قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في حوار مع "رؤساء تحرير الصحف القومية المصرية في 17 مايو الماضي إنه سيقدم كشف حساب بالتفصيل للمصريين في يناير أو فبراير 2018 لأول مرة منذ تسلمه السلطة "كشف الحساب سيكون حول مصر التي سأقدمها لمن تختارونه للرئاسة". ومصر سوف تختار الرئيس عبدالفتاح السيسي للاستمرار في قيادتها تقديراً ووفاء واحتراماً لرئيس حقق لها ومعها وبها العديد من الانجازات التي تمثل عبوراً حقيقياً نحو بناء دولة جديدة مرت بأصعب الظروف وكانت علي وشك الإنجراف نحو منحدر شديد الخطورة. وكان ممكناً أن تواجه مصيراً مشابهاً لدول كثيرة تعاني من الانقسام والحروب الاهلية. ونعود للتاريخ.. وللأيام التي عشنا فيها الخوف والقلق بكل أشكاله ومعانيه. للأيام التي كان فيها الأغنياء وطبقة ذوي الياقات البيضاء يفكرون في الرحيل عن مصر.. للأيام التي كان فيها الأمن غائباً والفوضي منتشرة. 1⁄4 1⁄4 1⁄4 ففي 3 يوليو 2013 أسقط الشعب والجيش معا تنظيم الإخوان الإرهابي الذي قفز علي السلطة ليحكم مصر بأجندة وأهداف غير وطنية وقادها إلي حالة غريبة من الانقسام والشكوك المتبادلة. وفرض الشعب علي عبدالفتاح السيسي أن يكون رئيساً..و اختاروه رئيساً سادساً لمصر في 2014وطالبوه بأن يقود المسيرة وأن يعبر بالوطن إلي بر الأمان وأن ينقذ السفينة قبل الغرق. وتولي الرئيس السيسي حكم مصر بعد انتخابات قال فيها الشعب كلمته وفرضت الأغلبية قرارها وأعلنت أنه وحده القادر علي القيادة في هذه المرحلة. ولم يمض وقت قصير علي انتخاب السيسي رئيساً إلا وبدأت مصر في العودة. وبدأت الدولة تسترد عافيتها.. وبدأنا نشعر أن هناك دولة ونظاماً وهيبة للدولة. وكان أكبر تحدي واجه الرئيس في هذا الوقت متمثلاً في قدرته علي أن يعيد أجواء الثقة في أن هناك أمناً وأن هناك آماناً في مصر وأن هناك استقراراً وأن كل مواطن سوف يتمكن من السير في الشارع بآمان وقيادة سيارته في آمان والعودة إلي بيته آمناً مطمئناً. فقد عشنا مرحلة ما قبل السيسي أجواء مرعبة. وكان الخوف من المجهول مسيطراً بعد أن أصبحت الجريمة سهلة التنفيذ. وبعد أن انتشرت العصابات المسلحة علي الطرقات وقامت باختطاف وسرقة السيارات والأفراد والممتلكات. 1⁄4 1⁄4 1⁄4 وأعاد السيسي الأمن للشارع في أسرع وقت. وتلقت وزارة الداخلية دعماً هائلاً لكي تستعيد الزمام وتتغلب علي أزماتها النفسية. والاتهامات التي لاحقت أفرادها والتي نالت من كيان المؤسسة الأمنية وأفقدتها توازنها في فترة من الفترات. ومع عودة الداخلية فإن المواطن بدأ يشعر بوجود الدولة وعاد إليه احساس جديد بالتفاؤل وعبور الأوقات الصعبة. وبدأت عجلة الحياة تدور من جديد. وحدث ذلك بسرعة وفي وقت قصير لأن الناس كانت مؤمنة بالرئيس ومنحته تفويضاً في اتخاذ القرارات الحاسمة التي يمكن معها تحقيق الإصلاح في أسرع وقت ممكن. ولأن الناس أدركت خطورة المرحلة والتحديات التي تواجهها مصر. فقد توقفت الاحتجاجات الفئوية وتجمدت المطالب التي تضيف أعباءً جديدة علي الدولة وأدركوا أن عليهم مساندة الدولة والصبر. 1⁄4 1⁄4 1⁄4 وفي فبراير 2015 وبعد أشهر قليلة من تولي الرئيس السيسي مسئولية قيادة مصر. فإن حادثاً بشعاً جرت وقائعه في الدولة الليبية كان بمثابة اختبار جديد للرئيس وقدرته في إدارة الأزمات وحماية مكانة وقيمة المواطن المصري في الداخل وفي الخارج. ففي هذا الشهر فإن الإرهابيين من عناصر "داعش" في ليبيا قاموا بإعدام 21 مصرياً دفعة واحدة في جريمة بالغة البشاعة زلزلت أركان مصر وأصابت الكبرياء المصري في الصميم.. ولكن الجرح لم يستمر غائراً لفترة طويلة. ولم يطل انتظار الشعب في الثأر والانتقام وأصدر الرئيس أوامره بالقصاص وتوجيه ضربات ضد معسكرات الإرهاب في ليبيا. واستيقظ العالم ليجد أن القوات الجوية المصرية قد أدت مهمتها وعادت لأرض الوطن مستخدمة حقها الشرعي في تأمين مواطنيها وحدودها وكيانها. كانت الضربات الجوية قوية ومركزة ومدروسة وسريعة قبل أن تكون هناك حوارات وحسابات وتعقيدات وانتظار لموافقات أو قرارات دولية. وكانت القيمة الأكبر لهذه الضربات هو أنها أعادت التأكيد علي أن لمصر درعاً وسيفاً. وأن هناك دولة ترعي مواطنيها في كل مكان وأن السيف المصري قادر علي الاطاحة برقاب أعداء الوطن. وبقدر الحزن علي شهداء الوطن الذين أعدموا غدراً في ليبيا بقدر ما كانت الفرحة عارمة بالأخذ بثأرهم في أسرع وقت ممكن وبقرار مصري قوي ومستقل وبرئيس كان قادراً وحازماً في الحركة والقرار.