الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليف الاستراتيجي للسعودية وجهت للرياض أيضاً انتقادات فيما يتعلق باليمن. الأوضاع الإنسانية في اليمن سوف تكون مدخلاً للمزيد من الضغوط علي الدول العربية لخدمة أهداف ومخططات أخري قد يكون من بينها جذب الانتباه بعيداً عن قضية القدس وعن التحرك العربي الموحد للدفاع عنها. قضية اليمن تحتاج إلي حلول واقعية من داخل المنطقة وفي أسرع وقت بعيداً عن التسليم بالوضع الراهن الذي يمثل أيضاً تهديداً لأمن وسلامة واستقرار السعودية. وحين نتحدث في هذا عن الحل السلمي الواقعي فإننا ندعو جامعة الدول العربية لأن يكون لها دور في الأفكار والمقترحات والحلول التي يمكن تقديمها للعالم والتي يمكن أن تكون حلاً عربياً واقعياً لحرب ستجلب الخراب والدمار للجميع. *** ونعود للحديث عن تراجع الفريق أحمد شفيق عن فكرة الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية القادمة وانسحاب شفيق من السباق الرئاسي كان متوقعاً ومنطقياً. وقد كتبت أؤكد ذلك غداة عودة الفريق إلي مصر. وقلت ان شفيق بعد العودة سوف يعيد حساباته علي أرض الواقع وسوف يكون له قرار آخر.. والقرار هو الانسحاب. فشفيق في القاهرة أدرك أن فرصه في النجاح معدومة. وان الشعب لن يقبل الآن بمنافس آخر للرئيس عبدالفتاح السيسي. فالناس تبحث عن الأمن والاستقرار. وقد حصلت عليهما وتتطلع الآن مع الرئيس إلي مرحلة جديدة من جني ثمار المشروعات القومية العملاقة. وهي مرحلة الرئيس الثانية التي تستلزم الإجماع والمساندة الوطنية. *** *** ويقول العالم المصري الدكتور مصطفي السيد إن كثيراً من العلماء المصريين في الخارج يتمنون العودة إلي مصر. وما يقوله العالم المصري يعكس حقيقة هامة وهي ان الشعور بالانتماء للأرض المصرية لا يتوقف ولا ينتهي أبداً.. وان المصري سيظل مصرياً مهما كانت المسافات والإغراءات والنجاحات.. ولكننا نتمناها عودة منظمة ممنهجة في إطار الاستفادة من قدرات وإمكانيات علمائنا وتوظيفها بشكل جيد لا يعودوا ليواجهوا الإحباط وقلة الإمكانيات وغيرة وحقد ومحاربة من الزملاء..! إننا نملك كل نقاط القوة والتقدم. ولكننا الأفضل أيضاً في إهدارها لأننا لا نملك روح الفريق في العمل. ولا نعرف كيف نصفق للأفضل وكيف نحتضنه..! نحن نبحث عن نقاط الضعف وهفوات الماضي للتشهير بكل من ينجح.. ومواقع التواصل الاجتماعي خير شاهد علي ذلك..! *** *** والمسكينة ذات ال 24 عاماً.. قالوا لها أنت مريضة بالإيدز. وقد أصابك الفيرس من زوجك المدمن علي حقن الهيروين.. اكتشف أحد الجيران مرضها بالصدفة فأشاع السر بين الأهالي الذين اجتمعوا وطلبوا من زوجها أن يحمل أسرته ويخرج من بولاق. الزوج قبل الرحيل.. ولكن الزوجة لم تتحمل أن تترك بيتها وجيرانها وحياتها فأقدمت علي الانتحار ورحلت عن عالمنا كله. هذه المسكينة كانت ضحية للجهل.. وضحية لقلوب لم ترحم.. وضحية من ضحايا الإدمان الذي أصبح مستشرياً وشائعاً ويشكل خطراً أكبر من الإرهاب ومن حوادث المرور.. فهو إدمان يؤدي إلي تدمير مجتمع بأكمله وقد أصبح شائعاً بين كل الطبقات.