يبدو انه ليس من السهل ان نتخلص من الروتين والبيروقراطية الذي عشش في دهاليز مصالحنا الحكومية .. هل سيظل تعبير الدولة العميقة في قطاعات الدولة المختلفة مسيطرا علي حركة دواليب العمل في وزاراتها ومحافظاتها؟؟ .. هل ستبقي بعض الجهات او معظمها جزرا منعزلة عن باقي الاجهزة ولايستطيع كائن من كان ان يغير من "رتم" العمل بها..؟؟ هل من الممكن ان ننتهي من هذا الموروث الذي يعرقل كل خطوة للامام .. والذي يحبط كل جهد يحاول قلة قليلة من المسئولين في مواقع العمل المختلفة ان يقدموه لهذا الوطن وتقوض أي عملية نجاح وتخمد الهمم في وقت نصارع فيه الزمن للحقاق بركاب التقدم؟! نعلم جميعا ان مصر تعاني منذ سنوات طويلة من الفساد الإداري في مختلف أجهزة الدولة وان الروتين والبيروقراطية موروثات قديمة مازلت قائمة حتي الآن وهي أحد أوجه الفساد المنتشرة في المجتمع وفي العديد من المصالح والهيئات الحكومية وبجانب الفوضي والفساد اللذين تقف الرشوة وراءهما في هذه الجهات. هناك بعض الموظفين الذين لايستطيعون العمل من خلال خطة وليست لديهم الجرأة بل يمكن وصفهم بانهم اصحاب اياد مرتعشة يعرقلون في احيان كثيرة موافقات وتأشيرات بعض الوزراء والمحافظين الصحيحة لانهم يعتمدون علي مرجع روتيني خالص والالتزام بنظرية البيروقراطية التي هي من أغرب النظريات وأسوأها .. الامر الذي يثير العديد من التساؤلات .. الي متي نظل هكذا ؟.. هل يمكن ان تتقدم مصر بهذا الشكل؟ .. هل نضبت مصر من الكفاءات ؟ .. هل توقف الزمن عند هؤلاء البيروقراطيين متحجري الاراء ؟ هل نحن في حاجة الي ثورة ادارية حقيقية تنسف كل ما هو روتيني؟ .. وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب .. هل نحن قادرون علي فعل هذا؟! اننا نحتاج بالفعل الي تطوير منظومة العمل وتجديد روحها وابتكار عناصرها التي غالبا ما تصل إلي مؤسساتنا جميعا لأننا نعيش في عصر التكنولوجيا والفضاء المفتوح لهذا يجب أن نكون قادرين علي التعامل مع الأحداث والوقائع والابتكارات بعيداً عن العمل التقليدي وكون سلاح العمل الجيد هو الذي يحقق النمو والتطور لذلك علينا أن نقطع شوطا كبيراً في إزاحة البيروقراطية وكل معوقات النجاح واللحاق بركب الآخرين .. ولا شك ان الحديث عن الإصلاح داخل المؤسسات الحكومة أو حتي الخاصة يتطلب أن يكون هناك إصلاح إداري وسياسي واقتصادي واعداد حزمة من التشريعات التي تخفف من تسلط المركزية وتعطي صلاحيات تقابلها مسئوليات ومحاسبة لكل من يخالف القوانين حتي يمكننا ان نتخلص من الروتين الحكومي وفساد الجهاز الإداري .. ولاشك ان قانون الرقابة الادارية الجديد وتبعيتها لرئيس الجمهورية مباشرة ومنحها المزيد من الصلاحيات سيكون له انعكاسات ايجابية علي ضبط الحياة الادارية بمؤسسات الدولة وكشف مواطن الفساد فيها. تبقي كلمة .. الاخطر من كل هؤلاء هم جماعات التضليل والمنافع الخاصة الذين يحيطون بالمسئول "كل مسئول" الذين يطلق عليهم لفظ "البطانة" او رجال كل العصور .. هؤلاء يزينون الباطل ويقدمون المعلومات المغلوطة طالما تواكب مصالحهم .. ويقدمون المعلومات المغلوطة ويكيلون الاتهامات ويعرقلون كل عمل ليس علي هواهم..!!