ما فعله ترامب بقرار نقل السفارة الأمريكية جريمة في حق الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي ونحن جميعا ضده والكل يلعن ترامب لكن في الحقيقة هناك جانب إيجابي في هذا القرار لقد أفاق الجميع بصدمه قد تساعد الفلسطينيين لاتخاذ موقف موحد والعرب للتحرك تجاه القضية الفلسطينية خاصة بعد أن أصابها الركود والنسيان منذ الربيع العربي. فالقضية الفلسطينية هي الأزمة الرئيسية في الشرق الأوسط وإسرائيل سعيدة بهذا الوضع فانشغل العرب بالحروب والخلافات بعد الربيع العربي فحول المنطقة الي ساحة صراع فتناسي العرب نكبتهم الكبري إسرائيل وضاعوا في بحرالازمات. لذا فإن قرار ترامب رغم مساوئه فقد أحدث صدمة إيجابية خاصة للفلسطينيين محبي الخلاف والتشتت وقد يساعد القرار فتح وحماس علي إعادة حساباتهم كما أن صدمة العرب قد تساعدهم علي التحرك والدليل سعي الدول العربية للإعتراف بالقدسالشرقية عاصمة لفلسطين. فالتاريخ يقول إن اليهود يبدؤا بخطوة صغيرة تتحول إلي أمر واقع كما بدأت بوعد بلفور وانتهت بدولة تفرضه واقعها علي الشرق الأوسط والعالم وكذلك سيحدث نفس الأمر مع القدس فقد بدؤا بوعد ترامب بإعترافة بالقدس عاصمة لإسرائيل ومع الوقت يفرضون الأمر الواقع لذا يجب التحرك للوقوف أمام الأطماع الإسرائيلية ليس بالشجب والاستنكار فقط والا فلا أمل في انقاذ القدس. قد يكون قرار ترامب كمن ألقي حجرا في مياه راكدة مما يزعج الكثير من العرب الذين تناسوا القضية الفلسطينية وتفرغوا لسفك دماء بعضهم البعض وأصبحت القضية سني وشيعي أو درزي وعلوي أو عربي وكردي أهم من القضية الفلسطينية وضياع القدس. وأعتقد أن العبء الاكبر في هذه القضية يقع علي الشعب الفلسطيني وقياداتة فهم المحرك الرئيسي لمواجهة العدوان الإسرائيلي فعليهم بدلا من الخلاف والصراع علي السلطة ان يقاوموا بكل الطرق المشروعة سواء من خلال الطرق القانونية في المحافل الدولية أو من خلال الاحتجاجات السلمية حتي يكسبوا تعاطف المجتمع الدول ويتغلبوا علي دموع التمساح الإسرائيلية ومحاصرة الدعم الأمريكي لإسرائيل. فمهما كانت قوة إسرائيل فلن تستطيع الوقوف أمام شعب يطالب بحقوقه الشرعية في الحياة والوجود ضد محتل لا يعرف الا العدوان والاستيلاء علي ما لا يملك بدون وجه حق. السؤال المهم هنا .. هل حقا إسرائيل تريد السلام؟ لا أعتقد. فعندما وقعت إسرائيل معاهدة كامب ديفيد بعد نصر أكتوبر كان الهدف تحقيق أمن إسرائيل في المقام الأول بإخراج مصر من معادلة الصراع العسكري فهي تعلم أن العرب لن يحاربوا بدون مصر ومنذ المعاهدة وهي تراوغ في عملية السلام ياليت العرب سمعوا كلام الرئيس الراحل أنور السادات عندما دعاهم للتفاوض في السبعينيات ورفضوا للأسف ولو يقبلوا العرض المصري في حينها لتغير الوضع الآن ولكن تقول لمن!!