ضيوف مهرجان القاهرة السينمائي ليسوا فقط الذين ساروا علي السجادة الحمراء أمام قاعة "المنارة" بالتجمع الخامس ولكنه المئات من نجوم ونجمات السينما الذين ظهروا علي شاشة المهرجان من خلال الأفلام التي عرضتها البرامج المختلفة بداية من المسابقة الدولية ومسابقة آفاق السينما العربية وأسبوع النقاد وبرنامج سينما الغد. الممثلة الايطالية جاسمين ترينكا هي بطلة فيلم "فورتو ناتا" للمخرج سيرجيو كاستيليتو وهي حاصلة علي جائزة أحسن ممثلة في مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان. وفيلمها مشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة هذا العام وتستحق عن جدارة الفوز بجائزة أحسن ممثلة في المهرجان. فهي تقوم بواحد من الأدوار الصعبة تتحرك بحرية وانطلاق كامرأة شابة تعمل "كوافيرة" عند السيدات في البيوت وتحلم بأن يكون لديها محلا مستقلا. وهي في نفس الوقت تتعرض لمشاكل يومية مع زوجها الذي انفصلت عنه وتعاني في تربية ابنتها "العنيدة" وتذهب بها الي الطبيب النفسي والتي تسعد بأنه معجب بها وتنطلق في علاقة خاصة معه ولكن أمام كل ذلك هي تعيسة لأنها تواجه واقع صعب شديد البؤس وكل الذين يتعاملون معها بشكل يومي يعانون بطريقة أو بأخري وتخسر قضية الاحتفاظ بابنتها التي تذهب للحياة مع أبيها وجدتها ويستعرض الفيلم حياة الجالية الصينية في ايطاليا والمسلمين وكبار السن ووسط كل ذلك تبدع جاسمين الايطالية في تجسيد مأساة طبقة تبحث عن السعادة وسط واقع مر. كذلك من نجوم المهرجان هذا العام الممثل الفرنسي جوليان بويسلير الذي قام ببطولة فيلم "قلبي المخدوع" اخراج الاخوين فيتال دوران وديفيد دوران عن رواية للكاتبة الفرنسية فيرونيك أوفالدي والممثل جوليان نستطيع ان نرشحه بارتياح لجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة. ليس فقط لأنه ظهر في الفيلم منذ أول لقطة وحتي النهاية بما يمثل بطولة مطلقة ولكنه أيضا استطاع التعبير عن حالة البرجوازي الصغير الفرنسي الذي يعيش يوميا حالة من الانهيار لكل أشكال الحياة الراسخة في الواقع من حولنا ويحل محلها الشك المطلق في القيم المعروفة مثل الحب والزواج والسعادة. قدم الفيلم السلوفاكي "نينا" للمخرج بوراج ليوتسكي قصة فتاة صغيرة تدعي "نينا" تعيش مع والدين انفصلا بعد أن فقدا الحب والاهتمام وتهوي الفتاة السباحة وتحقيق نجاحات ولكن فشل الأب والأم يؤثر بشكل مباشر علي حياتها ويحرمها من هوايتها وفي أكثر من فيلم تأتي الكثير من الأفلام الأوربية تدافع عن كيان الأسرة كوسيلة وحيدة للاحتفاظ بالكيان الاجتماعي العام خاصة ان النزعة الفردية التي انتشرت خلال السنوات العشرين الماضية تركت الكثير من المظاهر السلبية علي المجتمع بل ساهمت في جعل الأفراد أكثر عنصرية ورفضنا للآخر وكراهية للمختلف وهو ما سوف يؤثر في مستقبل تلك المجتمعات.