للمرة الثانية يزورنا الرئيس الروسي فلادمير بوتين وللمرة الثامنة يلتقي بالرئيس السيسي وتتكرر لقاءات القمة من القاهرة إلي موسكو وبكين. القمة الثامنة للرئيسين تأتي في ظل أجواء ملتهبة وتطورات خطيرة تشهدها القضية الفلسطينية وما يجري في سوريا وليبيا واليمن.. ولا شك أن مشروع الضبعة لإنتاج الطاقة النووية هو ثمرة جديدة لشجرة تضرب جذورها في أعماق القاهرةوموسكو أنتجت قبل عقود السد العالي والتعاون العسكري والاستثمارات الروسية في البترول والغاز. نتطلع جميعاً لعودة السياحة الروسية إلي مصر بفضل التفاهم السياسي عالي المستوي بين السيسي وبوتين.. وطبعاً ستشكل المنطقة الصناعية الروسية في بورسعيد إضافة لمشروعنا القومي لقناة السويس وتضخ 7 مليارات دولار علي مساحة 5 كيلو مترات وتوفر35 ألف فرصة عمل في حوالي130 شركة روسية.. وهذا ليس بالغريب علي روسيا التي شاركت من قبل بخبراتها في مصنع حلوان للحديد والصلب وشركة النصر للسيارات ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي. پكما أن علاقتنا بروسيا لا تقف عند حدود السياسة والاقتصاد لكن عشرات الالآف من المصريين تلقوا تعليمهم في الجامعات الروسية وحصلوا علي أرفع الدرجات العلمية في العلوم والفنون والآداب ثم عادوا ليشاركوا في تنمية العديد من المؤسسات الوطنية.. وكشفت الدراسات التشابه الثقافي بين الحضارتين وتقارب الموسيقي وتبادل الفنون وترجمة الآداب. وبينما يدرس اليوم 1400 طالب مصري للحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراه في روسيا تُخرج الجامعة المصرية الروسية في مدينة بدر مهندسين وصيادلة منذ عام 2011 بالتعاون مع أفضل 7 جامعات روسية. الضبعة من وجهة نظري هي اليوم قلب العلاقات المصرية الروسية النابض حيث يستوعب المشروع 8 محطات نووية وتستهدف المرحلة الأولي 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة4800 ميجاوات.. ويمول المشروع بقرض روسي قدره 25 مليار دولار ويبدأ التشغيل التجريبي للمفاعل النووي الأول عام 2022 ويجب ان نتوقف عند حقيقة أن روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بتصنيع كافة مكونات المحطة النووية ولا تعتمد علي أي دولة في استيراد مكوناتها مما يبعدنا عن معاناة احتكار ما يلزم محطتنا.. كما سيتم انشاء مصانع روسية في مصر لتصنيع مكونات المحطة النووية محلياً ونقل الخبرات الروسية للمصريين. هذا ما يكسب مشاعر المواطن المصري نحو الروس كشريك جدير بالثقة بعدا علميا وعمليا من واقع البيانات.. ويؤكد أن الروس عبر تاريخ طويل من العلاقات يقدمون العون الحقيقي في الوقت الذي تتلون فيه النوايا ويصعب تحديد صديق.