وعادت قضية سد النهضة إلي واجهة الأحداث من جديد بعد إعلان فشل المباحثات واستمرار أثيوبيا في مراوغاتها ومناوراتها. ولأن قضية سد النهضة هي قضية مصيرية تتعلق بالمياه وبالتأثيرات التي يمكن أن تكون سلبية وبالغة الخطورة علي مصر فإن بعض الذين يتحدثون في هذه القضية من إعلاميين وساسيين يجب أن يتوقفوا عن الخوض في أمور قد تنعكس علينا بالضرر وقد تفسد أيضاً تحركنا السياسي وتضعف من أية خيارات مطروحة في هذه الأزمة. وفي الحديث عن سد النهضة. فإن البيانات والتصريحات الرسمية هي ما يجب أن نسمعه هذه الأيام. وأن تكون مدروسة بشكل قانوني وسياسي بعيداً عن إلقاء اللوم هنا وهناك. وتحميل أطراف بعينها المسئولية في قضية تحتاج لتوافق وطني كامل. ونحن في هذا علي ثقة من أن القيادة السياسية تواصل بحث ودراسة هذا الملف الهام وتحديد مسارات التحرك لتأمين مصلحة مصر في إطار من القانون والحقوق المشروعة. إن قضية سد النهضة ليست من قضايا المزايدات الإعلامية. فهي قضية أمن قومي تتطلب في كثير من جوانبها السرية والكتمان والتحدث بفهم وبوعي وفي مجال الاختصاص فقط. *** وكل الأحزاب "الوهمية" القائمة لم تستطع أن تفرز شخصية قادرة علي الترشح لرئاسة الجمهورية أو لأي مناصب قيادية أخري. وهذه الأحزاب انشغلت بمعاركها وصراعاتها الداخلية علي المراكز والقيادة دون أن تتمكن من الاقتراب من الرأي العام والشارع وإقناعه بوجودها وتأثيرها. ولا يملك حزباً واحداً برنامجاً أو رؤية واضحة يمكن تقديمها والتمسك بها والالتفاف حولها. والعديد من الأعضاء المنتمين لهذه الأحزاب أيضاً لا يعرفون علي وجه التحديد ما الذي تدعو له وتكافح من أجله! ولهذا اختلفت هذه الأحزاب علي شخصية من يرشحونه لمنصب الرئاسة. ولم يجدوا من يجتمعون حوله. فتركوا لكل شخص حرية الترشح حتي وإن لم يكن لديه الفرصة أو المقدرة أو الشخصية أو الإقناع والاقتناع به. لقد كنا نأمل ونتمني وجود تجربة حزبية أكثر نفعاً وفائدة وديناميكية ولكننا لم نر منذ ثورة يناير إلا حزباً واحداً وهو حزب النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي. وهو حزب لا يقدم بديلاً ولا أفكاراً بقدر ما هو حزب للتشويه والتجريح وتحطيم الكفاءات..! *** ونعيش مع الحياة وحواراتها وأحداثها والكاتبة الصحفية التي تظهر في كل الفضائيات "عمال علي بطال" لتتحدث في كل القضايا وفي كل المناسبات. والكاتبة الشوباشية تقول "أنا مبحبش الشيخ الشعراوي"..! وهي تقصد بالطبع فضيلة الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي القيمة والقامة العلمية والدينية. والشعراوي عليه رحمة الله ليس في حاجة إلي شهادة من هذا النوع وإلي حب أو كراهية من أحد.. فالشعراوي هو من سيظل باقياً بأحاديثه وتفسيراته للقرآن الكريم. وبالملايين التي تستمع حتي الآنه لتسجيلاته وتقول.. الله.. آمنا بالله... أما الذين هاجموا الشعراوي حياً وميتاً فلن يتذكرهم أحد لأنهم لم يكونوا مؤهلين للحديث عن إمام الدعاة. *** ورئيسة المركز المصري لحقوق المرأة السيدة نهاد أبوقمصان تقول إن الأم غير ملزمة بإرضاع الأطفال.. وإذا فعلت فعلي الأب دفع أجر لها ولكن ليس مسئوليتها خدمة المنزل أو إرضاع الأطفال..! وإذا كان هذا هو رأي السيدة قمصان فإنها لا تخدم قضايا المرأة ولا تدافع عن حقوقها بقدر ما تهدم مكانتها ودورها ووجودها كأم وزوجة وربة منزل. إن أحداً لا يقف ضد حق المرأة في العمل والمساواة وإثبات ذاتها وقيمتها وكيانها البشري. ولكن أحداً أيضاً لا يقبل أن تتخلي عن مسئولياتها وواجباتها تجاه الأسرة والزوج. ففقدت بذلك قدسيتها واحترامها كأم وتحولت إلي رجل آخر موجود في البيت.. والبيت الذي يدار بالشراكة يكون هو الأسرع انهياراً وانفصالاً..! إن من يتحدثن عن حقوق المرأة يجب ألا يأخذهن الحماس في التعبير والمطالب إلي الحد الذي يحولن فيه المرأة من كيان قوته في ضعفه إلي كيان متجبر ومفتر..! *** ولأن الحديث في معظمه اليوم عن النساء فإننا نتناول ما قالته مطربة أغنية "مشربتش من نيلها" والتي ظهرت علي المسرح في إحدي الحفلات الخارجية تسخر من الشرب من "مية" النيل وتقول لمن طالبتها بغناء أغنية مشربتش من نيلها.. "لو شربتي من نيلها هيجيلك بلهارسيا.. اشربي ميه معدنية أحسن"..! وما قالته هذه المطربة يتم تداوله علي مقطع فيديو علي المواقع الإخبارية وفي مواقع التواصل الاجتماعي. وإذا كان ما ظهر في هذا الفيديو صحيحاً وكان هذا هو ما قالته مطربة آه ياليل فإننا ننصحها بأن تقلل أيضاً من "الميه التي تشربها".. وأن تغير النوع.. وإن كنتم نسيتم.. نفكركم.. والله يرحم..! *** أما الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب فقد تبين أنه كان "خلبوصاً" وأن "تحت السواهي دواهي" فقد لاحقته هذه الأيام اتهامات بالتحرش وآخرها ما قالته سيدة أمريكية من أنه تعمد القبض بيده علي مؤخرتها أثناء التقاط صورة شخصية معه بصحبة والدتها عام 2003 عندما كانت تبلغ من العمر 16 عاماً..! واتهامات التحرش هذه الأيام علي أية حال أصبحت موضة. وإن كان إثباتها صعباً.. ولكن التشهير هو العقاب المناسب..!